Al Jazirah NewsPaper Friday  26/10/2007 G Issue 12811
محليــات
الجمعة 15 شوال 1428   العدد  12811
زيارة سلطان الخير إلى الكويت الشقيق
د. صالح بن حمد الصقري(*)

أن تحتضن دولة الكويت الشقيقة في وقت واحد عدداً من الفعاليات والقيادات السياسية والأمنية والاقتصادية والعلمية فهو أمر غير مستغرب إطلاقاً، فقد عرفت الكويت بذلك ولمسناه من خلال تعاملنا معها طيلة السنوات الماضية، لكن أن تحتضن عدداً من قيادات المملكة العربية السعودية في أسبوع واحد وعلى رأسهم الرجل الثاني في المملكة وهو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران (سلطان الخير).. فهذا أمر (غير) عادي، وإن كان أمراً طبيعياً حدوثه لقوة العلاقة بين قيادة البلدين والشعبين الشقيقين والصلات التي تربط بينهما كالجوار والنسب والمصالح الواحدة في الماضي والحاضر والمستقبل فهما مع بقية دول الخليج في سفينة وقارب واحد، وأن تكون هذه الزيارة في شهر له ذكرى عطرة على قلوبنا جميعاً نعيشها من ذلك اليوم وحتى هذا اليوم حيث انطلقت مسيرة توحيد المملكة من الرياض على يدي مؤسسها الرجل (غير) العادي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- في هذا الشهر (شوال) فهذا أمر أيضاً (غير) عادي وإن كان طبيعياً حدوثه في أي وقت من العام، لذلك من الطبيعي أن يكون احتفاء الشعبين الشقيقين بهذه الزيارة أمراً (غير) عادي في مظاهرها والتعبير عنها، نظراً لأن هذه الصلات وهذا الترابط ومثل هذه الزيارات لا يأتي من ورائها إلا كل خير ليس على مستوى البلدين فقط بل على المستوى الخليجي والعربي والإسلامي والدولي.. فالمملكة العربية السعودية -ولله الحمد- منذ قيام الملك عبدالعزيز - رحمه الله- بتأسيسها وتوحيدها وهي عون للأخ والصديق تعطي وتبذل الغالي والنفيس، تريد سلاماً شاملاً، وأمناً واستقراراً ليس في المملكة فحسب بل وعلى دول الجوار وحتى على غير دول الجوار، فلهذا أن يطلق على المملكة (مملكة الإنسانية) فهذا أمر أيضاً (غير) عادي.

إن المملكة العربية السعودية بثقلها المكاني والزماني والدولي، وتجربتها السياسية الطويلة والتي امتدت حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- جعل الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية والدولية تتطلع دائماً إلى هذا البلد في هذه البقعة المباركة من أجل إقامة علاقات فريدة ومتميزة للمشاركة في بناء التنمية والاستقرار وما يتطلبه ذلك من جمع وجهات النظر والتقليل من الاختلاف وتقديم الرأي والمشورة مما يساعد في إصلاح ذات بين وجمع الشمل والفرقاء ومساعدة المنكوبين والمساهمة الفعلية (الصادقة) في حل كثير من الأزمات العالمية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بهدوء واتزان ورفق ببذل جهد جاد أو كلمة طيبة أو إصلاح بالمعروف، فلم تستخدم المملكة ولن تحتاج -ولله الحمد- إلى سلوب الترغيب أو التهديد أو الوعيد بل تقف من الجميع بمسافة واحدة وتهيئ الأمر للحل من جميع جوانبه.. هذه (الحكمة) بدون ضعف منحها الله سبحانه وتعالى لقادة المملكة العربية السعودية وحكومتها ومسؤوليها وعلمائها هي التي رسمت سياسة المملكة داخلياً وخارجياً وأصبحت مضرب المثل للجميع (الداني والقاصي).. (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا).

ولهذا وبهذا ومن أجل هذا فتحت المملكة قلبها للجميع ففتح الجميع قلوبهم لها وهو ما نلمسه في دولة الكويت الشقيقة قيادة وشعباً.. وقلوب الدول الأخرى التي تنتظر زيارة خادم الحرمين الشريفين لها في الأيام القادمة، لهذا فلا عجب حينما نقول إن المملكة العربية السعودية مع أخواتها من دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر رقماً (صعباً) في (العلاقات الدولية) لا يمكن تجاوزه (واسماً فاعلاً وخيراً) لا يمكن الاستغناء عنه.. وهي على عتبة مرحلة جديدة في قرن جديد تكتمل مسيرتهم بالتناغم والتنسيق والوحدة فيما بين دول الخليج والعالم العربي والإسلامي والحوار والتفاهم مع الدول الصديقة.. حفظ الله للمملكة والكويت والجميع أمنهم واستقرارهم، إنه سميع مجيب.

* الملحق الثقافي السعودي بدولة الكويت
أستاذ علاقات دولية معاصرة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد