في مباراة القادسية السابقة مع فريق الوطني حدث أمر مخجل من إعلامي بقناة (راديو وتلفزيون العرب) سمح لنفسه بملاحقة المدرب أحمد العجلاني بمايكروفونه وكمرات التصوير وهو ذاهب في مكان بعيد محاولاً الاختباء عن الإعلام والإعلاميين؛ ليجلس مع نفسه برهة من الوقت يسترجع فيها شريط المباراة، المهم أنه ابتعد من ساحة الإعلام كلياً.
ولم يكن الإعلامي مراعياً لتحديد المكان المراد التصوير فيه وكيفية وضع المدرب ونفسيته وهل هو مستعد أم لا ومدى تجاوبه وأخذ الموافقة منه.
إذا كنت أنت أيها الإعلامي قبل أن تقدم برنامجاً أو تغطي حدثاً تجلس خلف الكاميرات بالساعات تحاول حفظ العبارة التي تريد التحدث بها إضافة على تهيئة وضعك وهندامك وتسريحة شعرك وترتيب أوراقك لكي تواكب الحدث.
فماذا تريد من شخص ذهب مبتعداً خلف إطار الملعب بعيداً خلف سيارات الأمن والإسعاف وعن ممن هم مثلك (يصطادون في الماء العكر).
أنت أيها الإعلامي هل تدرك مدى خطورة هذه الكاميرات والمايكروفون الذي بيدك؟
ألا تعلم أنك متابع من قبل أفراد المجتمع بشتى شرائحه، إضافة أنك متابع عربياً وعالمياً وهذه الصورة ستبقى عالقة في ذهن كل مشاهد؟
أدرك شخصياً أنني لو قمت بملاحقتك في كل وقت وكل مكان لوجدت عليك أخطاء جسيمة جدا، وأسألك هل ستسمح لإعلامي آخر بملاحقتك وأنت ذاهب إلى دورة المياه وما شابهها، وهل سترضى عن تصويرك وتقريب المايكروفون منك وأنت نائم؟ يجب عليك أن تقوم بما ترضاه لنفسك.
ما هي التعليمات التي تضعها القناة والقائمين عليها على الإعلامي لتلافي الأخطاء والمخاطر؟ ما هي الأسس المبنية على اختيار الإعلامي المناسب؟ ما حدوده؟ ما واجباته؟ ما المطلوب منه؟ ما العبارة الواجب تجنبها؟ ما المواقف التي لا يجوز له تغطيتها؟ إلى ذلك من ماذا وماذا؟..
إن الإعلامي هو المرآة العاكسة لثقافة الوطن والمواطن بنقله للحدث الصحيح السليم.
فإذا لم يدرك الإعلامي هذه المسألة فإنني أعتبر وجوده مضرة على مجتمعه ويجب حجبه بل إيقافه ومعاقبته، كي لا يشوه الإنجازات الوطنية وتذهب في (مهب الريح).
وإذا كانت القناة تجارية فقط وليس لها معايير وأسس لحماية المواطن السعودي والمنجزات السعودية وعدم العبث والمساس في ما يشوه المنظر العام وكيفية المحافظة على ما وصلناه من ثقافة اجتماعية وتطور في شتى المجالات، بل إيضاح ذلك للآخرين وإخراجها والتعريف بها.
فإن وزارة الإعلام ورعاية الشباب عليها التدخل ومنع تلك القنوات من العبث بنفسيات العاملين بالرياضة وغير العاملين.
يجب منع الإعلامي عمل حوارات مع رؤساء الأندية والإداريين والمدربين واللاعبين بعد المباراة مباشرة؛ لأن هؤلاء في حالة لا يمكن لهم التحكم بما يدلون به من تصاريح، ويكفي ما قد حصل في الأعوام السابقة من تصاريح متوهجة أزّمت العلاقة بين الأندية والسبب هو الإعلام بإشعاله نار الفتنة بينهم.
ما هو الشيء المحزن؟
موقف محلل راديو وتلفزيون العرب الدكتور مدني رحيمي وكيفية تحليله لذلك الموقف ووضعه باللائمة على أحمد العجلاني ومحاولة حماية الإعلامي الفاشل وغير المبالي.
يا دكتور ألم تستفد من تعليمك بما يفيدك في أن عقول الناس أكبر من عقلك وكلامك لا ينطلي عليهم وأن أهدافك مكشوفة.
لقد فرحنا بأن القناة كسبت محللاً بحجم الدكتور ولكن عندما سمعنا تبريراتك وجدنا أن هذه الشهادة لا قيمة لها وأنت تعكس الحقائق.
فلو كان شخص غيرك لا يملك سوى الشهادة الثانوية أو أقل من ذلك لوجدته يقول الحق ولو على نفسه.
كيف يحق لك أن تحلل مباراة مدتها تسعون دقيقة أو تزيد مليئة بالأحداث والإثارة وأنت عكست التحليل لموقف لا يزيد على بضع ثوان، أم إنه المصالح خوفاً من قطع مدخولك ومصالح الآخرين لا تهمك ولا تعني لك شيء.إنه لأمر مخجل جداً نراه بأن الأموال تغطى على الذمم.
محمد بن عبدالمحسن بن مبارك بن باز - الرياض