الألمانيه - أندي جولدبرج - سان فرانسيسكو
بعد أن قفز سعر سهم شركة خدمات الإنترنت الأمريكية الشهيرة جوجل إلى أكثر من 700 دولار تفجر جدل حاد في دوائر المال والأعمال والمدونين وكل أنحاء وادي السليكون حيث مقر شركات التكنولوجيا في مدينة سان فرانسيسكو والكل يسأل، هل هناك مبالغة في تقييم سعر سهم هذه الشركة؟ أم أن ظاهرة جوجل مازالت في بدايتها؟ وجعل هذا الارتفاع الصاروخي لسعر سهم الشركة التي تدير أشهر محرك بحث على الإنترنت جوجل تحتل المركز الخامس في قائمة أكبر الشركات الأمريكية من حيث القيمة السوقية التي تصل إلى 219 مليار دولار.
وهذا الرقم يعني أن قيمة الشركة زادت بنسبة 800 % مقارنة بقيمتها عند طرحها للاكتتاب العام لأول مرة قبل ثلاث سنوات لتخلق مجموعة جديدة من المليونيرات والمليارديرات الذين اقتنصوا أسهمها في البداية.
في الوقت نفسه فإن هذه القيمة تعني أن ثروة كل من سيرجي برين ولاري بيدج مؤسسي الشركة تصل إلى 20 مليار دولار لكل منهما رغم أن عمرهما لا يزيد عن 34 عاما.
والشركات الأربع التي تزيد قيمتها عن قيمة جوجل في البورصة هي عملاق النفط والغاز إكسون موبيل والعملاق الصناعي جنرال إلكتريك وعملاق برمجيات الكمبيوتر مايكروسوفت وإمبراطورية الاتصالات أيه.تي أند تي. وتزيد قيمة جوجل السوقية حاليا عن قيمة العديد من الشركات الشهيرة مثل بروكتر أند جامبل للسلع الاستهلاكية التي تصل قيمتها إلى 215 مليار دولار والمجموعتين المصرفيتين العملاقتين بنك أوف أمريكا وسيتي جروب وقيمتهما 213 مليار دولار و209 مليارات دولار على الترتيب. كما أن قيمتها تزيد عن قيمة كوكاكولا للمشروبات التي تبلغ 142 مليار دولار وماكدونالدز للوجبات السريعة وقيمتها 70 مليار دولار. والمفارقة أن خبراء المال في وول ستريت يرون أن شركة جوجل مازالت في مرحلة بداية النمو حيث أصبحت تجذب أفضل العقول في صناعة التكنولوجيا من كل أنحاء العالم وتتوسع بقوة في مجال إعلانات الإنترنت المتصلة بعمليات البحث في الأسواق الضخمة بمختلف أنحاء العالم.
وأجرت وكالة بلومبرج للأنباء الاقتصادية استطلاع رأي شمل 37 محللا ماليا صنف 33 منهم سهم جوجل في فئة (يشترى) على أساس أن سعره سيرتفع في المستقبل. أما المحللون الأربعة الآخرون فصنفوا السهم في فئة (يحتفظ به) على أساس أن سعره مستقر ومن غير المنتظر أن يتراجع.
وتأتي هذه القفزات الكبيرة في سعر سهم جوجل وسط تقارير تتحدث عن تحرك الشركة الأمريكية بقوة لدخول سوق الهاتف المحمول وهي سوق جديدة تماما بالنسبة للإعلانات عبر الإنترنت. وتقول التقارير إن الشركة اقتربت من تطوير ما يسمى (جي فون) وهي جهاز هاتف محمول مجهزة بتقنيات تجعل الوصول إلى الخدمات القياسية لجوجل عبر المحمول بنفس سهولة الوصول إليها عبر الكمبيوتر الشخصي.
وفي مبادرة أخرى أعلن عنها الأسبوع الحالي طرحت جوجل مجموعة من المعايير البرمجية لمواقع شبكات الإنترنت الاجتماعية وهي المواقع التي بدأت تحتل موقعا مركزيا بين قطاعات الإنترنت الأسرع نموا.
وحتى دون هذه المبادرات فإن نمو أرباح جوجل يبدو بلا توقف. فقد أظهرت نتائج الشركة خلال الربع الثالث من العام الحالي زيادة أرباحها بنسبة 46 % إلى 1.07 مليار دولار في الوقت الذي زادت فيه إيراداتها بنسبة 57 % إلى 23 ر4 مليار دولار.
ورغم ذلك فالصورة ليست وردية لدى كل المحللين. يقول المحلل الاقتصادي المخضرم في وادي السليكون ريتشارد هانسين إن سهم جوجل يرتفع بسرعة زائدة عن الحد وهو ما يمكن أن يعرض المستثمرين فيه لخسائر هائلة عند أول حركة تصحيح للسوق.
وقال هانسين: (إذا كان لنا أن نتعلم شيئا من الانهيار السابق لأسهم شركات التكنولوجيا فهو أنه ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع). مضيفا أنه لا يمكن لجوجل أن تكون استثناء لهذه القاعدة الجدل نفسه والانقسام ظهر واضحا في أوساط مدوني الإنترنت المعنيين بهذه القضية حيث قال أحدهم إنه يستطيع أن يضع قائمة طويلة بشركات التكنولوجيا التي نمت بسرعة تفوق قدرتها على التكيف مع هذا النمو فكانت النتيجة أنها بدأت في الانهيار.
وقال جورج ريديك الرئيس التنفيذي لمؤسسة إيمدج لاين إن جوجل ستنهار وستكون واحدة من أكبر حالات انهيار الشركات في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي المقابل هناك أصوات ترى أن جوجل مازالت في البداية. ويقول المدون هيرب سندرمان إن سعر سهم مايكروسوفت اليوم يبلغ حوالي 30 ألف ضعف سعره عند طرحه للاكتتاب العام الأولي. وهذا يعني أن سهم جوجل مازال في البداية حيث أن سعره حاليا يعادل ثمانية أضعاف سعر طرحه.