Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/10/2007 G Issue 12806
الاقتصادية
الأحد 10 شوال 1428   العدد  12806
عقارات مهاجرة خارج الوطن
سلطان بن محمد المالك

الأسبوع الماضي أعلنت شركة (ليمتلس) التابعة لشركة (دبي العالمية) في خبر نشر في صحيفة الشرق الأوسط عن خططها لإطلاق مشروع تطوير عمراني كبير في مدينة الرياض بقيمة إجمالية مالية قدرت بخمسة وأربعين مليار ريال سعودي. وتم عرض المشروع ضمن فعاليات معرض العقار (سيتي سكيب دبي 2007)، حيث يعد الأول في سلسلة من المشاريع التي تعتزم الشركة تنفيذها في المملكة. وحسب الخبر فالمشروع يقع شمال مدينة الرياض ويمتد على مساحة قدرها (14.1 مليون متر مربع). ويتألف من عدة أقسام مرتبطة فيما بينها ويضم أكثر من 60 ألف وحدة سكنية فضلاً عن المكاتب والفنادق والمرافق التعليمية ومراكز التسوق والصالات الرياضية. ومن المتوقع بدء العمل في هذا المشروع منتصف العام المقبل، حيث سيستغرق إنجازه بشكل كامل سبع سنوات ليوفر بيئة حديثة لما يزيد على 200 ألف شخص.

في تصوري أن إقامة مشاريع نموذجية بهذا الحجم والثقل ومن شركات ذات خبرة وتجربة في إنشاء المجمعات السكنية هو أحد المتطلبات الضرورية لمدينة عصرية كمدينة الرياض يقدر سكانها بحدود خمسة ملايين ويتزايد بنسبة نمو بحدود 3% سنوياً. فهذه المشاريع ذات جدوى اقتصادية عالية آخذاً في الاعتبار النمو السكاني المستمر والنقص الكبير في المعروض من الوحدات السكنية والمكاتب التجارية بمختلف أنواعها, وهو بكل تأكيد سيحل أزمة حقيقية تعاني منها المدينة حالياً وسيحد من الارتفاع الفاحش في أسعار الوحدات السكنية.

وعلى النقيض من هذا الخبر نُشرت أخبار متفرقة لشركات سعودية عريقة تعرض استثماراتها العقارية خارج حدود الوطن في معرض دبي للعقار, وما يثير التساؤل والاستغراب، هو لماذا تأتي الشركات الأجنبية للاستثمار في المملكة بينما تهاجر استثماراتنا وشركاتنا للخارج، هل الفرص المتاحة في الدول الخليجية الشقيقة أفضل منها في المملكة، لا أعتقد ذلك ولكن السؤال الذي لا أملك إجابة عنه أين الخلل؟؟

فالكثير من الناس يبحث عن مكان مناسب جاهز للسكن سواء للإيجار أو التملك، وعن مكاتب أو شقق أو بيوت أو مخازن أو أي شيء المهم أن يكون جاهزاً. فالطفرة الاقتصادية التي تعيشها المملكة لم تشبع بعد الحاجة المتزايدة للعقار بمختلف أنواعه، فالبلد يكبر وسكانه يزيدون والمعروض من العقار قليل والأسعار مرتفعة بشكلٍ لافت، وهذا بدوره يظل عاملاً ضاغطاً على قدرة البلد في السيطرة على مستوى التضخم الذي نعاني منه بسبب عموم الرخاء في الاقتصاد الوطني.

في الختام ، بعد انتكاسات سوق الأسهم يظل القطاع العقاري محط أنظار الجميع في المرحلة المقبلة طالما ظل الكثيرون يبحثون عن مساكن ومكاتب، وطالما ظل الإقبال على العقار بمختلف أنواعه يفوق المعروض منه، فهل يعي ذلك من هاجر خارج البلاد وترك الرزق والخير للآخرين.







Fax2325320@ yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7410 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد