Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/11/2007 G Issue 12824
رأي الجزيرة
الخميس 28 شوال 1428   العدد  12824
حوار الحضارات

يمكن اعتبار لقاء خادم الحرمين الشريفين بالبابا بنديكتوس السادس عشر علامة فارقة في تاريخ الحوار بين الحضارات، كونه لقاء بين المملكة قبلة الشرق الإسلامي والفاتيكان وجهة الغرب المسيحي. هذا اللقاء الذي يعبر عن أهمية التقاء الحضارات وضرورة تفهم كل منها للأخرى من أجل الوصول إلى نقاط مشتركة تخدم السلام والاستقرار الدوليين.

إن فتح قنوات الحوار بين الأديان والحضارات في غاية الأهمية لترسيخ قيمة التسامح التي بدونها لا يمكن خلق بيئة دولية تنعم بالهدوء والازدهار. فمع غياب الحوار يصبح البديل المطروح هو الصدام وإثارة النعرات والأحقاد. وهذا الصدام يزداد خطورة في عالم اليوم مع تقدم الأسلحة الفتاكة والذي قد يجعل الثمن ملايين الضحايا، فضلاً عن احتمال وقوع هذه الأسلحة المرعبة بين أيدي الجماعات المتطرفة التي تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من الدمار.

إن الشعوب -كما أكد خادم الحرمين الشريفين لدى لقائه بابا الفاتيكان- تجمعها قيم إنسانية مشتركة أكدت عليها الأديان السماوية، والعودة إلى هذه القيم وإحيائها مطلب ملح لإنقاذ البشرية من ويلات الحروب التي أهلكتها عبر التاريخ وراح ضحيتها الأبرياء من البشر.

ومن المهم لإنجاح أي حوار أن يتخلص المتحاورون من الأحكام المسبقة والصور النمطية ذات القوالب الجامدة، وأن ينفتحوا على بعضهم بعضاً بغية التوصل إلى النقاط المشتركة بينهم، وطرح ما عدا ذلك. فالتعميمات الخاطئة ضد الشعوب والأديان تضع عصابات سوداء على الأعين، ويصبح من العسير رؤية الأمور على حقيقتها. فعلى سبيل المثال تعرض الإسلام والمسلمون لهجمات تشويهية شرسة من قبل جماعات عدائية ومنظمة وباستخدام مختلف وسائل الإعلام العالمية. هذه الهجمات المنطلقة من قناعات مغلوطة أو مصالح ذاتية ضيقة تخلق بيئة عالمية مشحونة بالكراهية، وبؤر توتر عديدة لا تخدم أحداً إلا أعداء السلام والاستقرار.

ويعتبر لقاء الملك عبدالله قائد البلاد التي تحتضن الحرمين الشريفين بالبابا ودعوته للحوار إثباتاً جلياً على أن العالم الإسلامي يمد يد الحوار والسلام للآخرين، ويرفض التعصب والانغلاق، والاتهامات الجاهزة، والاعتداء على الآخرين بلا وجه حق.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد