Al Jazirah NewsPaper Monday  22/10/2007 G Issue 12807
رأي الجزيرة
الأثنين 11 شوال 1428   العدد  12807
نحو غد واعد.. جامعة للإنسانية

في كل خطوة نحو تحقيق حلم خادم الحرمين الشريفين بإنشاء جامعة على أسس علمية متطورة تنقل التعليم العالي في المملكة إلى آفاق واعدة من العطاء، نجد أن خادم الحرمين الشريفين حريص على أن يكون حاضراً وراعياً لمراحل العمل، وكانت الانطلاقة الكبرى أمس في منطقة ثول حيث تفضل - حفظه الله - بوضع حجر الأساس لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية معرباً عن الأمل في أن تكون (منارة من منارات المعرفة، وجسراً للتواصل بين الحضارات والشعوب، وأن تؤدي رسالتها الإنسانية السامية في بيئة نقية صافية، مستعينة بالله ثم بالعقول النيرة من كل مكان بلا تفرقة ولا تمييز).

هذه الجامعة في مغزاها ومعناها هي تعبير عن رؤية حضارية متكاملة للملك عبد الله، رؤية ترتبط، في العادة، بهؤلاء النفر من الناس الذين آلو على أنفسهم النظر إلى المجتمع الإنساني كأسرة واحدة ينبغي أن تتعاون فيما بينها لخير جميع أفرادها، لهذا فإن الملك عبد الله يأمل حقيقة في أن تكون الجامعة جسراً للتواصل بين الحضارات والشعوب، في وقت عز فيه مثل هذا التواصل، وفي وقت غلبت فيه النظرة الذاتية الضيقة على ما عداها..

إن مما يعطي للدول صيتها ومكانتها والاحترام بين الآخرين أن تحاول أن تكون قريبة من الجميع وأن تكون مستعدة للعمل بالشكل الذي يعطي للتعاون الدولي معناه الحقيقي، ولقد أكد خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مناسبة عن مثل هذا الاستعداد للعمل من أجل الإنسانية جمعاء، وحرص أمس في هذه المناسبة، التي تشكل نقلة حقيقية للتعليم في بلادنا، على التأكيد على ذلك مجدداً في أن تؤدي الجامعة رسالتها الإنسانية السامية في بيئة نقية صافية.

إن عالم اليوم بكل ما ينطوي عليه من إخفاقات بشرية يحتاج بشدة إلى قادة يدركون سبل الخلاص مما تتردى فيه الإنسانية من حروب ومآس وكوارث من صنع أيديها؛ فالأمراض الوبائية يغذيها الجهل الشديد والإهمال للأولويات من قبل الدول، وبالفعل فإن العالم في حاجة إلى تحديد مواطن الوهن والضعف، كما هو بحاجة إلى تضافر قواه الفاعلة لتعمل معاً، وهو يستطيع من خلال تهيئة الأوضاع المثلى لعلمائه وأبنائه النابغين إحراز خطوات متقدمة نحو غايات مثلى من الرفاه للإنسانية جمعاء.

وفي التصور العام لهذه الجامعة أنها منارة عالمية سوف تعمل على استقطاب الكفاءات العلمية المتميزة من جميع أنحاء العالم، مع تأكيدات من خادم الحرمين الشريفين شخصياً بأنها مثلما استقطبت تلك الكفاءات فستكون قادرة على العمل على انتشار خيرها على الجميع..

إن بضع تجارب مماثلة من هذا النوع يصاحبها تصميم من قبل القيادات السياسية يمكن أن تجعل العالم ككل يستشرف عهداً جديداً من التعاون الذي يمكن تكريسه لخير البشرية جمعاء..

الحرص على هذه التجربة المتفردة المتمثلة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية استلزم أيضاً إقامة وقف للأنفاق من ريعه على الجامعة حسبما أعلن خادم الحرمين الشريفين أمس، وفي ذلك ضمان لمواصلة عطائها وما هو منتظر منها من آمال عريضة تشمل بشكل خاص رفد عجلة التطور في هذه البلاد بما يضعها في مرحلة متقدمة وفقاً للمستويات الدولية المتطورة، فضلاً عما هو مؤمل منها في أن تكون منارة إشعاع على الإنسانية جمعاء.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد