Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/10/2007 G Issue 12812
رأي الجزيرة
السبت 16 شوال 1428   العدد  12812
أمراض المنطقة من يعالجها؟!

إذا عطس الخليج مرض العالم اقتصادياً.. تحصل توترات وعمليات عسكرية محدودة بين بلدين ينخفض الدولار وترتفع أسعار البترول.. وإذا ما اندلعت حرب أكبر تتوقف مصانع وتنهار اقتصاديات دول.

المدهش والغريب أن الأمراض والمشكلات تتوالى على الخليج والمنطقة العربية والعالم لا يبالي بتزايد هذه الأمراض، فلم تعد (العطسات) تكفي لإشعار العالم بما يحدث في المنطقة والتي تكاد تعمها الانفلونزا، انفلونزا أخطر بكثير من انفلونزا الطيور، فالمنطقة العربية والمنطقة الخليجية بالذات -إذا اعتبرنا الساحة العراقية امتداداً لهذه المنطقة وإيران جزء منها- تتعرض إلى فيروسات خطيرة لا تجلب فقط انفلونزا واحدة، بل انفلونزات متعددة: انفلونزا الإرهاب.. وانفلونزا الاحتلال.. وانفلونزا الحصار.. وانفلونزا التمرد.

تفشت انفلونزا الإرهاب في العراق وفي بعض دول المنطقة فارتفعت أسعار البترول.

اجتاحت قوات الاحتلال العراق فارتفع سعر البترول وزادت أسعار السلع وتضررت الدول النامية التي تضاعفت فاتورة إيراداتها فتضعضع اقتصادها واهتز ميزانها التجاري..

اتخذ قرار حصار إيران اقتصادياً فارتفع سعر البترول وانخفض الدولار، وتحرك المتمردون الأكراد لمهاجمة الجيش التركي فظهرت نوايا تركيا لقمع هذا التمرد عسكرياً، فزادت أسعار البترول واقتربت من المئة دولار للبرميل الواحد وانخفض الدولار بحيث يكاد يصل إلى نصف قيمة اليورو.

ماذا ينتظر العالم؟!..

فالأمراض السياسية والعسكرية تحاصر المنطقة العربية والخليجية بالذات.. هذه الأمراض التي تنتقل عدواها بسرعة إلى العالم أجمع فكثر عطاس العالم النامي على وجه الخصوص.. ماذا ينتظر العالم لمعالجة مشكلات الخليج والعرب؟!.

هل سيظل العالم ينتظر ممن تسبب في هذه الأمراض أن يعالجها؟!.

هل ينتظر علاجاً إسرائيلياً للأزمة الفلسطينية؟!. أم علاجاً أمريكياً للإرهاب والطائفية في العراق؟!.

وكيف ستحل أزمة الملف النووي الإيراني والتمرد الكردي في تركيا.. والقادم في إيران؟!.

كيف تتم معالجة هذه المشكلات التي ستدفع أسعار البترول بصورة متوالية، وتهبط بقيمة الدولار للأسفل مما سيدمر اقتصاديات العالم فيفقر دولاً ويجعل دولاً أخرى تمتلك أموالاً بلا قيمة؟!!.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد