«الجزيرة» - فهد الشملاني - عبد العزيز السجمي
كشف صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة لشؤون البترول أن حجم استثمارات المملكة في قطاع تكرير النفط سواء داخل المملكة أو خارجها يفوق ما تقوم به بعض الدول التي تشتهر بقدرتها التكريرية، جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده سموه مع الأمين العام لمنظمة الأوبك عبد الله بن سالم البدري بمناسبة انعقاد قمة أوبك الثالثة بالرياض خلال الفترة من 7-8 ذو القعدة.
وقال: إن احتضان المملكة لمؤتمر قمة الأوبك الثالثة يمثل أمراً طبيعياً بنسبة لما تملكه المملكة من مقومات وصناعة إضافة إلى معرفة كافة الإمكانيات التي تحتاجها أي لجنة لجعل هذه القمة تخرج بالشكل المطلوب.
وأوضح أن المؤتمر سيسلط الضوء على شعار هذه القمة وهو توفير الامدادات ودعم الرخاء وحماية البيئة الذي يمثل تأصيلاً حقيقياً لأهداف المنظمة.
وقال في كلمته التي استهل بها المؤتمر (إن المنظمة تهدف من خلال هذا التجمع إلى التعريف بالمنظمة وتقديم صورة أوضح عنا وعن دورها في توفير الامدادات أو ما تقوم به كدول أو منظمة للمشاركة في إيجاد الحلول والبدائل في حل قضايا البيئة المهمة كقضية التغيير المناخي أو أي أمور بيئية أخرى، ونريد من خلالكم ان نسلط الضوء على دور هذه المنظمة والدول الأعضاء في ان تكون فاعلة ومساهمة وشريكة في كل ما يسهم في رخاء وتطور الدول بصورة عامة والدول النامية بشكل خاص).
كما تحدث سموه عن الجوانب التنظيمية وقال (اننا كلجنة منظمة وضعنا مركزاً للاتصالات وتعمدنا تسميته بهذا الاسم ولم نسمه مركزا إعلاميا لأن هدفنا توفير وسائل الاتصال لكل إعلامي ليقوم بعمله وتقديم رسالته ووفرنا له كافة الوسائل والإمكانات المتاحة لتحقيق ذلك).
وأكد سموه أن المجال مفتوح لتقديم أي اقتراح لمركز الاتصالات وقال (نريد أن نرتقي بمستوى هذا المركز ليكون نموذجا جديدا لما يجب أن تكون عليه مراكز الاتصال في المستقبل ونتمنى ان تنقلوا عن هذه المنظمة والقمة والبلد المستضيفة صورة صادقة وانتم شركاء لنا في هذا النجاح).
من جهته قدم معالي الأمين العام لمنظمة الأوبك عبد الله بن سالم البدري شكره للمملكة على استضافتها قمة أوبك وعلى ما تبذله من جهد لإنجاحها وقال (هذه هي المرة الثالثة التي ازور فيها الرياض، والمرتان السابقتان كانتا من أجل التنسيق لإقامة هذه القمة، فقد عملنا على اعداد إعلان القمة واعتقد انكم ستلقون نظرة على هذا الإعلان الذي سيغطي جميع الجوانب التي تودون ان تعرفوا عنها الكثير).
وأضاف البدري (كانت القمة الأولى في الجزائر عام 1975م والثانية في كراكاس عام 2000م وهذه هي القمة الثالثة في الرياض عام 2007 م وانا كأمين عام سعيد بالتسهيلات التي تقدمها المملكة لضيوف القمة والإعلاميين).
بعد ذلك اجاب سموه عن سؤال حول دور مشروعات البتروكيماويات واثرها في الصناعة النفطية وقال (ان معالي وزير البترول والثروة المعدنية تحدث في مؤتمره الصحفي الذي عقده أمس الأول عن العديد من الجوانب التي
تقوم بها المملكة في مجال الاستثمارات سواء في زيادة الطاقة الإنتاجية أو التكريرية في داخل المملكة أو خارجها بشكل سريع ومختصر، وأريد من كل من حضر هنا ان يعدد لي أي دولة أخرى سواء منتجة أو مستهلكه قدمت التزامات بهذه المبالغ الكثيرة تحقيقاً لما تقول).
وأضاف (إن المملكة تخطط وتنفذ وتمكن العالم من رؤية ما خطط له وما التزم به يتم على أرض الواقع وينفذ بطريقة إما أن تكون في وقت محدد وإما أن تكون قبل الوقت).
وعن إمكانية سعي أوبك لتغيير آليات المحاسبة من الدولار إلى عملة أخرى قال الأمين العام لأوبك (إن قيمة الدولار انخفضت مقارنة بالعملات الأخرى ولكن تسعير البترول الخام مرتبط بسياسات الدول وان الأمانة بالمنظمة لا تعمل على هذا وهذا ليس وارداً على جدول أعمالنا لأنها تقترح على الدول الأعضاء أن تغير من آليات التسعير للتحول من الدولار إلى عملات أخرى، وأود أن أركز على هذا لأن ذلك مرتبط بسياسات الدول الأعضاء والأمر يختلف من دولة إلى أخرى).
وأضاف (إن بعض الدول على سبيل المثال التي تبيع بترولها مقابل الدولار وتشتري من الولايات المتحدة الأمريكية لا تتأثر بقدر كبير، ولكن الدول التي تبيع وتشتري بعملات أخرى قد تتأثر وبالتالي هذه هي سياسة خاصة بالدول الأعضاء وان السكرتارية غير معنية بهذا الأمر).
وأكد الأمين العام لمنظمة أوبك أن الدول الأعضاء في المنظمة لا يستخدمون البترول الذي يبيعونه للعالم بأسره كسلاح سياسي وقال (لم يستخدم بهذا الشكل في إطار منظمة الأوبك في الماضي ولن يستخدم كسلاح سياسي في المستقبل إذ نوفر للعالم 40 في المائة من احتياجات المستهلكين للبترول ولدينا 80 في المائة من احتياطي العالم ولدينا القدرة على الاستفادة من هذه القدرات من خلال زيادة إنتاجنا حيث سيزيد الإنتاج في عام 2030 م ليصبح 90 مليون برميل يومياً، وهناك 150 مليار دولار في الاستثمارات من أجل زيادة الطاقة الإنتاجية حتى عام 2050م، ونحن لا نهدف أن نستخدم هذه القدرة الإضافية أو إنتاجنا الحالي كسلاح سياسي ضد أي دول أخرى).
مشيراً إلى أنه لا حاجة لزيادة إمدادات النفط في الوقت الراهن.
وحول العلاقات السعودية الروسية والزيارتين اللتين قام بهما خادم الحرمين الشريفين لروسيا والرئيس الروسي للمملكة قال سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان (هناك تجسيد حقيقي لقيمة هاتين الزيارتين، ففي سبتمبر عام 2003 زار خادم الحرمين الشريفين روسيا وتم في هذه الزيارة أمور كثيرة وإيجابية ومحققة لما تصبو إليه الدولتان وهو عقد اتفاقية تعاون مشتركة في مجال الطاقة).
وأضاف سموه (إنه من نتائج هذه الاتفاقية تشكيل لجنة فنية مشتركة بين الجهتين المعنيتين لمتابعة تطبيق هذه الاتفاقية بحيث تكون ممكنة لتوفير فرص وبيئة استثمار مشترك لتمكين الشركات في البلدين للاستثمار في المملكة وروسيا).
وأكد سموه أن من نتائج هذه الزيارة هو استمرار التعاون مع شركة أوبرايم في قطاع الغاز إضافة إلى شركات الخدمات البترولية التي تعمل في المملكة أيضاً، وقال (هناك نشاطات كثيرة لرجال الأعمال السعوديين في روسيا كما أن هناك نشاطات كثيرة سواء في مجال الاستثمارات البترولية بشكل عام، وما نتمناه هو أن تستمر هذه العلاقة وتنمو من طور إلى طور بحيث تكون معضدة للعلاقة السياسية الجيدة والمتميزة بين المملكة وجمهورية روسيا الاتحادية).
وعن انضمام البرازيل لمنظمة الأوبك قال الأمين العام للمنظمة (إننا لم نتلق طلباً رسمياً من البرازيل للالتحاق بالمنظمة، والمنظمة لا تسعى إلى ضم أي دولة، ولكن لو كان لدولة ما نفس أهداف ومصالح المنظمة فإننا نرحب بها).