اطلعت على مقال جميل كتبه الدكتور خالد الفرم في صحيفة عكاظ الأسبوع الماضي عن أزمة وقصور الإعلام الاقتصادي في المملكة، وأشار في مقاله إلى ما يشهده الإعلام السعودي بشكل عام من ضعف في حقل الإعلام المتخصص، في وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، وبجناحيه العام والخاص، بدءاً من الإعلام الاقتصادي، مروراً بالإعلام الأمني والعسكري وانتهاء بالإعلام السياسي والاستراتيجي. وطرح تساؤلاً واقعياً، (كيف لدولة بحجم المملكة التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، وتحل التصنيف السابع عشر في منظمة التجارة العالمية، ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم، لا نرصد لها إعلاماً اقتصادياً بارزاً، يمكن قياس نجاحه من خلال الانتشار والتأثير محلياً وإقليمياً ودولياً، قادراً على صياغة التوجهات الاقتصادية والتأثير فيها، والاعتماد عليه كمرجع رئيس في بورصة الإعلام الاقتصادي العالمي).
أعجبني كثيراً المقال وكنت أحضر للكتابة عنه هذا الأسبوع، فلعلي أضيف لذلك بعض الشيء، فالحقل الاقتصادي في وسائل الإعلام المختلفة يمثِّل جانباً هاماً وحيوياً ويبين حركة الحياة الحقيقية واتجاه النمو في مختلف بلدان العالم، فضلاً عن التطورات التنموية على الصعيد المحلي لكل دولة. ونحن وللأسف الشديد نفتقد للمتخصصين في مجال الإعلام الاقتصادي وإن وجد فهم قلة قليلة.
والمتتبع للصحف أو القنوات الفضائية يلحظ نهضة حقيقية في مجال الإعلام الاقتصادي، وهو توجه ذو جوانب ايجابية، وتعد هذه النقلة نقطة تحول في مسار الفضائيات العربية بالتركيز على الجانب الاقتصادي ومنافسته في كثير من الأحيان للجانب السياسي. وبقدر ما هناك من اهتمام واضح في الإعلام الاقتصادي إلا أن هناك معضلة حقيقة واضحة بجلاء، وهي تواجد متخصصين محترفين في هذا المجال، فإما أن يكون شخص اقتصادي بدون خلفية إعلامية أو حس إعلامي أو العكس رجل إعلام بدون أي خلفية اقتصادية، وهذا يبدو واضحاً من خلال ما نشاهده من تغطيات صحفية وتلفزيونية لمؤتمرات ومحافل اقتصادية أو برامج حوارية تلفزيونية اقتصادية، فما يطرح من أسئله تعكس حرفية ومقدرة الشخص. نحن بحاجة ماسة إلى إعلاميين اقتصاديين متخصصين لديهم أفكار ورؤى اقتصادية، ودراية كاملة بالأمور الاقتصادية، والأهم من ذلك المصداقية في الطرح والأمانة المهنية وعدم التعجل والبحث السريع عن الشهرة.
فتصوير المؤتمر وأخذ لقاء صحفي مع راعي المؤتمر ليس هو نهاية الطموح للصحفي السعودي الشاب، ولا ملامة عليهم، فالمسئولية تقع على الجهة التي يعمل بها الإعلامي الاقتصادي فمن المفروض أن لا يرسل لتغطية أي حدث اقتصادي إلا بعد أن يكون قد تلقى تدريباً وتأهيلاً كافياً لكي لا يجد نفسه قد وضع في مواقف محرجة مع مندوبي الوكالات العالمية المدربين باحترافية وهم في الغالب من يتفوق في الحصول على السبق الصحفي الحقيقي. ونحن ولله الحمد لدينا شباب من الجنسين دخلوا في المجال الإعلامي بكل حماس وهمة ونشاط وهو بحاجة ماسة إلى من يدعمهم ويقف معهم من خلال تأهيلهم التأهيل المطلوب ليخرج لنا جيلاً جديداً من المؤهلين في الاقتصاد الإعلامي.
Fax2325320@ yahoo.com