Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/11/2007 G Issue 12826
الريـاضيـة
السبت 30 شوال 1428   العدد  12826
كل يوم كلمة
الهلال يروض الديربي
عبدالعزيز الهدلق

شهدت مواجهات ديربي الرياض بين الهلال والنصر تحولات عديدة عبر أكثر من أربعين عاما هي عمر هذه المواجهات المثيرة. وقد ظل المتابعون والمراقبون لمباريات هذا الديربي لسنوات طويلة يؤكدون أنها غير خاضعة للمقاييس الفنية. ذلك أن نتائج المباريات تأتي غالبا معاكسة لكل التوقعات التي تسبقها. والسبب في ذلك أنها كانت تخضع للعوامل النفسية والمعنوية أكثر من خضوعها للعوامل الفنية. وقد أدرك المعسكر النصراوي هذه الحقيقة مبكرا بل أنه هو الذي فرضها على هذه المواجهات وبالتالي أصبح هو المتحكم والخبير فيها وأصبحت هي لعبته التي يجيدها ويدير دفتها بحرافة. وظل الهلاليون معتمدين على الأفضلية الفنية وغير واعين للعبة العامل النفسي التي كانت السلاح القوي في يد المنافس النصراوي. مما جعل الفريق الأصفر يفرض هيمنته وسيطرته على مواجهات الديربي طويلا واستطاع أن يكون لنفسه رصيدا ضخما من الانتصارات وأن يحدث فجوه بينه وبين جاره في عدد مرات الفوز. وساعد النصر في ذلك التفوق أن تلك المرحلة كانت بمثابة البدايات لممارسة الكرة والتنافس ولم تكن هناك الكفاءات الإدارية الهلالية القادرة على مبارزة النصر بنفس سلاحه القوي وهو السلاح النفسي.

وظلت مباريات الجارين خاضعة لهذا المنطق سنوات طويلة. حتى دخلت الكرة السعودية عصر النهضة بإقامة أول دوري ممتاز عام 1397هـ حيث تزامن مع هذه المرحلة تحول كبير بل وكامل في منطق المنافسة بين الفريقين عندما وضع الجيل الهلالي في تلك المرحلة حدا للهيمنة النصراوية على مباريات الفريقين بعد أن وعى للأساليب النفسية التي كان المنافس يستخدمها، وعندما يكشف الخصم سر خصمه فإنه يستطيع التعامل معه بكل سهولة. وذلك ما فعله الهلاليون، ومنذ تلك المرحلة بدأت كفة الفوز تميل لصالح المعسكر الأزرق حيث لم يعد للأساليب النفسية النصراوية أي قدرة على التأثير على المباريات إلا نادراً واستطاع الهلاليون بقيادة الكابتن التاريخي صالح النعيمة ردم فجوة فارق الانتصارات الصفراء وتتويج تلك المرحلة بالفوز الكبير في نهائي كأس الملك عام 1409هـ، لتأتي بعدها حقبة قيادة سامي الجابر للزعيم وهي المرحلة التي شهدت انقلابا كبيرا في أرقام الفوز والخسارة بين الفريقين واستطاع الذئب ورفاقه تحويل المدين إلى دائن وجعلوا من مقولة أن مباريات الغريمين لا تخضع للمقاييس الفنية شيء من الماضي الغابر وأخفوها للأبد وفرضوا منطق الأفضلية الفنية، وجعلوا كل متابع وكل خبير ومحلل قادر قبل مباراة الفريقين على قراءتها فنيا وعلى توقع مجرياتها وأحداثها وربما نتيجتها بناء على المعطيات الفنية البحتة لكل فريق.

وهكذا روض الهلاليون مواجهات الديربي، و أصبح فوز أي فريق مرتبط بأفضليته الفنية فقط. ولعل في ذلك ما يفسر سر التفوق النصراوي السابق على الملاعب الترابية وسر تفوق الهلال في عصر الكرة الحديثة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد