بالموضوعية يستطيع المجتمع الدولي اجتياز الكثير من المحن والمصاعب التي تقض مضجعه اليوم، وهذه الموضوعية مطلوبة في تقييم المواقف والناس المؤثرين الذين يمكن الوثوق بهم في الشأن الإنساني العام كما هي مطلوبة في النظر إلى القضايا مثار البحث..
ومن باب الإنصاف، المندرج تحت باب الموضوعية، ما كتبته (واشنطن تايمز) عن الدور القيادي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز باعتباره قائداً يمكن التعامل معه فيما يتصل بالكثير من القضايا التي تشغل العالم.. هذه القناعة التي عبَّرت عنها الصحيفة أرجعتها إلى مجمل الأداء الداخلي والخارجي للملك عبد الله وهو يتصدى لمختلف المسائل بدءاً من الإرهاب ووصولاً إلى تحقيق المرتبة المرموقة لبلاده على الصعيد الدولي، مشيرة بهذا الصدد إلى المحطات المهمة في هذه المسيرة بما في ذلك السعي الجاد لجعل المملكة قوة صناعية ومركزاً مهماً للخدمات، ولعل الصحيفة تشير بذلك إلى النقلات الهائلة المنتظرة من إقامة العديد من المدن الصناعية والاقتصادية ومراكز الأبحاث المهمة..
وبهذا الصدد أيضاً لم تغفل الصحيفة جهود الملك عبد الله في تعزيز روح الحوار الوطني باعتباره خطوة ضرورية ومهمة لاستقطاب الرؤى والأفكار السعودية وتكريسها من أجل حل القضايا ذات الصبغة الداخلية، مشيرة إلى أن هذا الأمر يتبلور بصورة أوضح في إنشاء المركز الوطني للحوار.. وقد تعددت الجوانب التي أشارت إليها الصحيفة والتي تشكل في مجملها حصيلة لجهد صادق لنقل المملكة إلى آفاق واعدة من التطور مع تأكيد مشاركتها في الشأن الإنساني بالعمل من خلال مبادراتها نحو وضع الحلول للمصاعب، وهو أمر يتضح من خلال إسهام المملكة النشط في جهود التسوية بالمنطقة وفي حضورها الفاعل في مختلف المحافل التي تتصدى للمشكلات الدولية..
أهمية ما كتبته الصحيفة الأمريكية يعود إلى عدة اعتبارات، منها بشكلٍ خاص ان ما جاء في تقريرها هو أمرٌ منصفٌ لقائد وبلد يؤديان دوراً مهماً على الصعيدين الداخلي والخارجي، كما أن التقرير ينافي ما اعتادت عليه الصحافة الغربية من تحامل عندما تتحدث عن شوؤن المنطقة العربية والإسلامية.. حيث باتت الصحافة الغربية نمطية في طريقة تناولها للقضايا الإسلامية من منطلق واحد هو الإرهاب وسط محاولات دؤوبة للربط بين الإسلام والإرهاب.. ان هذه الموضوعية التي التزمها الكاتب في حديثه عن المملكة وقائدها تصب في ذات التوجه الذي عمل الملك عبدالله على ترسيخه على الساحة الدولية خصوصاً من جهة تشجيع الحوار فيما يتصل بجملة من القضايا وعلى رأسها المشكلة الفلسطينية مع وضع أسس للتسوية أثبتت وجاهتها ولقيت قبولاً واسعاً على الساحة الدولية..
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244