تطرق خادم الحرمين الشريفين في خطابه بقصر بكنجهام في لندن إلى مبدأين مهمين في العلاقات بين الدول والشعوب، وبدونهما لا يمكن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار. بل إنه ربما كانت أغلب الأزمات تعود إلى غياب أو عدم تطبيق هذين المبدأين كما ينبغي. وهما العدالة والتسامح.
فالملك عبدالله بن عبدالعزيز حذر من مخاطر تفاقم أزمات العالم، والوصول إلى حافة الهاوية وشدد على ضرورة حل الأزمات بإقامة العدل وتطبيقه على كافة الدول بقوله: (كل نزاع مهما بدا معقداً يمكن حله إذا عالجناه بروح العدالة والإنصاف).
فالعدالة تصون حقوق جميع الأطراف، وتحقق السلام القائم على الحق، وبدون ذلك، وباستخدام منطق القوة والغطرسة في فرض الأمر الواقع تظل الأزمات مشتعلة، وتصبح عندئذ سبباً من أسباب انتشار التطرف والبعد عن الوسطية والتسامح وهو المبدأ الثاني الذي أكد عليه الملك في خطابه.
فالملك عبدالله أشاد بما يتمتع به المجتمع البريطاني من تسامح بين فئات الشعب على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم وأصولهم. وكون الملك عبدالله قائد البلاد التي تحتضن الحرمين الشريفين فإنه وجه دعوة لمسلمي بريطانيا بأن يكونوا مواطنين صالحين، وفاعلين في مجتمعهم، كي ينقلوا الصورة الصحيحة عن الإسلام.
إن غياب العدالة في عالمنا اليوم قد يجعل مساحات التسامح بين الشعوب ضيقة لصالح التطرف والتعصب ضد الآخرين، وقد يتسبب ذلك بدوره في ظلمهم وعدم إنصافهم، وفي جو كهذا لا يمكن توقع حل لأزمات العالم المتفاقمة.
إن بريطانيا دولة كبيرة بتاريخها وحضارتها وثقلها السياسي والاقتصادي الدولي، ويمكنها أن تُساهم في حل صراعات العالم، ومن بينها صراعات الشرق الأوسط، متى ما تمسكت بتطبيق العدالة والإنصاف في التعامل مع القضايا الدولية، بعيداً عن المصالح الضيقة. والمملكة على استعداد لأن تمد يد التعاون مع كل الأصدقاء لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244