السلطة الرابعة
إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف..
قد نتفق و نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم خالد الشنيف.. المحلّل والمدرب الوطني فماذا قال..
سيدة الأعمال حصة العون، عضو الشرف بنادي الوحدة، المستشارة بالقناة الرياضية، الكاتبة (بنت الوطن).. كيف تجمعين بين كل هذا؟.. وأي هذه الأربعة الأقرب إلى نفسك؟ ولماذا؟
- سيدة الأعمال، رئيسة مجلس أعضاء الشرف النسائي لنادي الوحدة، الكاتبة السياسية والشأن العام في زاوية أجراس بجريدة المدينة، والكاتبة الاقتصادية بجريدة الاقتصادية، والكاتبة الرياضية (بنت الوطن) بجريدة الشرق الأوسط، الاستشارية الصناعية الأولى بالشرق الأوسط وصاحبة المدن الصناعية للأسر المنتجة، أضف إليها رئاسة مجلس أول جمعية من نوعها واسمها (جمعية صناعة المعروف الإنسانية). والحمد لله وحده على كل هذه الأنشطة التي أقوم بها بجانب رئاستي لأول مجلس حي في المملكة، كأول مشاركة للمرأة في تأسيس وانتخاب أعضاء مجالس الأحياء بمدينة جدة بجانب عضويتي ورئاستي لعدد كبير من المجالس والجمعيات داخل المملكة وخارجها، وهذا هو الاستثمار في الذات الذي يسبق دائماً كيف للإنسان أن يستثمر في موارده الأخرى، خاصة الاستثمار في الإنسان، الاستثمار الأول للأوطان. فالجمع بين كل هذه المتناقضات الهامة التي كلفت نفسي بها لم يأت من فراغ، فأنا ولله الحمد خريجة مدرسة الأعمال الخيرية منذ أن كان عمري 12 سنة وأنا أعمل كل ما أستطيع للمشاركة الجادة والفاعلة لخدمة الدين والوطن بدون انتظار عوائد مادية أو مناصبية حيث إن استراتيجيتي الجادة (ثقافة التطوع) هو الأقرب والأجدى الذي جعلني أجمع كل هذه الأعمال تحت (قبة شركة البداية القابضة) التي تعنى بإنشاء شركات للموارد البشرية والمصانع... إلخ.. من قنوات توظيف الإنسان السعودي بعد تدريبه وتأهيله ليقدم لنا العمل الوطني بأيد وطنية 100% ولأن المهتم بالشأن العام يقوم بطرح آرائه ومقترحاته من خلال وسائل الإعلام الثلاث (المرئية - المسموعة - المقروءة)، لعل وعسى أن يسارع لتبنيها من قبل القطاع الحكومي أو الخاص، فإذاً لا جدوى من ذلك يبدأ الإنسان بنفسه وهذا ما قمت به فعلاً ومارسته على أرض الواقع (بجهود ذاتية) إيماناً مني بالمقولة إن أفضل منفذ للمخططات هو من قام بها أولاً مع عدم إغفال مجال التخصص وكذلك الاستعانة بالمختصين كل حسب مجاله.. وهي جميعها قريبة لي لأنها جزء لا يتجزأ..
* بدأ اهتمامك بالرياضة منذ 25 عاماً.. كيف ذلك.. وبماذا خرجتي؟
- نعم بدأ اهتمامي بالكتابة في المجال الرياضي لاهتمامي بها، ولأني من عائلتي الصغيرة (رياضية) فزوجي القائد المظلي السعودي عبدالرحمن الجعيد أول قائد وكابتن للمنتخب السعودي في البطولة العربية في بيروت، وكابتن نادي الوحدة السابق.
ومن هذا المنطلق كان لي هذا الاهتمام. كما وأنني عضو فاعل في (العضوات الداعمات) للنادي الأهلي السعودي، ونشارك كثيراً في دعم الأهلي بطرق كثيرة مثلنا مثل بقية نساء المملكة، حيث لكل ناد سعودي محبات وداعمات بشتى الطرق، ولكن ليس بصفة رسمية، وآخر مشاركة لي عندما احتفل النادي الأهلي باليوبيل الذهبي، أقمنا حفلاً بهذه المناسبة تشرفت فيه بمنحي حق إلقاء كلمة العضوات نيابة عن الأخوات (محبات الأهلي) وتربطني بالوسط الإعلامي الرياضي علاقة زمالة وأخوة، من هذا المنطلق، ولأن الرياضة شأن عام وتهتم بالاستثمار في الإنسان، وتساعد في تقويمه وتوظيفه لخدمة الوطن في المجال الرياضي الذي يعتبر السفير غير المتوج لتمثيل الوطن ورفع رايته بين الأمم.
ولأن الشباب السعودي ثروة وطنية فمن الأولى مساهمة أهل الفكر والرأي أياً كان جنسه في طرح الآراء والأفكار التي تساعد في دعمه ومتابعته ليقدم العطاء اللائق به كإنسان يمثل أفضل بقاع الكون.
والحقيقة لم أخرج من هذا المجال ولا زلت أقدم رأيي المتواضع من خلال كل القنوات المسموح بها إعلامياً، وسأظل أساهم ما دام ذلك لا يتعارض مع الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة والسلف الصالح، وما دام ذلك فيما يخدم المصلحة العامة ويدعم الوطن ومقدراته البشرية والاقتصادية.
* (بنت الوردية) أم (بنت الوطن) ألا تعتقدين أن ثمة ازدواجية بين هذين الاسمين المستعارين ولا سيما أنك كتبت بهما في مطبوعتين لذات الشركة؟
- أبداً لم اكتب باسم بنت الوردية فأنا كتبت منذ اللحظة الأولى وحتى الآن باسم (بنت الوطن) في الصحف: الرياضية، الاقتصادية، ثم الرياضية مرة أخرى، وأخيراً ملحق عالم الرياضة في جريدة الشرق الأوسط. ولا أعلم من هي (بنت الوردية).
* لماذا تلجأ المرأة التي تكتب في المجال الرياضي إلى التخفي تحت اسم مستعار.. هل مبررات هذا التخفي ما زالت قائمة برأيك؟
- عندما كتبت أول مقال كان الأول من نوعه، ولم أكن أنوي الاستمرار وحينها كتبته باسم (بنت الوطن) كحيادية مني، ولأنني كاتبة في مجالات عدة، كان للتمييز فقط.
ولكن تلك المشاركة كان لها صدى آنذاك ولقيت ترحيباً من الوسط الرياضي خاصة من فقيد الوطن والرياضة الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله رحمة واسعة، حيث رحب بهذه المشاركة وقدم لي الدعم المعنوي اللائق. وليس الهدف هو التخفي، ولكن لأن الاسم اكتسب غموضاً وتوقعات بقي كما هو للتمييز ليس إلا. وأعتقد أن من يملك حق المشاركة لا يهمه أن يعترض أحد على مشاركته ما دامت لا تؤثر سلباً ولا تعارض الثوابت.
* الأقلام النسائية في مجتمعنا الرياضي هل هي غائبة أم مغيبة؟
- لا أعلم، ولكن أعتقد أن من تود المشاركة ولديها الفكر المناسب وسعة الأفق والمتابعة والإلمام بالشأن الرياضي ستشارك وسيرحب بها حتماً.
* بعض الكاتبات لا يكتفين بإبداء الرأي في بعض الجوانب الرياضية، بل يتمادين في التحليل والنقد للاعبين والمباريات وهن لم يمارسن رياضة المشي فما بالك بكرة القدم؟!.. أبحث عن تعليق واضح وصريح منك؟
- نعم لا أكتفي بالرأي، فقد شاركت في تحليل بعض المباريات في الأولمبياد ونشر ذلك في (الرياضية) وفي التوقعات وفي كل شأن، ما دمت أملك الخلفية الفكرية الرياضية، وعلى فكرة بعض من يحلل المباريات من الرجال لم يمارس الرياضة أبداً، مثله مثل النساء اللاتي بعضهن لم يمارسن رياضة المشي. ولم أشهد أي اعتراض أو نقد وهذا في نظري تحييد ضد الرأي، سواء كان لرجل أو امرأة، كما أن أغلب الصحافيين من الرجال خرجوا من عباءة الأندية الرياضية ومنهم رؤساء تحرير كبار يقودون صحافتنا السعودية بجدارة. المهم هل لديهن فكر وخبرة وخلفية؟.. وهل ما يطرحن يوافق الواقع الرياضي أم لا؟
* برأيك وأنت الكاتبة والمهتمة في الشأن الرياضي، ماذا أضافت الأقلام النسائية إلى مجتمعنا الرياضي؟
- موضوع الإضافة أو العكس هو موضوع نسبي للغاية.. والسؤال ممكن يطرح على بعض مشاركة الأقلام الأخرى. ولا أرى أن أي مشاركة لا يستفاد منها، ف(تنوع) الرأي ودخول المرأة في المجال الرياضي (لو بالكلمة) أنا أعتبره حراكاً اجتماعياً مطلوباً ومرغوباً.
* جاء في الخبر: رفض المسؤولون عن الرياضة في السعودية قرار نادي الوحدة بإنشاء مجلس يختص بسيدات الأعمال لدعم النادي مالياً لتعارضه مع اللوائح والأنظمة المتبعة في الأندية السعودية (المصدر: العربية - نت).. ما تعليقك وأنت تحملين العضوية الشرفية لنادي الوحدة، كأول سيدة أعمال سعودية تنال العضوية الشرفية في نادي نادي سعودي؟
- المصدر المسؤول في الرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي علّق على الخبر الجديد الذي نشر في الصفحة الأولى في جريدة الوطن مدعماً بصورة البطاقة الشرفية أثار حفيظة البعض الذي سعى لاستصدار منع لمثل هذه المساهمات الموجودة منذ عشرات السنين، فالمرأة تشارك وتدعم معنوياً ومادياً وفكرياً ولكن لأن لا وجود للوائح وأنظمة واضحة ترفض أو تسمح حدث ما حدث، وللأسف الشديد أن تتبنى جريدة الوطن قيادة مثل هذه الحملات، وهي التي تبرز أي مشاركة للمرأة في أمور سلبية أخرى.
ولكن لأن حصة العون هي صاحبة امتياز الريادة فيجب أن تسهم الوطن كعادتها في محاربة من ينتقد أطروحات بعض الكتاب من الداخل والخارج الذين يسيئون للوطن وثوابته في كل يوم وليلة.
وأعتقد أنه لو هناك اعتراض أصلاً لما سمح لنا بالكتابة وكذلك أفيدكم بأن الخبر قد نشر عبر وسائل الإعلام قبل نشره في جريدة الوطن بثلاثة أشهر ولم تردني أية ملاحظات أو اعتراض إلا بعد أن نشر في الوطن، شاكرة ومقدرة لهم جهودهم.
* ألا تعتقدين أنه حان الوقت لتعديل لوائح وأنظمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بما يتماشى مع التطورات الحديثة في العالم المتحضر، خصوصاً فيما يتعلق بالرياضة النسوية؟
- نعم حان الوقت لمشاركة المرأة في مجالات كثيرة وأهمها إنشاء أندية نسائية تصلح للمرأة السعودية ذات الخصوصية، تسهم في جعل المرأة تمارس كل الرياضات المناسبة لها وتقضي على أوقات الفراغ وتفيد في المجال الصحي عامة وتدريب الأطفال على حسن استغلال وقت الفراغ فيما يفيد.
* هل تؤيدين تكوين منتخب نسائي سعودي في الألعاب المختلفة التي لا احتكاك مباشر فيها مع الرجل؟
- لا أؤيد تشكيل منتخبات ولكن لا مانع من المنافسة بين الأندية النسائية لما له من تأثير إيجابي داخلياً فقط.
* ما آفاق وأشكال الدعم الذي بالإمكان أن تقدمه المرأة أو سيدة الأعمال للأندية الرياضية؟
- أولا الاستثمار المالي في رعاية الأندية، وثانياً التشجيع على إنشاء الأكاديميات ذات البعد التربوي والثقافي، وثالثاً تهيئة الكوادر من الشباب للمشاركة في تمثيل الوطن في كل المجالات.
* سؤال افتراضي: لو قدر لك أن تترأسي نادياً معيناً، فأي الأندية سوف تختارين؟
- النادي الأهلي السعودي (قلعة البطولات) النادي الراقي.
* أسمع كثيراً عن تفشي التعصب في الوسط الرياضي النسائي المتابع لكرة القدم المحلية، هل هذا صحيح؟ وإن وجد ما أسبابه؟
- لا أعلم عن هذه المشاحنات وليس لي احتكاك بالمشجعات.
* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساء.. وقال: (ليس ثمة ما يمنع منها شرعاً وعقلاً لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟
- أؤيد الشيخ سعد البريك فيما طرحه ولقد طالبت عدة مرات بمثل هذه الرياضة المدرسية للفائدة الكبيرة.
* في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجية والدولية نشاهد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيدين تواجدها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا؟
- لا مانع من وجود مدرجات للعائلات، لإعطاء الأسرة الحق في الحضور ومشاركة المنتخبات الوطنية بالدعم وتمكين الأسرة كلها من الحضور والمتعة.
ماذا تقولين لهؤلاء؟
* الأمير سلطان بن فهد:
- شكراً جزيلاً على التعديلات الجديدة وخاصة لجنة الاحتراف وأنظمتها ونتطلع للسماح بافتتاح أندية نسائية أو عائلية.
* عادل عصام الدين:
- أهنئه بنجاح قناة الذهبية ونتمنى أن يسمح لها بالاستثمار لتطوير برامجها، كما أتمنى أن ننافس القنوات الفضائية الرياضية الأخرى مثل قناة الكأس القطرية.
* خلف ملفي:
- خير من يدير عالم الرياضة التي تستحق أن تصدر كصحيفة مستقلة كما نشكره على تعاونه وتجاوبه وعدم التدخل في طرح آراء كتابه وهذه ميزة يتميز بها أبو أحمد فله تحياتي.
* ناهد باشطح:
- صحفية نشطة وكاتبة مميزة مركزها الإعلامي يعاني من تطبيق المثل الشعبي: (البعيد عن العين بعيد عن القلب)، تحياتي لها.