قبل ليلة من لقاء منتخبنا الأولمبي أمام نظيره الفيتنامي، طلب مني الزملاء معدِّو برنامج (كل الرياضة) في القناة الرياضية، المشاركة برأيي في المباراة ومدى حظوظ منتخبنا في التأهُّل لأولمبياد بكين. وذكرت خلال المداخلة الهاتفية أنّ حظوظ منتخبنا تبدو صعبة للغاية بعد ضياع عدد كبير من النقاط في المباريات الماضية ، كما أنّ مباراة منتخبنا الأخيرة في التصفيات والتي تتطلّب الفوز بها، ستكون أمام اليابان في طوكيو وهو المتصدر وصاحب الحظ الأوفر. وأشرت إلى أنّ منتخبنا الأولمبي قادر بإذن الله على تخطِّي هذه المصاعب، بوجود مدرب قدير وكفء مثل الخبير ناصر الجوهر الذي لو كان مع المنتخب منذ البداية، وكان هو البديل للمدرب الأرجنتيني السابق نونيز، لما تعرّض منتخبنا للوضع الحرج الذي يعيشه حالياً، ولربما كان هو صاحب الصدارة بدلاً من أن يكون متذيل الترتيب، حيث لم يستطع المدرب السابق بندر الجعيثن توظيف اللاعبين التوظيف الأمثل، ولم يستطع الاستفادة من العناصر الجيدة التي يضمها المنتخب.
وكان ضيف حلقة (كل الرياضة) داخل الاستديو في تلك الليلة الكابتن صالح المطلق الذي اعترض على ما طرحته بلغة فيها تهكُّم وسخرية، وراح يدافع بشكل مستميت عن المدرب الجعيثن، ويشيد بإمكاناته وقدراته، ويؤكد أنّه لم يكن له يد فيما تعرّض له المنتخب..!! ولم أتمكن من الرد لأنّ مداخلتي الهاتفية في البرنامج انتهت قبل أن أسمع رأي المطلق الذي أسفت على قوله الفارغ من الموضوعية، وغير المستند لأيِّ أساس فني، بل كان مجرّد (فزعة) ومناصرة لزميله الجعيثن لا أكثر. وكان بإمكان المطلق أن يتجاهل رأيي ولا يعلِّق عليه، حتى لا تأتي مجاملته الساذجة تلك على حساب منتخب الوطن. فلو كان الجعيثن مثلما قال المطلق، فلماذا تذيّل منتخبنا ترتيب مجموعة آسيوية سهلة تضم فيها منتخبات لا تقارن بمنتخبنا كقطر وفيتنام..!!؟ ولماذا أقاله المسئولون في اتحاد الكرة وكلفوا ناصر الجوهر بدلاً عنه..!!؟ ولو كان الجعيثن مثلما قال المطلق، لما خرج بعد التعادل مع اليابان في الدمام، ملقياً مسئولية التعادل والمستوى الضعيف والعجز عن الفوز على حالة الجو والرطوبة في ذلك اليوم، وكأنّ المباراة مقامة في إحدى المدن اليابانية وليست في المملكة العربية السعودية بلدنا التي نعيش فيها..!! هل هذا مبرِّر منطقي ومقبول.!!؟
لا أريد أن استرسل وأزيد في موضوع المدرب بندر الجعيثن الذي لا يلام في النهاية، فهو قدم ما يتوافق مع قدراته وإمكاناته واجتهد في ذلك، ويشكر على اجتهاده. ولكن أسفت جداً للمجاملة الفاضحة من المدرب صالح المطلق لزميله التي لم يحترم فيها عقول المشاهدين ولا المتابعين من الرياضيين. بقي أن أقول إنّ رأيي في العطاء الفني لمنتخبنا إبان إشراف المدرب بندر الجعيثن عليه، كان هو رأي الغالبية من النقّاد والمتابعين، وحتى كثير من المدربين الوطنيين. ولكن يبدو أنّ المطلق الذي تقترب إمكاناته التدريبية من إمكانات الجعيثن المتواضعة إن لم تكن أقل، قد أراد من دفاعه عن زميله تشكيل خط دفاع أول عن نفسه خشية أن يفتح ملف المدربين الوطنين ويفرز الغث من السمين. وعندئذ سوف يقول المطلق لا محالة : أكلت يوم أكل الثور الأبيض.