كتب - نبيل العبودي
أكد نجوم رائد التحدي تفوقهم على منافسهم التقليدي التعاون وواصلوا صدارتهم لفرق دوري الدرجة الأولى عندما ترجم مهاجم الفريق المتألق نواف الدعجاني التفوق الذي كان عليه نجوم رائد التحدي في أغلب فترات اللقاء بستجيله لهدف المباراة الوحيد في الدقيقة الـ 83 من عمر المباراة، ليؤكدوا أنهم الأفضل هذا الموسم من خصمهم ومنازلهم التعاون الذي لم يظهر في هذا اللقاء بمستواه إلا في فترات محدودة، وافتقد مهاجموه للفاعلية ما عدا كرة وحيدة للبديل الحياني في الشوط الثاني في مقابل تفوق أحمر صبغ البساط الأخضر في أغلب فترات اللقاء والديربي وإن لم يكن كسابقيه من (الديربيات) المعروفة من قطبي بريدة.
عرف الرائد كيف ينهيها لصالحه وكيف يترجم تلك لمصلحته وإن سعى المدربان إلى التحفظ والحذر الدفاعي المبالغ فيه من جانب المدربين وبخاصة البرازيلي كليبر مدرب التعاون الذي استطاع التونسي محمد الدو أن يحولها لمصلحته بأوراقه الرابحة وبخاصة عبدالسلام الشريف الذي كانت لمساته على الكرة منذ دخوله بداية لزراعة الابتسامة والفرح على جماهيره الحاشدة باستاد الملك عبدالله بصناعته لهدف المباراة الوحيد بطريقة لا يجيدها إلا اللاعبون الكبار.
وكان مدافعو التعاون قد أقفلوا كل الطرق المؤدية إلى مرماهم من خلال عزل الدعجاني عن زملائه قبل أن يكون للشريف كلمة الفصل في ذلك.
لقد استحق الرائد (الأفضل) فنياً خلال اللقاء - الفوز ونقاط المباراة وإن كانت بهدف وحيد جعل للديربي طعماً ومذاقاً مختلفاً، تذوق طعمه ونكهته نجوم الرائد بقيادة جماهيره التي تراقصت بعد المباراة طويلاً، ليؤكد رائد التحدي أن المباريات الخاصة والتحدي الخاص لا يتكلم إلا بلسان الرائد ونجومه، وإن حاول التعاونيون العودة إلى المباراة ولكن بعد فوات الأوان وخروج الرائد بنتيجة المباراة وتأكيد صدارته.
** جاءت البداية سريعة من الجانبين منذ اللحظات الأولى والثواني الأولى من المباراة وبخاصة من جانب الرائد الذي شن هجوماً على المرمى التعاوني سرعان ما بدأ التعاون في مبادلته الهجوم وبخاصة في ظل الارتباك الذي ظهر عليه الدفاع في الفريقين.
وإن كانت تلك البداية والحماس الذي ظهر من الجانبين افتقد للتركيز. ولم تظهر الخطورة الحقيقية إلا مع الدقيقة الـ 9 من جانب الرائد بكرة قادها الدعجاني وتلاعب بالمدافع وسدد زاحفة أمسك بها الحارس الثنيان.
وخلال الربع ساعة الأولى كانت الأفضلية واضحة لصالح الرائد الأكثر محاولة للوصول إلى الشباك ومع انقضائها كانت أولى المحاولات الحقيقية للتعاون من خطأ نفذه الزهراني مباشرة إلى خارج المرمى على يسار السبيعي حارس الرائد. وشهدت الدقائق التالية انحصاراً للعب وسط الميدان وافتقد للتركيز من الجانبين، وكذلك الارتباك الذي انتقل إلى المهاجمين أيضاً وساعد على ضياع عدد من الفرص في بداية بنائها.
كما كثرت الأخطاء على اللاعبين وساهمت أيضاً في تعطل اللعب في بعض فترات هذا الشوط، حتى أن الكرة التي تجاوزت خط المرمى التعاوني من جانب المهاجم الرائدي عيسى الحقوي كانت من تسلل على اللاعب لتكون الدقائق الأخيرة من هذا الشوط فقيرة فنياً وبعيدة كل البعد عن الخطورة لينتهي هذا الشوط بالتعادل السلبي بدون أهداف.
عموماً ظهر الشوط الأول بخلاف ما كان متوقعاً حيث لم يكن للخطورة أي وجود بمعناها الحقيقي؛ فالتعادل السلبي كان نتيجة طبيعية لهذا الشوط.
** في الشوط الثاني ومع بدايته بدأ كليبر مدرب التعاون بتبديل هجومي بدخول الحيائي بديلاً عن العرماني. وقد شهد هذا الشوط تحسناً واضحاً في الأداء من الجانبين وبخاصة التعاون الذي بدأت خطورته تظهر بشكل واضح بدخول الحيائي الذي ظهر في أحلى وأخطر كرات المباراة مع الدقيقة الثامنة عندما تلاعب بدفاع الرائد واحداً تلو الآخر وسدد كرة قوية على خط الـ 18 إلا أن السبيعي أبعدها إلى ركنية في أخطر كرات هذا اللقاء على الإطلاق.
وقد اتضح من خلال هذا الشوط أن كليبر مدرب التعاون قد دخل بثوب آخر. فقد كان الأصفر هو الأفضل، وهو ما دفع الدو مدرب الرائد إلى استبدال الزعاق بالعسيري للحد من خطورة هجوم التعاون. في حين كان تبديله الثاني اضطرارياً من بدخول عبدالسلام الشريف بديلاً عن المصاب حقوي.
ومع انقضاء نصف وقت هذا الشوط كان الهدوء هو العنوان الرئيس في الدقائق التالية ولكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة لمدرب التعاون الذي كانت الخبرة هي آخر أوراقه. وفي الربع ساعة الأخير من المباراة كان آخر الخيارات للمدرب التعاوني عندما أدخل لاعب الخبرة سعيد الأحمري بديلاً للشمراني في محاولة أخيرة من كليبر للوصول إلى شباك السبيعي إلا أن الدعجاني كان لابد أن يستقبله بطريقته الخاصة.
الدعجاني يسجل
مع مرور الدقيقة الـ37 من هذا الشوط يقود اللاعب البديل عبدالسلام الشريف كرة من الجهة اليسرى للرائد شاقاً طريقه ويحول الكرة جميلة داخل المنطقة وعلى نقطة الجزاء تجد نواف الدعجاني الذي حولها مباشرة على يمين الثنيان حارس التعاون هدفاً أول للرائد انتظرته الجماهير كثيراً على مدار 83 دقيقة.
لتشهد الدقائق الخمس الأخيرة من هذا الشوط إثارة كبيرة وندية من الجانبين، فكاد الأحمري أن يعدل النتيجة لو لا أنه تباطأ في كرته لتذهب إلى السبيعي حارس الرائد.
ولم تُجد محاولات كليبر الأخيرة بدخول الخيبري بديلاً للسويلم.
وكاد الدعجاني أن يعزز التقدم لولا أن كرته التي تجاوزت الحارس أبعدها المدافع.
لتبقى الدقائق ال4 المحتسبة كوقت بدل ضائع مثيرة في أحداثها وإن بقيت تلك الإثارة وسط الميدان، مكتفين لاعبو الفريقين بهدف الدعجاني الوحيد الذي كان كفيلاً بأن يرفع رصيد الرائد إلى 11 نقطة ويبقى التعاون على رصيده السابق بنقطة.
وفوز ثمين وغالٍ أبقى الرائد في الصدارة مترجماً تفوقه في أغلب فترات المباراة التي كانت لمصلحته.
من المباراة
- لم يكن الديربي هذه المرة من حيث الأداء والإثارة والندية كما هي في مباريات الفريقين المعتادة.
- طارق الشريف من الرائد فقيهي من التعاون كانا الأبرز في المباراة إلا أن عبد السلام الشريف بعد دخوله كان نقطة التحول في المباراة وله الدور الكبير والجهد والمجهود الفردي في صناعة هدف المباراة الوحيد.
- الجماهير لكلي الفريقين كانوا هم النجم الحقيقي والأول في هذا اللقاء بحضورهم الكثيف ومساندتهم لفريقيهما طوال التسعين دقيقة وإن كانت الغلبة في النهاية لصالح الرائد.
- كليير أسهم في خسارة فريقه بإبقائه على عدد من اللاعبين المؤثرين بجانبه ولم يلعب بهم من البداية وأبرزهم الحيائي والأحمري الذين لم يزج بهما إلا في وقت متأخر من المباراة.
- في حين نجح الدو مدرب الرائد في التعامل مع المباراة والخروج بنقاطها كما يجب.