Al Jazirah NewsPaper Monday  05/11/2007 G Issue 12821
رأي الجزيرة
الأثنين 25 شوال 1428   العدد  12821
لقاء علماء الأمة

أن تلتقي المرجعيات الفقهية في العالم الإسلامي في أي وقت هو أمر مطلوب، لكن اللقاء في الوقت الراهن يكتسب أهمية قصوى، وذلك لطبيعة الأوضاع في عالم اليوم، خصوصاً ما يتصل بأحوال المسلمين التي أصبحت نهباً للهجمات ومحاولات الانتقاص منهم كمجتمعات، بل هناك من بات يتطاول على ديننا القويم وعلى شخص رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

كان هناك تقدير عالٍ لاجتماع المجمع الفقهي الإسلامي في دورته التاسعة عشرة من قبل خادم الحرمين الشريفين الذي أشار في كلمته الموجَّهة إلى المجتمعين إلى أهمية اللقاء كونه يتناول المسائل التي تطرأ على العالم وتتأثر بها الأمة الإسلامية، مشيراً - حفظه الله - إلى حقيقة الإسلام كدين يصلح لكل زمان ومكان، وأن سماحة ديننا العظيم تتمثل في جوانب منها هذه الوسطية التي أوجدت توازناً بين الواجبات والحقوق في المجتمع المسلم.

التذكير بهذه الأسس الخالدة يبقى مهماً في عالم اليوم؛ حيث أباح البعض لأنفسهم التطاول على هذا الدين، فيما ركن آخرون إلى إعطاء تفسيرات لنصوصه وتعاليمه بما يتفق وأهواءهم، وفضلت جماعات أخرى الغلوّ فيه، وبات هذا دأبهم، وهم بناءً على ذلك راحوا يعملون وفقاً لمرئياتهم المبتسرة، وكان لهذه المرئيات مظاهر عدة ذات طبيعة سلبية، ولعل الأثر السلبي الأول هو تفرُّق كلمة المسلمين واتباع مجاميع منهم لتلك الرؤى والتصورات القاصرة، والنتيجة أن شروخاً عدة ظهرت على الكيان الإسلامي، وصارت الكثير من بلدان المسلمين مرتعاً خصباً لصراعات دموية بالغة القسوة ألقت بظلال من القتامة على كامل الجسم الإسلامي.

مثل هذه الأمور تتطلب وجود المرجعيات التي تستقي شرعيتها من الالتزام بشرع الله وسنة رسوله المطهرة؛ فهي الأقدر على تحقيق الإجماع والتصدي لمجمل تلك الأفكار التي تعمل تشويهاً في الحالة الإسلامية؛ فعلماء الأمة هم ورثة الأنبياء، ومن هنا فإن المهمة التي ينهضون بها عظيمة من جهة أنها تستهدف الحفاظ على الكيان المسلم من الضياع وترتيب الساحة من أجل أن يتعافى المجتمع المسلم مما لحق به ولكي يأخذ دوره الريادي المطلوب منه في إثراء الحضارة الإسلامية بذات القدر الذي عمل فيه المسلمون في الماضي حيث كان لهم الدور الريادي في النهضة الحضارية.

بعض المصاعب الماثلة في الساحة الآن تتصل بالتجرُّؤ من قبل كثيرين على إتيان الفتوى دون أن يتوفر لهم الحد العلمي المطلوب للإقدام على ذلك، والنتيجة فادحة وكارثية من جهة التضارب في المسألة الواحدة بالدرجة التي تفضي إلى التخبُّط والضياع، وكل ذلك من شأنه الدفع بالمجتمعات إلى حالة من الفوضى وعدم اليقين.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد