تقاس قيمة الرجال بالأفعال.. ولاسيما إذا كانت تلك الأفعال مبادرات وإنجازات ومسؤوليات عظيمة.. لا يتم الحديث عنها.. أو إعلانها أو ترديدها بين الناس.. وإنما تتجلى قيمتها ويبرز أمرها للآخرين، ونادراً أن تجد رجلاً بحجم المسؤولية وبمستوى قيمة الإنجاز وبعظمة الفعل.. يتوارى عن الأنظار ويحتاط بالصمت.. ويعمل بكل هدوء وصدق وإخلاص.
ولا أعتقد أن نموذجاً بمستوى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، إلا مثالاً راقياً وفريداً لذلك النوع الأول من الرجال، فالرجل الذي مارس الإدارة في مواقع كثيرة.. وكان نموذجاً طليعياً فيها.. وخبر العمل الرياضي في مؤسساته الوطنية مبكراً وفي مواقعه المتعددة منذ أكثر من أربعين عاماً.. عبر النادي الأهلي الذي أخذ من جهد ووقت خالد بن عبدالله الكثير.
وأعطاه الأمير خالد الاهتمام والرعاية والمتابعة والصدق والمثابرة.. حتى صار اسم سموه عنواناً لأعظم الإنجازات التي حققها النادي.
لا يحرص سموه على أن ينوه أحد بما قدمه للأهلي خاصة وللرياضة السعودية بشكل عام.. لأن الهدف الأسمى لديه هو نتيجة ما يقدمه وأثره على الرياضة.
الجماهير الرياضية في بلادنا سواء من الأهلي أو من غيره.. تستودع في داخلها.. مكانة هذا الرجل.. وتعرف حجم ما قدمه.
جماهير النادي الأهلي يتواجد خالد بن عبدالله داخل أعماقها.. تدرك دوره.. وتثمن جهده.. وإذا ما فرحت بإنجاز أو سرَّتها نتيجة.. كان سموه هو صانعها الأول وهو وقودها الحقيقي.
من الصعب جداً.. أن أصف أو أقيّم حجم الإنجازات التي قام بها أو قدمها هذا الرجل. ومن الصعب أيضاً أن توفيه كلمات كهذه ما يليق به من تقدير وما يبلغ قيمته في نفوس الرياضيين؛ مؤسسات وإداريين ولاعبين وجماهير.
مرَّ على النادي الأهلي كثير.. قدم كل منهم جهده وعطاءه بكل صدق.. ثم ذهبوا.. منهم من قرر الابتعاد بداعي الظروف.. ومنهم من أرادها استراحة محارب.. ومنهم.. ومنهم.. وما أكثر منهم.. ولا تجد ذلك إلا في الأهلي.. تتعدد الأسباب والابتعاد واحد.
ذهبوا.. وبقي خالد بن عبدالله.. لا يكلّ ولا يملّ.. يتوهج عطاءً وتفانياً.. ويتجدد عزيمة وحماسة حتى تجاوز تأثيره بيته الأول ومعشوقه (الأهلي) إلى الرياضة السعودية كلها.
إن تاريخ الرياضة في بلادنا الحبيبة.. والذي يضم في صفحاته المشرقة أسماء العديد من الرواد العظماء.. وصناع النجاح الأفذاذ.. لا يمكن له إلا أن يطرز اسم خالد بن عبدالله بأحرف من ذهب.
على الأحمدي