تطورات عديدة يستشرفها الوطن العربي على الأصعدة كافة، ويبدو أن مؤتمر السلام المقبل يحظى بالقدر الأكبر من الاهتمام مع اقتراب مواعيده أواخر الشهر الجاري، ويستلزم الأمر هنا تنسيقاً عربياً على أعلى مستوى، وتأتي القمة السعودية المصرية في إطار هذا الاهتمام كما أنها تناولت إلى جانب ذلك موضوعات لا تقل أهمية ترتبط بمستقبل المنطقة والعمل المشترك فيها، والذي يؤكد كل من خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري ضرورته طالما أنهما يتوافقان على تصورات من شأنها قيادة العمل المشترك قدماً إلى الأمام..
وفي إطار التقدم نحو مؤتمر أنا بوليس المتوقع نهاية الشهر الجاري، هناك إجماع عربي عبرت عنه كل من المملكة ومصر في عدة مناسبات على أن يتضمن هذا المؤتمر الأسس التي من شأنها الوصول بالقضية الفلسطينية إلى ساحة التسوية النهائية، وأن ذلك يفترض بطريقة واضحة وصريحة تضمين الموضوعات الرئيسة مثل وضع القدس واللآجئين فضلاً عن المستوطنات، ومن ثم فإن التأكيد على شمول المؤتمر لهذه القضايا هو من ضمانات نجاح الجهود نحو التسوية، وإلا فإن كثيراً من الجهد سيتم إهداره إذا هيمنت على هذه المحاولة المرئيات الإسرائيلية التي تحصر السلام في مجرد استمرار للأوضاع القائمة الآن بما فيها من هيمنة إسرائيلية من خلال الاحتلال بكل صوره البشعة.
وتجمل مبادرة السلام العربية التي تقدمت بها المملكة أسس هذا السلام المنشود كما أنها تحظى بإجماع عربي ودولي، ولهذا فهي تشكل محوراً مهماً في أي جهد نحو التسوية..
فالسعي للسلام هو محور سياسات البلدين الشقيقين المملكة ومصر، وهما يتطلعان وفقا لذلك إلى عمل جاد في مؤتمر أنابوليس من شأنه فتح الطريق نحو التسويات الأخرى للنزاع العربي الإسرائيلي بما في ذلك الجولان ولبنان..
هذا السعي من شأنه أن يسهم في حال نجاحه إلى تهيئة أوضاع مثلى للتعاون الدولي، باعتبار أن النجاح المرتقب سيحفز على المضي قدماً نحو إزالة المعوقات المتمثلة وخصوصاً في مظاهر الريبة والشكوك من مختلف الأطراف تجاه بعضها البعض، وذلك نتاج طبيعي لحالة العدواة المستأصلة في النفوس بسبب السياسيات الإسرائيلية القمعية طوال أكثر من ستة عقود وتأييد الدول الكبرى لهذه السياسيات اللاإنسانية..
التأييد السعودي المصري لمؤتمر الخريف ينبع من هذه القناعات المتمثلة أساساً في تسوية صراع طال أمده وقد ألقى بظلاله السلبية على مجمل الأوضاع في المنطقة فضلاً عن إفرازاته الكارثية كونه يسهم مباشرة في تنامي ظاهرة الإرهاب والعنف.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244