Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/10/2007 G Issue 12810
الريـاضيـة
الخميس 14 شوال 1428   العدد  12810
(الحصار) لا يصنع الاستقرار..!!
رئاسة التونسي صنعت من الوحدة نجوماً لامعة

الكلمة السحرية للنجاح وصنع الانتصارات هي الاستقرار، لا كثرة النجوم ولا غزارة الأموال تستطيع أن تصنع الانتصارات وتحصد البطولات بدون وجود استقرار للفريق، فالعطاءات الرائعة التي قدمها فريق الوحدة خلال الموسم الماضي 1427هـ تؤكد هذه المقولة وتؤكد نجاح التونسي في توفير مناخ صحي للفريق وإبعاده عن السيوف المشهورة بوجهه والرماح الموجهة التي تنتظر تعثر الفريق، فالانتصارات أعادت السيوف إلى أغمادها، وأسقطت الرماح من أيدي أصحابها، لكن الهجوم ارتدى ثوبا آخر وحملة أشرس، الكل فيها يحاول أن يمتطي الجواد الجامح نحو منصة التتويج، ونغمة المسؤول عن صناعة الفريق نغمة كفيلة بتدمير النجاح وهدم الاستقرار، فنجح أبورامي في احتواء هذه النغمة وأعلن للجميع أن الوحدة ليست جمال تونسي بل هي التونسي والصبان والكعكي وعبدالسلام وكل محب للكيان الوحداوي، كلمة حق أعادت الأمور إلى نصابها ولا أحد يستطيع أن يقول غيرها.. فالرموز لا يستطيع أحد أن يلغيها، والتاريخ لا يرحم، ومضت الأيام سريعاً والكل ينتظر لحظة عبرت عنها دموع المحب والعاشق مع صافرة مباراة الاتحاد، فقد كان يعلم أن الفريق يستحق أكثر مما وصل إليه لكن يبقى الإنجاز قائما لموسم استثنائي للوحدة، لفريق رائع غرس بذرته حاتم عبدالسلام وسهر على حمايته ورعايته جمال تونسي، ويحسب للإدارة الاهتمام بالألعاب الأخرى والوصول به إلى منصات التتويج وسط شح الموارد وقلة دعم المحبين، الأمر الذي فرض بيع الشمراني لتسير أمور الفريق وتحقق الاستقرار المطلوب لخوض منافسات الموسم الحالي.بالطبع الشمراني خسارة كبيرة ولكن ردة الفعل كانت أكبر من الحدث، وأفرزت وجها آخر للتدخلات في صلاحيات مجلس الإدارة. تصريحات لا تعبر عن حب الكيان الوحداوي بل تضرب استقراره في الصميم في بداية رحلة الدفاع عما تحقق من إنجازات في العام الماضي. تصريحات غريبة تطلقها لجنة الموارد بعدم التعاون مع إدارة التونسي خلال الفترة المتبقية من فترة رئاسته وهو ما يعني فرض الحصار على الوحدة وليس التونسي وحرمان الفريق من فيضان شلال الموارد المالية المنهمر من لجنة الموارد والذي أغرق الفريق بخيراته.. السؤال هنا لرموز الوحدة ومحبيه: هل هذه التصريحات تخدم استقرار الفريق في بداية مسيرته القادمة، وإذا كانت اللجنة أعطت لنفسها الحق في فرض الحصار ومنع دعمها عن الفريق، والذي لا ندري ما هو نوعه، لهذا فمن حق عشاق الوحدة أن يعلموا ماذا قدمت هذه اللجنة للنادي؟ والكل يعلم معاناة رئيس النادي في الحصول على الدعم وكأنه يتسوله من المحبين وما يتحمله في سبيل ذلك.وما جعلني أكتب مقالتي هو صدفة فريدة قد جمعتني لأسمع وأرى قصة من هذه المعاناة على الطبيعة ولهذه الواقعة حديث آخر، فمن حقنا أن نعلم الحقيقة بين لجنة الموارد والتونسي، مثلما نعلم حقيقة أن التونسي هو رئيس النادي ومن حقه تسيير الأمور بما يراه في مصلحة فريقه. فإن وفى بما وعد فقد أصاب الهدف وإن لم يحالفه التوفيق فقد اجتهد، ومع ذلك يبقى الحساب معه عبر القنوات الشرعية من خلال الجمعية العمومية وليس عبر التشهير وصفحات الجرائد.فالوحدة يحتاج قبل الدعم إلى الاستقرار، وإذا كانت الفترة المتبقية ثمانية أشهر فلماذا هذا الضجيج ولماذا لغة التهديد والوعيد فلينتظروا وغداً ليس ببعيد. هذا نداء أوجهه للمحبين.. اتركوا التونسي يعمل كما يعمل في صمت. وارفعوا أيديكم عن الفريق وليكون الحساب وقت الحساب، وفروا الاستقرار لهذا الجيل الرائع للوصول إلى منصات التتويج قبل فوات الأوان والانتظار لأربعين عاماً عجاف. لا يهم من يحمل الحصاد، الأهم هو من يرعى ويدعم للوصول إلى الحصاد.وأخيراً حقيقة مهمة لا يختلف عليها اثنان أن كل من يؤيد عن حب وكل من يعارض يعارض عن حب، لكن لا نريد حباً على طريقة الدبة التي قتلت صاحبها.

محمود عبدالحميد قريش
مكة المكرمة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد