Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/11/2007 G Issue 12833
رأي الجزيرة
السبت 07 ذو القعدة 1428   العدد  12833
تحديات أمام قمة أوبك

قمة أوبك الثالثة التي تنطلق اليوم في الرياض تأتي وسط تطورات مثيرة في أسواق النفط مع ملامسة أسعاره سقف المائة دولار، وعلى الرغم من ذلك فإن القريبين من هذه القمة يقولون: إنه ليس من مهامها مناقشة الأسعار وسقف الإنتاج، إلا أن ذلك لا يمنع من أن كل ما يرشح من قاعة القمة يمكن أن يلقي تأثيراته المباشرة على أسواق النفط الشديدة الحساسية لكل نبأ سلباً أو إيجاباً..

فقمة أوبك تنعقد وسط ظروف اقتصادية وسياسية دولية بالغة التعقيد، إلا أن نجاح هذه المنظمة في توفير الإمدادات للسوق وبصورة منتظمة طوال ما يقارب نصف القرن من عمرها، يجعلها في موقف مؤهل لمجابهة التحديات الحالية في الحفاظ على الإمدادات بما يحول دون اضطراب أكثر في الأسواق..

لكن المنظمة يبدو أنها ستهتم أكثر بالشؤون الاستراتيجية المتصلة بمجال اهتمامها الرئيس وهو الحفاظ على مصالح المنتجين والمستهلكين، كما أنها تواجه تحديات أكثر جدية من جهة المصاعب البيئية الناجمة عن الاستخدام غير المرشد للوقود الأحفوري، الأمر الذي أدى إلى زيادة حرارة الأرض واضطراب الأحوال المناخية تبعاً لذلك..

وفي المنظور والمتوقع أن وقتاً مقدراً من زمن القمة سينصب على هذه الجوانب، وقد أبدت المملكة مسبقاً استعداداً كبيراً لتعاون دولي فيما يتعلق بالحفاظ على بيئة الأرض، كما أن استراتيجيات المملكة تتضمن بشكل خاص التصدي لهذه التحديات من خلال وضع إمكانياتها البحثية والعملية في خدمة الحفاظ على بيئة خالية من المنغصات، غير أن ذلك لن يتأتى إلا في ظل تعاون دولي فعال يحركه الاستشعار الجماعي العميق للمشكلات التي تتعلق ببيئة كوكبنا وإيجاد المعايير اللازمة بضبط الصناعات وضرورة خضوعها للتعاليم الخاصة بالمحافظة على البيئة..

وهذا الأمر يتعلق خصوصاً بالدول الصناعية الكبرى التي يتوجب عليها أكثر من غيرها مراعاة التأثيرات المباشرة لعمليات التصنيع على بيئة الأرض من خلال استنباط حلول علمية أكثر فاعلية، والالتزام بما تواضع عليه العالم من مواثيق من شأنها النأي بكوكبنا عن الكوارث البيئية.

وفيما يتصل بالاضطراب الحالي في الأسواق فقد كرر أكثر من مسؤول في المنظمة أن أوبك غير مسؤولة عنه، فإنتاج المنظمة الحالي يتوافق ومعدلات الاستهلاك، لكن من الواضح أن هناك عوامل ضاغطة توجه حركة الأسعار بهذا الاتجاه، منها بشكل خاص الأوضاع السياسية في العالم فضلاً عن تلك الاقتصادية المتعلقة بأسعار العملات..

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد