كتب - عبد الكريم الجاسر
منح الاتفاق ضيفه الهلال نقطة ثمينة في لقاء ذهاب نصف نهائي بطولة الأندية الخليجية حين أهدر كل فرص الفوز رافضاً الاستفادة من الحالة الفنية غير الجيدة التي كان عليها الفريق الأزرق في الحصة الثانية من اللقاء، حيث تقدم الهلال بهدف القناص المبكر في الدقيقة السادسة من اللقاء.. ورد عليه الاتفاقيون في الشوط الثاني بواسطة البديل سلمان الحريري بعد سيطرة اتفاقية شبه كاملة على الشوط وسط انكماش هلالي وفوضى فنية وسط الميدان وفي المناطق الخلفية جعلت المرمى الأزرق معرضاً للهدف في كل لحظة.. غير أن الدعيع تصدى بمساعدة العارضة والقائمين للكرة الاتفاقية.
ظهر الهلال في الشوط الأول بشكل جيد إلى حد ما.. لكنه انهار في الشوط الثاني وكان واضحاً الضعف البدني للاعبين الذين تساقطوا مع الهجمات الاتفاقية واحداً.. تلو الآخر.
كما أجبرهم النقص اللياقي على ارتكاب الأخطاء في كل الكرات المشتركة واللعب في ملعبهم تاركين المجال للوسط الاتفاقي وظهيري الجنب للتقدم والضغط على الدفاع والوسط الهلالي 45 دقيقة هي زمن الشوط الثاني.
** المباراة جاءت متوسطة المستوى بدأها الهلال قوياً ثم سلم اللعب للاتفاق منذ منتصف الشوط الأول وحتى النهاية.
الاتفاقيون أهدروا العديد من الكرات وكان يمكن أن يحقق الفريق الفوز لولا الرعونة والتسرع والتركيز على العمق، فيما كان يمكن للهلال محظوظاً بخروجه بالتعادل ليستضيف الاتفاق في الرياض لتحديد الطرف المتأهل للنهائي.
بدأ الفريق الهلالي اللقاء متسيداً اللعب حيث استحوذ الهلاليون على الكرة مستفيدين من التراجع الاتفاقي والانكماش في ملعبه، وكذلك تحرك الوسط الهلالي بشكل جيد والذي لعب فيه خمسة لاعبين ما مكنه من فرض سيطرته على الكرة.
فالغامدي وعزيز لعبا في المحور في اليمين، ولعب الكلثم والشلهوب في اليسار، وفي العمق لعب التايب خلف ياسر في حين كان رباعي الدفاع الياس وتفاريس والمفرج والخثران يلعبون بعيداً من مرمى الدعيع، وفي منتصف الملعب..
هذه الأوضاع جعلت الهلال يتفوق ويبادر في بناء الهجمات وتنويعها أمام الدفاع الاتفاقي الذي لم يكن صعباً أو منيعاً، حيث تقدم ظهيرا الجنب الرهيب والسعيد للأمام وبقي قلبا الدفاع الجمعان والبيشي مع ياسر وأمامهم روبيز في الوقت الذي تمركز فيه العبود يساراً والنجعي في الطرف الأيمن والعمق خلف ناجو وبشير.. ولأن الكرة كانت في حوزة الهلاليين جاءت الإثارة في اللقاء عبر الساحر طارق التايب وبالطبع القناص ياسر.
في الدقيقة السادسة
ياسر يشعلها:
فمع الدقيقة السادسة يستخلص الكلثم الكرة ناحية اليمين ثم يمررها في العمق للتايب الذي كرر تمريراته الماكرة في عمق دفاع الخصم عبر (باص عيون) رائع لياسر الذي ينطلق للكرة من بين المدافعين ويعالجها مباشرة أرضية رائعة في مرمى الخالدي هدفاً مبكراً في اللقاء.
استمر بعده الهلاليون في التفوق الثاني، الرد الاتفاقي عبر صالح بشير بعد دقيقتين من الهدف حين سدد بشير كرة رائعة من مسافة 25 ياردة تصدى لها القائم الأيسر للدعيع.
وعاود الاتفاقيون الدخول في أجواء المباراة وتدريجياً حتى الدقيقة 18 عندما حول الكلثم عرضية داخل المنطقة يهيؤها الجمعان بالخطأ لياسر الذي سددها مباشرة لتمر بجوار القائم الأيمن للمرمى.
بعد ذلك شهدت الدقائق المتبقية صحوة اتفاقية عبر أكثر من تسديدة من خارج المنطقة وتحرك خط الوسط للأمام مجبراً الوسط الهلالي على التراجع ويتعرض المرمى الهلالي لأكثر من كرة محرجة لكن دون خطورة حقيقية.. حيث نجح الدفاع في التصدي لمعظم الكرات بمساعدة عزيز والغامدي.
لكن الكرة الخطرة معظم الوقت وسط الميدان حتى الدقيقة 33 وهي التي طالب خلالها الاتفاقيون بضربة جزاء بعد إعاقة المفرج للبرنس ناجو.. في كرة غير واضحة المعالم ليتبادل الفريقان اللعب في الوسط حتى أعلن حكم اللقاء نهاية الشوط بتقدم هلالي بهدف القناص.
الشوط الثاني
لم يحدث أي تغيير مع بداية اللعب سوى في أداء الفريقين على أرض الملعب.. فتراجع الهلاليون دون مبرر وتركوا الملعب للاتفاق الذي وجد مساحات كبيرة وخالية في الوسط والأطراف لضعف الانتشار الهلالي وتمركز اللاعبين إضافة إلى عدم فرض أي نوع من الرقابة على المهاجمين ليلعب بشير وتاجو بحرية تامة وليسددوا العديد من الكرات دون مضايقة حقيقية.. حيث مرر بشير كرة رائعة لتاجو ينفرد ويسدد أرضية ترتد من الدعيع ويبعدها المفرج لتكون هذه الكرة بداية التفوق الاتفاقي الحقيقي ومع تراجع الهلاليين يجري توني مدرب الاتفاق تغييره الأول بخروج العبود ودخول الحديدي في الجهة اليسرى مشكلاً ضغطاً قوياً على الدفاع الهلالي في هذه الجهة.. واستمر اللعب في ملعب الهلال دون أن يتمكن الهلاليون من امتصاص الاندفاع الاتفاقي وتهدئة الكرة والدفاع من منتصف الملعب بل لجؤوا للتشتيت العشوائي للكرة لتعود مجدداً هجمة اتفاقية وهكذا.. وأمام هذا التفوق للاتفاق كان طبيعياً أن تهتز الشباك الزرقاء.
د64 هدف تعادل للاتفاق
فبعد 64 دقيقة ومن كرة عرضية للظهير الأيمن الرهيب حولها دون مضايقة أو رقابة يلعبها تاجو برأسه لترتد من إلياس إلى الحديدي الذي أكملها بيساره على يمين الدعيع هدفاً اتفاقياً ويواصل الاتفاقيون البحث عن النتيجة حيث زج توني بلاعب الوسط فيصل الدوسري مكان علي الشهري كما فعل الشيء نفسه كوزمين حينما أشرك البرقان مكان الكلثم ليتقدم الغامدي للوسط الأيمن لكن الوضع العام للفريق لم يكن جيداً كما جعل هذا التغيير دون جدوى.. وأمام التفوق الاتفاقي يشرك المدرب الهلالي الصويلح مكان الشلهوب محولاً التايب لليسار دون جدوى فالأداء العام هابط والفريق يعاني كثيراً وسط الميدان وفي الدفاع.. ولذلك ظل الأداء في ملعب الهلال وكاد فيصل الدوسري أن يسجل بعد 71 دقيقة لعب لكن الدعيع تصدى لها ثم رد المفرج بضربة رأس من ركنية اصطادها الخالدي وواصل الاتفاق بحثه الجاد عبر العديد من الأخطاء والكرات الثابتة فسدد السعيد من خطأ مرة بجوار القائم ثم تصدى الدعيع ببراعة لكرة بشير إثر تسديدة متقنة مانعاً هدفاً اتفاقياً ليجري كومين آخر تغييراته بدخول نواف التمياط مكان التايب لكن الوقت كان في نهايته ليقود الصويلح كرة خطيرة في العمق الاتفاقي تصدى لها الدفاع بإعاقة تصدى لها نواف وكاد يحرز هدف الفوز لكن القائم منع الكرة وليعلن الحكم نهاية المباراة بالتعادل بهدف لمثله.
من المباراة
قاد الحكم البحريني الدولي خليفة الدوسري وأكثر من استخدام الصافرة واحتساب الأخطاء على اشتراكات عادية جداً بين اللاعبين.
** البطاقات الصفراء كانت من نصيب تفاريس والمفرج والياس من الهلال والشهري وعبدالواحد من الاتفاق.
** الهلال بعيد جداً عن مستواه المعتاد ظهر الفريق منهكا ومجهدا ولياقة أفراده هابطة.
** الاتفاق قدم مباراة كبيرة وكان فريقا (ثقيلا) وسط الميدان بانتشار لاعبيه الجيد وتحركهم السليم ولولا إهدار الفرص والتكتل الهلالي أمام المرمى لربما خرج الفريق فائزا.
** لقاء الرد سيكون في الرياض لكن الحسم هو فنيا وسط الميدان وفي هذا الجانب يبدو الاتفاق أفضل كثيرا.. فلم يكن للهلال في المباراة سوى الهدف وتمريرته الرائعة.
** حضور جماهيري كبير آزر الفريقين وأضفى على المباراة أجواء جميلة.
** دفاع الهلال كان عبارة عن طاخ طيخ حيث تعود كل كرة مشتتة هجمة جديدة على الفريق وأمام المدرب عمل كبير لتنظيم الدفاع وانتقاء عناصره وكذلك تنظيم خط الوسط ليتمكن من حماية المرمى من خط الوسط وليس من داخل منطقة الجزاء كما فعل بالأمس.
** أداء الفريق الهلالي اعتمد على ظهور بعض اللاعبين وتألقهم وليس على تنظيم الفريق وجماعيته ولذلك حين اختفى الشلهوب وأرهق التايب وياسر شاهدنا فريقا مختلفا.
** روح رياضية عالية جمعت الفريقين وسط الميدان حيث كانت الأخلاق الرياضية واللعب النظيف من علامات المباراة الجيدة والمشرفة.
** التغيير والتبديل في الأسماء طريقة اللعب الذي يقوم به المدرب منذ أول مباراة وحتى آخر مباراة ساهمت في ضياع هوية الفريق الفنية وشتت ذهنية اللاعبين وأفقدت الفريق توازنه.