يعتبر شهر رمضان المبارك كموسم الحج اختبارا حقيقيا للاستعدادات المتخذة في كل من المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة لاستقبال المعتمرين والمصلين الذين أتوا من مختلف مناطق المملكة ومن خارجها.
وها هو رمضان يعتزم الرحيل، وقد تمكن قاصدو البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف من تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة بفضل الله تعالى ثم بفضل الإمكانات الهائلة والطاقات البشرية العاملة على مدار الساعة وفق نظام دقيق لخدمة المعتمرين والمصلين وخاصة كبار السن والعجزة والمحتاجين، وذلك من أجل توفير الأجواء الروحانية المفعمة بالطمأنينة والراحة والأمان.
وعلى الرغم من كثرة عدد المصلين والمعتمرين الذين تجاوزوا الثلاثة ملايين حتى أن الفنادق قد حققت نسبة إشغال بلغت مائة في المائة، وفضلا عن المعتمرين من قادة الدول وكبار الشخصيات العالمية، إلا أنهم حظوا بكل رعاية فائقة بما وفرته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف من خدمات وفقما يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
ولم تقتصر الخدمات على الجوانب التنظيمية والصحية فحسب وإنما تجاوزتهما إلى الجوانب التثقيفية والتوعوية، وذلك حتى يتسنى للصائمين القيام بمناسك العمرة والصلاة على الوجه الصحيح والموافق للسنة المطهرة. وقد تم ذلك من خلال تكثيف الدروس الدينية التي يلقيها كبار العلماء والوعاظ، ومن خلال مكاتب الفتوى التي تجيب عن تساؤلات قاصدي الحرمين الشريفين.
ولقد أثلج صدور المسلمين في كل بقاع الأرض قرار خادم الحرمين الشريفين بالإبقاء على أبواب المسجد النبوي الشريف مفتوحة على مدار الساعة طوال العام، حتى يتسنى لزوار المسجد من أهل المدينة ومن خارجها فرصة السلام على النبي عليه الصلاة والسلام، وقراءة القرآن الكريم مدة أطول وتأدية النوافل في جنبات المسجد.
وفي ختام هذه الشهر الكريم يلح المسلمون بالدعاء أن يتقبل منهم صيام رمضان وقيامه، وأن يعز الإسلام والمسلمين، ويدعون لقادة المملكة الذين لم يدخروا وسعا في خدمتهم وتأمين كل سبل الراحة لهم.
