طوال أسبوع وأكثر كانت المملكة محط اهتمام ومتابعة للدوائر السياسية والإعلامية والاقتصادية، إذ تابعت هذه الدوائر الدولية لقاءات وتحركات قائد المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أنجز حتى الآن زيارات لكلٍ من بريطانيا وسويسرا وإيطاليا والفاتيكان وألمانيا، وقد لمست الدوائر المتابعة لهذه الزيارات التقدير الكبير والترحيب الذي أظهره قادة ومسؤولو تلك الدول بخادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق له، فبالإضافة إلى ما لوحظ من تجاوز لمفاصل مهمة في بروتوكولات الاستقبال التي يحرص الأوروبيون على الالتزام بها، إذ حرص رؤساء الحكومات على الترحيب بخادم الحرمين الشريفين على أرض المطار وتوديعه، كما خرق بابا الفاتيكان تخصيص يوم الثلاثاء الذي لا يلتقي فيه عادة الزوار الأجانب وخصصه لاستقبال المليك وعقد اجتماع مطول منفرد وهو نادراً ما يحصل مع قادة الدول ليعزز هذا اللقاء نتائج مثمرة وأرسل رسالة إلى العالم أجمع تؤكد على أهمية نشر ثقافة التسامح التي جاءت بها الأديان السماوية، وهي الرسالة التي يذكر فيها دائماً وأبداً المليك والتي أشار إليها في لقاءاته ومباحثاته السياسية في الزيارات التي شملتها الجولة الأوروبية.
والتقييم المنصف والعادل لهذه الجولة الملكية التي أمامها محطتان لتستكمل حيث يتوجه اليوم المليك إلى أنقرة ليفعّل جسر الترابط الأوروبي الإسلامي من خلال هذه المحطة التي تمثل نافذة تشع منها الحضارة الإسلامية على أوروبا وتسمح للحضارة الغربية بالعبور إلى المحيط الإسلامي.
ثم يختتم - حفظه الله- جولته بلقاء الرئيس المصري حسني مبارك مثلما اعتاد في جولاته المهمة في إحاطة أشقائه قادة الدول العربية على ما تم تحقيقه وإنجازه في مباحثاته مع قادة الدول التي زارها، وهو إجراء يظهر مدى التنسيق التي تحرص قيادة المملكة على تواصله مع القادة العرب بهدف الوصول إلى أفضل النتائج خدمة للقضايا العربية.
وهكذا فإن التقييم المنصف للجولة الملكية لا تنحصر نتائجها الباهرة على تطوير العلاقات الثنائية بين المملكة وتلك الدول ولا تنحصر نجاحاتها على تعزيز وتقوية المصالح السعودية وتقوية ورفع شأن المملكة على المستوى الدولي، بل حققت نتائج جيدة جداً وإيجابية لمجمل القضايا العربية والإسلامية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244