حائل - عبدالعزيز العيادة ومتعب الضمادي :
دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل بحضور محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ أمس الأول بمقر غرفة حائل مركز الخدمة الشاملة لرجال الأعمال والمستثمرين بمنطقة حائل الذي أنشئ لتسهيل الخدمات للمستثمرين في مختلف المجالات وتجول سموه داخل أقسام المركز والذي اشتمل على عدد من مكاتب الإدارات الحكومية بالمنطقة ذات العلاقة بإجراءات وتراخيص المشاريع، كما ترأس سموه الاجتماع الثاني لمجلس الاستثمار بالمنطقة الذي عقد بمقر الغرفة.
وفي بداية الاجتماع رحب سموه بمعالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ ومرافقيه وأعضاء مجلس الاستثمار متمنياً التوفيق للجميع لتحقيق تطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين لإيجاد سبل العيش الكريم للمواطنين في كافة المناطق، مؤكداً سموه أهمية تطوير مركز الخدمة الشاملة مستقبلاً من خلال إنشاء مركز أكبر وشامل في مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية وقال سموه: إنها خطوة أولى وستتبعها خطوات أكبر وأشمل بإذن الله ثم تحدث محافظ الهيئة العامة للاستثمار عن توجه الهيئة بتبني إقامة دراسات اقتصادية واجتماعية شاملة عن منطقة حائل وقد رصدت خلال هذا العام ما يزيد عن خمسة ملايين ريال لتمويل جهود المسح والدراسات المبدئية وتنمية المقومات الاقتصادية في المنطقة من خلال شركاء من داخل المملكة وخارجها وتحديد جوانب القصور وبحث سبل معالجتها بمشاركة الجهات الحكومية المعنية.
بعد ذلك استعرض أمين عام مجلس الاستثمار بحائل جدول أعمال الاجتماع وبعدها أقر المجتمعون الجدول الذي كان محوره الأول عن دور المملكة في تشجيع المستثمرين والاستثمارات وتحسين بيئة الاستثمار والعمل على بلورة التوجه العام لهيئة للاستثمار بجعل المملكة ضمن الدول العشر الأولى في العالم في مجال جذب الاستثمارات وقد تم الاتفاق على أن تكون حائل سبّاقة لتطبيق البرنامج وتفعيله بالمشاركة مع مختلف الإدارات الحكومية ذات العلاقة وقد وافق أمير منطقة حائل على تشكيل فريق عمل على الفور للبدء برسم خطة تنفيذية لتحقيق متطلبات التأسيس على مستوى المنطقة ثم قدم مدير فرع صندوق المئوية بمنطقة حائل محمد الهديرس تقريراً عن أعمال الصندوق بالمنطقة وأبرز ما حققه منذ انطلاقته في العام الماضي حيث وصل ما تم صرفه على مشاريع الصندوق بحائل للمشاريع الصغيرة أكثر من ثلاثة ملايين ريال.
وفي نهاية اللقاء أكد الأمير سعود بن عبدالمحسن أن جميع المسؤولين بالمنطقة مستعدون لتقديم كل ما من شأنه تحقيق تطلعات القيادة الحكيمة الرامية لتحقيق التنمية الشاملة في جميع المناطق، مثمناً سموه جهود العاملين في جميع القطاعات الحكومية في مركز الخدمة الشاملة متمنياً لهم التوفيق والرقي بأعمال المركز.
كما عقد سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز بمنتزه المغواة لقاء مفتوحاً بحضور محافظ الهيئة الاستثمار عمرو الدباغ والمدير التنفيذي لشركة ركيزة القابضة المطور الرئيسي لمدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية المهندس عبدالله طيبة واستعرض الدباغ أبرز برامج الهيئة المستقبلية لتطويرآليات جذب الاستثمار بالمملكة ومنها تبني المدن الصناعية ومتابعة مراحل تأسيسها أولاً بأول والتي بلغت حتى الآن ست مدن ستضخ أكثر من 150 مليار دولار وتوفر فرص عملية واستثمارية كبيرة لأبناء الوطن وتساهم برفع متوسط دخل الفرد إلى معدلات قياسية وأكد أن اختيار حائل كموقع لمدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية جاء بعد دراسات مستفيضة ومزايا نسبية مهمة تتمتع بها المنطقة وأعلن عن تقدم نوعي في ترتيب المملكة عالمياً في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية أوصل المملكة إلى المرتبة الثالثة والعشرين والأولى مستوى الشرق الأوسط ورفع شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين على دعمهم لقطاع الاستثمارات في المملكة وقدم شكره لسمو أمير منطقة حائل على حرصه ومتابعته الدقيقة ودعمه اللا محدود لبرامج الهيئة العامة للاستثمار. ثم قدم المدير التنفيذي لشركة ركيزة المطور الرئيسي لمدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية المهندس عبدالله طيبة عرضاً لأبرز الخطوات التي تمت للبدء بإنشاء البنية التحتية للمدينة الاقتصادية مؤكداً أن إنشاء المدن الصناعية يختلف عن إنشاء المخططات العقارية وأن التأسيس السليم للمدن الصناعية يحتاج الوقت الكافي واختيار الشريك الاستراتيجي المناسب من أجل أن تعمر هذه المدن لمئات السنين.
وأشار إلى أنه تم الانتهاء من أخذ التصاريح اللازمة لحفر الآبار التي ستستخدم في تزويد إنشاءات البنية التحتية للمرحلة الأولى والتي تقع داخل المشروع كما يجري الآن العمل على أخذ التصاريح اللازمة لتزويد المدينة الاقتصادية بالمياه من آبار النفود الكبير وذلك للمرحلة الثانية بعد الخمس سنوات الأولى كما أشار إلى أنه تم الانتهاء من التنسيق الكامل والشامل مع شركة الكهرباء لتوفير التيار الكهربائي خلال المرحلة الحالية والمراحل اللاحقة وكشف بأن المطار الدولي قد تمت المفاهمة حوله مع هيئة الطيران المدني ويتوقع إصدار التصاريح اللازمة خلال فترة وجيزة وقريبة، كما بيّن أن الصناعات الخفيفة والصناعات الزراعية التي ستحويها المدينة تخضع حالياً لدراسات تستغرق حوالي 6 أشهر لإقرار نوعية الصناعات والمصانع التي سيتم البدء بها حالياً في المرحلة الأولى لإنشاء المدينة الصناعية.
كما أشار إلى أن هناك توجهاً لجذب شركة عالمية في مجال الأسمنت لإدارة واستثمار مصنع أسمنت حائل إضافة إلى شركة أمريكية عالمية تختص بتطوير وتدريب وتصنيف المقاولين المحليين لتهيئتهم للمشاركة في تنفيذ أعمال المدينة والاستفادة من الفرص المتاحة. كما أوضح أن هناك مدينة للسيارات تعنى بالسيارات ومبيعاتها وصناعة السيارات ورياضة السيارات وقال إن التركيز منصب خلال المرحلة الأولى على إنشاء المركز التجاري الأول وتهيئة القطاع السكني وتنفيذ البنية التحتية لمركز المدينة ومحطة القطارات والمطار الدولي.
بعد ذلك فتح باب المداخلات والأسئلة والتي أجاب عليها محافظ الهيئة العامة للاستثمار والمدير التنفيذي لشركة ركيزة.
وفي ختام اللقاء أكد سمو أمير منطقة حائل اهتمام الدولة بسرعة ودقة تنفيذ المدن الصناعية لأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير الفرص الوظيفية لأبناء الوطن وقال سموه: لا شك أننا نرغب أن نرى بين يوم وليلة هذه المدن متجسدة على أرض الواقع ولكن نحن في نفس الوقت نعلم أن مثل هذه المشاريع تحتاج للوقت الكافي إذا ما أردنا نجاحاً متكاملاً بإذن الله وحث الجميع على مضاعفة الجهد والتعاون من أجل تحقيق هذا الهدف الكبير وشحذ الهمم من أجل رؤية غد مشرق لوطننا الغالي.