لن أتحدث عن مستوى اللاعب فهد المفرج، ولن أتحدث عما إذا كان يستحق الانتقادات الموجهة له أم لا.. بل سأتحدث عن برنامج (كل الرياضة) الذي حلّ فهد ضيفاً عليه، وساورني الشك أن الضيف هو (صالح النعيمة) وأنا أشاهد كل تلك التقارير والمداخلات المخصصة لتلميع المفرج وتغييب رأي الطرف الأساسي في القضية مع اللاعب وهم جمهور الهلال المغلوب على أمره!!..
سأتحدث عن بعض النقاط التي لفتت انتباهي في حديث فهد المفرج.. يقول فهد المفرج أضحك الله سنّه:
(من ينتقدوني هم (قلة) ولله الحمد)، ولا أعلم من هم (الأكثرية) الذين يقفون في صف فهد المفرج، هل هم الذين اتصلوا على هاتفه الجوال وبعثوا له (مسجات) يستنكرون الهجوم الذي يتعرض له؟!!!.. أيضاً لفت نظري كثرة ترديد فهد لكلمة (العقلاء)، ويقصد بهم (المطبلين) له، بينما يرى أن الذين ينتقدونه هم مجموعة (حاقدين وجهلة)!!.
حسناً يا فهد.. أنت تقول إن جمهور الهلال واعٍ وحضاري.. إذن لماذا طلبت الابتعاد عن تشكيلة مباراة نجران خوفاً من تأثر زملائك بالسخط الجماهيري الذي كنت تتوقع حدوثه حفاظاً على تماسك الفريق على حدّ زعمك؟ فهل تخشى على تماسك الفريق من (القلة) التي ستحضر وتختفي أصواتها من بين آلاف الجماهير الواعية الحضارية؟ فمن سيحضر؟ هم جماهير الهلال الذين أنت تخشى على الفريق منهم؛ لذا غلبت مصلحة الفريق على مصلحتك وطلبت من المدرب إبعادك!!.. إذن يجب عليك إخبارنا بمن كنت تقصد ووصفتهم بالجماهير الواعية الحضارية التي أشرت إليها في حديثك، وهل جماهير الهلال هم القلة؟
أيضاً ذكرت في حديثك أن هنالك صحيفة أو كتاب يحرّكون الجماهير ويثيرونهم ضدك!! وأنا هنا أتساءل: هل من المنطق أن الصحيفة أياً كان اسمها تستطيع التأثير على عقول (واعية وحضارية)؟!! وسوف أطرح عليك سؤالاً مباشراً: إن كانت الجماهير التي حضرت مباراة نجران تصنّف من وجهة نظرك بأنها جماهير واعية وحضارية لماذا خشيت منها وطلبت الإبعاد وهي الجماهير الواعية والحضارية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنجرف خلف صحيفة أو كاتب؟! وإن كانت هي (القلة) التي تقصدها وتتأثر بكلام الصحف والكتاب فأنت بذلك تسيء لجماهير الهلال.. فماذا ستقول وبما ستجيب عن سؤالي؟!
كذلك توقّفت كثيراً عند محور تصريح الحارس حسن العتيبي ودفاع فهد المفرج عن حسن وإبداء استيائه من تفسيرات بعض الكتاب لهذا التصريح، وأن الكاتب يجب أن ينظر للأمور بمنظار فني ورياضي. وانتقد فهد من يصفون تصريح حسن بأنه فكر هدّام!!. وأنا هنا أتساءل: هل عندما يقول حسن إن هزيمة الهلال من نجران هي عقوبة من الله للجماهير التي ظلمت المفرج هل هذا الكلام يندرج ضمن الأمور الفنية؟! أليس هذا الفكر هدّاماً؟!! وإذا كنا سنصنف هذه الهزيمة على أنها عقاب من رب العباد فبماذا سنصنف هزيمة السعودية من العراق وخروج الهلال من كأس آسيا.. هل هي عقاب أيضاً؟! وهل يتوقع فهد المفرج من زملائه في الفريق أن ينتقدوه إعلامياً حتى يتغنى بإشاداتهم بمستواه وأنها أكبر ردّ على المشككين؟
أتذكر إن لم تخنّي الذاكرة أن فهد المفرج لعب في عهد المدرب (لوري ساندري) ظهير أيسر، علماً أن إمكاناته لا يمكن أن تسمح له باللعب في مثل هذا المركز، وهو يعلم أنه لا يمكن أن يفيد الفريق في هذا المركز، فلماذا بما أنه يحب الهلال ويبحث عن مصلحته لم يعتذر للمدرب؟ أما إن كان يرى في نفسه القدرة على اللعب في هذا المركز فهذا دليل على مكابرته.. كما أرجو من فهد عدم المبالغة بالتغني بتمسك المدربين به طوال مشواره مع الهلال، فنحن قريبون من الوسط الرياضي ونعلم كيف تُدار الأمور في الأندية، وجميعنا يتذكر الداهية يوسف الثنيان الذي ظلّ فترة من الزمن حبيساً لمقاعد الاحتياط بديلاً لحسين المسعري وتركي القحطاني في الهلال وبديلاً لسعيد العويران في المنتخب!!!.وبما أني تطرقت للمنتخب وبما أنك تصف المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الهلال وتمسكوا بك بأنهم خبراء وتهمهم مصلحتهم بتحقيق الانتصارات؛ لذا هم يختارون الأفضل، فأنت بذلك ترى أن المدربين الذين مرّوا على المنتخب لا يفقهون أو أنهم لا يبحثون عن مصالحهم، بل إنه لم يمرّ مدرب واحد ضمّك للمنتخب حتى لإكمال العدد لإجراء تقسيمة في حال استعانت بعض الفرق بلاعبيها في مشاركات خارجية كما حدث في كثير من الأحيان من ضم لبعض اللاعبين للمشاركة في مناورة ومن ثم العودة لفرقهم!!.
ليس كرهاً في فهد المفرج أكتب هذا الكلام، ولكني أردت أن أقول لفهد إن الرأي الآخر يجب أن يحترم، ولا تقلل من رأي الآخرين فيك لمجرد أنه في غير صالحك، وتأكد أن الأكثرية يرون أنك عبء على الفريق، وهذا ليس تجريحاً في شخصك، بل هي حقيقة يجب أن تدركها، وليتك تعود بذاكرتك لنهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين 1418هـ أمام الشباب وتشاهد الهدفين اللذين أحرزهما فهد المهلل قبل أن يجبر عثراتك (سام 6) لتعرف أن (نكباتك) ليست وليدة مباراة الوحدة الإماراتي، وسلِّم لي على من يتصلون على جوالك يستنكرون الهجوم الموجّه لك.
والله من وراء القصد..
سلمان العصيمي - مجلة مرايا