ظل التوسع في التعليم العالي يرتبط لسنوات عدة بالذهنية المحلية بتأمين ومواكبة توسع الطلب في مقاعد الدراسة الجامعية لأكبر عدد ممكن من خريجي التعليم العام، هذه الرؤية التي فرضتها أسباب موضوعية في بواكير التنمية حاصرت دور الجامعة لتصبح مجرد مدرسة كبيرة، لا تختلف فصولها ومناهجها عن مدارس التعليم العام، مع مرونة قليلة يستمتع بها الطالب، أما المهمة الرئيسة للجامعة والتي تكمن في البحث والتطوير والمساهمة في الاضافات التنظيرية والتطبيقية التي تترجمها المخترعات والابتكارات فلا وجود لها، ومن هنا برزت النظرة السلبية نحو المؤسسات الأكاديمية والأكاديميين وانعزالهم عن المجتمع وعدم القدرة علي التأثير فيه. والرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين وتأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، جاءت كخط فاصل لبدء مرحلة جديدة في التعليم العالي التقني، تشارك في رسم خطوط النمو الاقتصادي القادم للمملكة من خلال تبني الاقتصاد المعرفي الذى أصبح اليوم ميدان التنافس العالمي. فشكراً لخادم الحرمين الشريفين هذه الرؤية الحكيمة، مع الأمل بالتوسع في إنشاء مؤسسات وجامعات أخرى تعنى بالاقتصاد المعرفي.