حين تكون في الغرب قد تشعر بوطأة الضغط النفسي والتوتر كونك مسلماً أو عربياً أو حتى من دول العالم الثالث لكنك حتماً ستستبعد شعوراً كهذا لانتمائك لدولة عضو في منظمة أوبك!!
أحد الزملاء أخبرني أنه تعرض لهجوم عنيف في إحدى قاعات الدرس (الأكاديمية)!! ومن أساتذة مختصين في الاقتصاد بعد أن عرف بجنسيته بحجة أن هذه المنظمة احتكارية ولا ترعى مصالح الشعوب!!
المتتبع للكتابات الغربية حول منظمة أوبك يجدها في معظمها تتناغم ك(أوركيسترا) منظمة لتحميل هذه المنظمة كل تبعات وإشكالات الطاقة في العالم دونما طرح حيادي شامل ومتكامل لدورها، فالكتابات التي تتجه إلى لوم أوبك تضعها أمام الإنسان الغربي كسبب مباشر لمعاناته ومشاكل اقتصادات دوله.
هذه المنظمة التي استمرت وتماسكت لأكثر من أربعة عقود رغم درجة كبيرة من التباين في توجهات دولها السياسية والاقتصادية بل ووصول بعض دولها إلى حالات حرب وعداء كما يشير بعض المتابعين لتاريخها تمثل اليوم أبرز مفاصل علاقات الطاقة الدولية ونموذجاً ناجحاً لقدرة الدول النامية على توحيد رؤاها وتغليب المصالح رغم أنها حين أنشئت لم يعر المجتمع الدولي لها بالاً باعتبارها مولوداً لن يكتب له الحياة.
اليوم ها هي منظمة أوبك تعقد قمتها الثالثة في الرياض والعالم الذي تجاهل تأسيسها يكتظ في مدينة الرياض بأكثر من 500 صحفي ومراسل من جميع وسائل الإعلام العالمية لتنقل بكل اللغات كل شاردة وواردة في أروقة القمة!!
المنظمة التي أسست للدفاع عن مصالح الدول المنضوية تحت لوائها أمام شركات النفط العالمية تضع اليوم أمام قادتها التزامات لم تغفلها طوال مسيرة تأسيسها لتؤكد للعالم مجدداً أن المنظمة بقدر ما تسعى إلى مصالح دولها فإنها تلتزم أمام العالم بتأمين الإمدادات لضمان استقرار الأسواق وعدم اختلال العرض وكذلك دعم الرخاء في العالم وخصوصاً الدول النامية وأخيراً حماية البيئة التي دائماً ما يؤكد المختصون أن سوء استخدام الطاقة هو السبب وراءه... أعود إلى معسكر نقاد أوبك وأشير إلى أن دخل الدول المستهلكة الكبرى من الضرائب على النفط والتي يحمل عبئها المستهلك النهائي الغربي بلغ في الفترة ما بين 2002 و2006م ما قيمته 2.3 بليون دولار بينما لم تحصل دول أوبك عن الفترة نفسها سوى على بليوني دولار رغم أن هذه الدول تتحمل تكاليف الاستخراج والإنتاج والنقل... فمن يا ترى يزيد الأعباء على المستهلك؟