حائل - فرحان الجارالله
انتزع الأهلي مساء أمس فوزا مستحقا من مضيفه الطائي بهدفين دون مقابل سجلهما الدولي مالك معاذ (2، 12) بعد أن قدم الأهلي شوطا أول ممتازا وحسم خلاله الأمور تماما، بينما الطائي لم يقدم ما يذكر طوال المباراة كنتيجة حتمية لما يمر به من تخبطات فنية وإدارية..!!
وكشف الأهلي (رغم ظروفه الفنية والإدارية الحرجة التي سبقت اللقاء) بفوزه الصريح مساء أمس عن (الترهل) الذي أصاب الطائي نتيجة التخبط الواضح الذي يسير وفقه ممرنه السيد سيموندي بعد أن شهدت فترة التوقف تراخيا غير مسبوق خاصة وقد تحولت الاستعدادات إلى إجازات لأفراد الفريق وله شخصيا وبموافقة إدارية..!! وبالتالي فقد ساهم الطائي في تضميد الجراح الأهلاوية. وفي المقابل فإن هذه الهزيمة للطائي - وهي الثانية للفريق في هذا الدوري - قد فتحت باباً واسعاً حول طبيعة العمل الإداري الذي يدور بالطائي خاصة فيما يتعلق بالفراغ والإهمال الرهيب الحادث بالنادي حالياً..!! ويبدو إن كان هناك إنقاذ للفريق فيما تبقى من هذا الموسم فيتمثل في رحيل إدارة النادي وأن تصطحب معها المدرب سيموندي..!!
وألقت الظروف القاسية التي يمر بها الفريقان بظلالها على وضعية المباراة والمستوى الفني الذي أظهراه مساء أمس. ففي الطائي كانت هناك غيابات لعدد من لاعبيه لارتباطهم بمنتخب المملكة للصالات أو بسبب الإصابات، والحال كذلك بالنسبة للأهلي الذي غاب عنه عدد من لاعبيه..
مالك يشعل البداية..!!
تسبب الدولي مالك معاذ في إشعال فتيل المباراة منذ دقائقها الأولى حينما استطاع أن يتسلل بدهاء من بين مدافعي الطائي ويسير واثقا ويرسل الكرة إلى الزاوية البعيدة محرزا هدف الأهلي الأول عند الدقيقة الثانية من بداية المباراة.. وهو الهدف الذي أراح أعصاب لاعبي الأهلي، بينما ألقي بثقله وضغطه على الطائيين. ولم تظهر الخطورة الطائية سوى مع الدقيقة التاسعة حينما سدد هيثم الرديعان كرة قوية فاستطاع الحارس الأهلاوي المسيليم إبطال مفعولها على دفعتين.. وكاد مسعد أن يضيف الهدف الثاني للأهلي بعدها بدقيقة حينما واجه حارس الطائي الناهض وسدد عنيفة، لكن الناهض أنقذ مرمى الطائي من تلك الفرصة الخطيرة. ومع مرور الوقت اتضح أن الطائي يعاني بشكل كبير خاصة على مستوى خط دفاعه نتيجة للتهالك الواضح الذي كان عليه خط وسط الفريق..!
مالك يسجل ثانية..!!
وبعد مرور اثنتي عشرة دقيقة فقط كان لجمهور الأهلي موعد آخر مع الفرح بقدم مالك معاذ حينما تلقى عرضية هزازي وهو أمام المرمى رغم الشكوك حول وضعية الأول وأنه كان متسللا إلا أن مالك أرسلها بهدوء إلى الشباك مسجلا هدف الأهلي الثاني..!
وحاول مدرب الطائي التحرك إثر تلك الوضعية المتهالكة التي كان يمر بها فريقه لتصحيح الخطأ الذي ارتكبه بتشكيلته التي دخل بها المباراة فاستعان بلاعبه عبدالله الجنيدي وأخرج ماجد القحطاني وأعاد بندر القرني من الوسط إلى الظهير الأيسر. ورغم ذلك إلا أن الأمور لم تتبدل كثيرا بالنسبة إلى الطائي خاصة في ظل البطء الشديد الذي غلف أداء المحترف الفرنسي الإدريسي الذي كان يشكل عبئا كبيرا على وسط الطائي..!! بينما الأهلي بدا على لاعبيه الثقة والتركيز في ألعابهم وهجماتهم المتتالية على مرمى الناهض, وكاد رودريقو أن يضيف هدفا ثالثا للأهلي لكن رأسيته اعتلت العارضة بقليل.
واختفى الطائي هجوميا طوال دقائق الشوط الأول ولم يشكل أي خطورة تذكر على مرمى المسيليم ولم يتحرك الفريق إلا في الدقائق الأخيرة من هذا الشوط.. وتهيأت فرصة سانحة للطائي حينما انفرد مهاجمه محمد سالم بالمسيليم لكن راية الكابلي الخاطئة أفسدت كل شيء..!! كما سدد الجنيدي كرة قوية جدا لكن اصطدمت بالشبك الجانبي وخرجت. وسارت الأمور في محاولات طائية لكنها كانت تتم على استحياء إلى أن انتهت أحداث هذا الشوط بتقدم الأهلي بهدفي مالك معاذ دون مقابل للطائي.
ومع بداية الشوط الثاني حاول الطائيون الاندفاع لمهاجمة المرمى الأهلاوي لكن بسلبية ظاهرة ودون تركيز، وفي المقابل وجّه الوطني يوسف عنبر لاعبيه لتهدئة اللعب لامتصاص أي اندفاعات طائية متوقعة ومن ثم الارتداد للهجوم بحثا عن زيادة الغلة وقتل أي طموح في نفوس لاعبي الطائي..
وأجرى مدرب الطائي تغييرا يبدو أنه فقط للتغيير حينما سحب أحمد عباس وأدخل راكان الدرسوني مع الدقيقة الستين من المباراة. وقد هدأ (رتم) المباراة كثيرا في هذا الشوط عن الشوط الأول, وشهدت الدقيقة السبعين قراراً غريباً من حكم المباراة الكثيري حينما حول جزائية طائية لمصلحة القرني إلى خطأ خارج خط الثمانية عشرة نفذها الإدريسي بعشوائية..!! وأجرى عنبر تغييره الأول بإخراج تركي الثقفي وإدخال حمود عباس عند الدقيقة الخامسة والسبعين.. كما أخرج رودريقو وأدخل منصور الثقفي. وعلى الجانب الآخر أجرى مدرب الطائي تغييره الثالث حينما أخرج هيثم الرديعان وأدخل سطام الأدهم قبل عشر دقائق من النهاية. وكان الظهور المميز الأول للفرنسي فيصل الإدريسي مع الدقيقة الحادية والثمانين حينما سدد كرة هائلة إلى الزاوية التسعين وتعملق الدولي ياسر المسيليم وطار لها وأبعدها منقذا مرماه من هدف محقق. وخلاف ذلك فقد سارت الأمور هادئة جدا بقية دقائق هذا الشوط حتى انتهت المباراة بفوز الأهلي بهدفين دون مقابل.