«الجزيرة» - عبدالله الحصان
قال وزير الميزانية الفرنسي ايريك وورث أمس الأحد: إن اليورو أقوى من اللازم أمام الدولار الأمريكي وأن قوة العملة تضر بالنمو، وأضاف وورث في مقابلة مع راديو جي (من الواضح أن لدينا مشكلة في سعر الصرف.. اليورو اليوم أقوى كثيراً مما ينبغي بالمقارنة مع الدولار الأمريكي).
ويفتح هذا التصريح الذي نقلته وكالة رويترز ملف التساؤلات القلقة التي يطرحها المسؤلون الأوروبيون حول قوة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) أمام الدولار الذي يسبب متاعب جمة لاقتصاديات دول الاتحاد وخصوصاً فرنسا وإيطاليا وبلجيكا، حيث سجل الأول من أكتوبر الحالي انخفاضاً شديداً للدولار أمام اليورو انتشلته بعدها بيانات العمالة الأمريكية والتصريح بأن لا خفض جديد للفائدة ليستقر الدولار قرب أعلى سعر في أسبوعين.
المحلل المالي عثمان الحمدان قال ل(الجزيرة): إن سعر الدولار بدأ في وقت سابق التعافي أمام اليورو بعد انخفاضات كبيرة وانه من المتوقع وفق آراء المحللين تراجع أسعار الفائدة بنهاية عام 2008م إلى 4.75% وقال: هذا الأمر سيفرض على البنوك المركزية الأخرى كبنك انجلترا والبنك المركزي الياباني خفض الفائدة بالمقابل إلى 2.5 نقطة أساس على الأقل.
وأشار الحمدان إلى أن ذلك يخالف التوقعات السابقة مما يقود إلى قراءة أن مكاسب عملات تلك البنوك المركزية أمام الدولار لن تكون كبيرة خلال المدى التوسط وستكون محدودة مقارنة بالسابق.
أما المحلل المالي بسام البقعاوي فقال في اتصال هاتفي مع (الجزيرة): إن الدولار القوي يدعم احتياطيات وملاءة مؤسسة النقد العربي السعودي من هذه العمله، مشيراً إلى أن الانخفاض الشديد الذي شهده الدولار وما يزال يشهده يقرع ناقوس الخطر حول الارتباط بعملة واحدة، مشيراً إلى التحذيرات المتزايدة من انكماش اقتصادي عالمي، كما أشار البنك الدولي ورئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السابق.
وقال البقعاوي: في حال حدث هذا الانكماش لا سمح الله فإن تأثيره المحلي سيكون بنفس قوة التاثير بسبب ارتباطنا بالدولار ويجب ألانتجاوز الواقع الاقتصادي الذي يفرض التساؤل حول محورية الدولار الأمريكي كعملة رئيسة فالبنك المركزي الياباني مثلاً تخلى عن الدولار كعملة احتياطي رئيسة.