Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/11/2007 G Issue 12831
الاقتصادية
الخميس 05 ذو القعدة 1428   العدد  12831
فيما يمثل ازدهار الاقتصاد وارتفاع معدل التضخم تحدياً جديداً
البنك الأهلي: الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالمملكة تتضاعف خلال 2006 وتزيد على67 مليار ريال

جدة - «الجزيرة»

أكَّد عبدالكريم أبوالنصر الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي أن المملكة تصدرت قائمة الدول الأكثر استقطاباً للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة، حيث بلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمملكة 18 مليار دولار خلال عام 2006م وذلك بزيادة 51% عن العام 2005م، وأضاف: المملكة احتلت المرتبة 20 بين اقتصادات العالم من حيث جذب واستقطاب الاستثمار الأجنبي.

وعلى الصعيد العربي، قال أبوالنصر: المملكة تحتل المرتبة الأولى بين الدول الأكثر جذباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة تليها دولة الإمارات. مشيراً إلى أن تحسن البيئة الاستثمارية لم يأت من فراغ بل من توافر الأرضية المُمهدة له بالانفتاح الاقتصادي والإصلاحات المؤسساتية المصحوبة بتحرير قطاع الخدمات وفي مقدمتهما قطاعي المال والاتصالات.

جاء ذلك خلال كلمته أمام المنتدى الاقتصادي الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي استضافه البنك الأهلي مؤخراً والتي تناول فيها رؤية موجزة للأوضاع الاقتصادية في منطقة مجلس التعاون الخليجي.

وذكر الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي أن أهمية الانفتاح الاقتصادي تكمن في توفير الظروف الملائمة لتعزيز الروابط الاقتصادية من خلال تأمين البنى التحتية اللازمة في قطاعي النقل والاتصالات والتي بدورها تعزز التجارة والاستثمار. وأضاف إن الانفتاح الاقتصادي هو التأهب للاستجابة للفرص التي تتاح في سوق دولي يتسم بقدر عالٍ من التنافس من خلال بيئة تنظيمية وقانونية واستخدام فعال للموارد البشرية والطبيعية والرأسمالية.

وقدَّر أبوالنصر القيمة الكلية للمشاريع التي تم تحديدها للتنفيذ في دول مجلس التعاون الخليجي بـ 1.4 تريليون دولار حيث تشمل طيف واسع من المبادرات الاستثمارية عبر مختلف القطاعات. وأشار إلى أن تسريع وتيرة تحقيق هذه المشاريع على أرض الواقع وحشد موارد بشرية ومالية كافية لتعزيز تنويع الموارد الاقتصادية من أبرز التحديات التي تواجهنا في القطاعين العام والخاص.

وأضاف إن ما يتجاوز60 مليار دولار سيتم صرفها على إنشاء أهم المبادرات الكبرى في المملكة وهي إنشاء ست مدن اقتصادية من المقرر أن تسهم في معالجة مسألة التنمية الإقليمية غير المتوازنة وأن توفر خطة طويلة المدى للتنوع الاقتصادي، بالإضافة إلى استحداث وتوفير فرص عمل جديدة.

وقال أبوالنصر إن الاقتصاد الحديث يقوم بقدر كبير على العلم والتقنية، وبشكل عام تنطلق كافة التطورات التقنية، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة من الجامعات ذات التوجه البحثي. وأضاف إن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تمثل مشروعاً بالغ الضخامة من حيث الميزانية المرصودة مما يجعلها أحد أفضل الجامعات تمويلاً في العالم.

ورغم هذه التطورات الهائلة في منطقة الخليج ولظهورها كمنطقة بالغة الثراء حيث تضم ما يزيد عن 40% من احتياطيات النفط على نطاق العالم، إلا أن دول المنطقة تواجه تحديات ضخمة في سعيها لتقليص اعتمادها على النفط وتطوير مهارات عمالتها من المواطنين ومعالجة مشكلة البطالة التي فاقت نسبة 10%.

وذكر أبوالنصر أنه مع ازدهار اقتصادات دول المنطقة، تواصل ارتفاع معدل التضخم مضيفاً تحدياً آخر لواضعي السياسات المالية والنقدية. وفي حين مثل قصور التمويل تحدياً لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي خلال العقد الماضي، يبرز الآن الاستخدام الأمثل للأموال الفائضة كتحدٍ جديد. واختتم الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي حديثه بالقول إن التساؤل الأهم الذي ينبغي أن ننصرف لمعالجته في الوقت الراهن في منطقة الخليج هو كيف نحقق كفاءة اقتصادية مستدامة على المدى الطويل مع أقل قدر ممكن من التأثيرات الاقتصادية السلبية مثل التضخم وتزايد الاعتماد على العمالة الوافدة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد