يشاهد الجميع التنافس الكبير بين العديد من المراكز التجارية في مختلف نشاطاتها على الوصول للمستهلك وكسب ودّه، وذلك من خلال الإعلانات التجارية سواء في الطرق الرئيسة أو وسائل الإعلام المختلفة، وأيضاً عن طريق تقديمها لعروض موسمية.
وحقيقة، أجد أن هذا السلوك هو حق مشروع لهذه المراكز لتسويق بضائعها.. ولكن يجب أن ندرك ضرورة التقيد بجميع الشروط وكذلك المعايير التي تضمن للمشتري أو المستهلك عدم استغلاله سواء بالسعر أو جودة المنتج، فمع تطور التكنولوجيا وكذلك وجود العناصر البشرية المحترفة في الإقناع لا بدَّ أن يكون المستهلك على وعي كبير بما يقتنيه، وذلك من خلال مراقبة السعر وأيضاً التأكد من جودة سلعته.. من هذا المنطلق وبعيداً عن أي مسائل تتسبب في فتح فجوة بين البائع والمشتري لا بدَّ لنا من أن نعي ضرورة إيجاد ثقة مشتركة بين البائع والمشتري؛ فهذه الثقة من شأنها أن تقضي على بعض محاولات ضعاف النفوس في التلاعب بالأسعار أو التلاعب بالمنتج والغشّ فيه وأيضاً التقليد لبعض السلع، وهذه الثقة تأتي من خلال أن يحرص التاجر على مخافة الله في بيعه أولاً، وأن يحرص على البيع الشريف البعيد عن أية تلاعب.. في الوقت نفسه على المشتري أن يكون متنبهاً ومطلعاً على ما يشتريه، وأن يحرص على السؤال عن السلعة ومحتواها، وكذلك يتأكد من جودتها وعدم الغش فيها؛ حيث إن بعض السلع تكون معرضة للتقليد مثل الأجهزة المنزلية وكذلك العطور بأنواعها والعود والملابس وغيرها.. ولا يخفى على أحد مدى التطور الكبير الذي يشهده الاقتصاد السعودي والانفتاح الذي وصل إليه وقاد لدخول العديد من المستثمرين الأجانب في السوق السعودي؛ لذلك أصبحت الخيارات واسعة أمام المشتري أو المستهلك في البحث عما يناسبه من سلعة. وفي نفس الوقت هذه الطفرة تقود التجار إلى المنافسة على كسب ثقة الزبائن، وذلك من خلال تقديم كل جديد، وأيضاً الحرص على عرض سلعة أمينة خالية من أي نوع من الغش، وكذلك إيجاد حلقة وصل مع المستهلك من خلال تلبية رغباتهم في توفير بعض السلع، وأيضاً في أخذ آرائهم ومقترحاتهم حيال أي أفكار يقدمونها أو ملاحظات على السلع والمنتجات المعروضة.
وهناك نقطة مهمة أخرى تكمل المعادلة التجارية التي تضم البائع والمشتري، وهي وجود الرقابة والجولات من الأجهزة المعنية التي بكل تأكيد ستساهم في إيجاد مناخ تجاري خالٍ من الاستغلال، وأيضاً خالٍ من عمليات التلاعب بشتى أنواعه.. وهنا أعيد وأركز على المستهلك بأن عليه أن يكون على درجة كبيرة من الوعي والإدراك والتنبه في عمليات البيع والشراء؛ لأن هذا الوعي هو الأساس الذي يضمن الوقوف أمام المتلاعبين والمدلسين.
خالد عبد الله الزيد
مدير عام حديقة العود للعطورات الشرقية والعود