الهموم التي تشغل بال العالم حكومات وشعوباً كثيرة، ولعل من أكثر الشعوب التي ابتليت بالأزمات والنكبات هي الشعوب العربية، وليس خافياً بأن هذه الأزمات المشتعلة والمحتملة لعب الغرب فيها دوراً سلبياً بشكل مباشر أو غير مباشر، ولذلك فإن الحديث مع الغرب حول هذه الأزمات في غاية الأهمية لإيجاد مخارج منها، والوصول إلى حلول جذرية، تكفي الشعوب العربية شر الحروب والصراعات، وليتفرغوا للجوانب التنموية التي تعطل كثير منها بسبب مشاكل المنطقة.
والمملكة بما لها من علاقات دولية واسعة تقوم بدور كبير في مناقشة هذه الأزمات مع الدول الكبرى في العالم وبخاصة الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.. ولذلك يحرص الملك عبدالله على التواصل مع قادة هذه الدول، وطرح المبادرات التي يُمكن أن تضع حداً لأزمات المنطقة، وعلى رأسها الصراع العربي - الإسرائيلي.. فالملك عبدالله طرح مبادرة للسلام تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002م، ومع ذلك لم تستجب إسرائيل لتلك المبادرة، بل أمعنت في غطرستها، وتجبُّرها، وظلت تضيّق الخناق على الفلسطينيين، وتعمل آلتها العسكرية فيهم قتلاً وأسراً وتشريداً.
ومع ذلك يستمر مسلسل الدعم والمساندة لها من قِبل بعض الدول الكبرى، دون مراعاة للشرعية الدولية وقراراتها، التي لو احترمتها إسرائيل وأجبرت على تنفيذها لربما انتهى الصراع منذ سنوات.
ولا يألو خادم الحرمين الشريفين جهداً في نقل الهموم العربية إلى قادة الدول الأخرى عبر مختلف وسائل الاتصال، والزيارات التي يقوم بها لتلك الدول.. لكن يبقى أن تتفاعل تلك الدول بوازع من ضمير مع الحقوق الإنسانية، وأن تقوم بما يتوجب عليها من مسؤوليات بحكم مكانتها الدولية.
والتساؤل الذي يطرح نفسه، هل سيتحرك المجتمع الدولي بكياناته السياسية المختلفة من دول ومنظمات وغيرها لردع الظالم وإنصاف المظلوم، أم أنه سيظل منقسماً على نفسه حيال مختلف القضايا، التي تجعل وضع الحلول أمراً في غاية الصعوبة والتعقيد؟
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244