Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/10/2007 G Issue 12796
الريـاضيـة
الخميس 29 رمضان 1428   العدد  12796
ملحمة وداع للقائد الأسطوري

هكذا بدون مقدمات خُطت حروف النهاية وأٌعلن خبر الرحيل وعُزف لحن الوداع.. كُتب على الجماهير العاشقة التي كانت تنتظر من علمها عشق الكرة أن تفاجأ بالرحيل.. إنها أصعب نهاية وأقسى وداع وأمرُ رحيل.. كيف لا؟؟ وهي نهاية القائد الأسطوري الذي سطر ليس على صفحات التاريخ فحسب بل على غلافه ملاحم من المجد الكروي نُقشت بحروف من ذهب لنجم نشأ وترعرع على الذهب فأصبحت حياته الكروية لا تعرف عنوانا غير الذهب منذ أن دق جرس الوداع وأنا أحاول أن أجمع كلماتي بين أقلام متناثرة وحروف متنافرة عجزت أن تصمد أمام لحظة الوداع..

نعم فعند وداع نجم بحجم سامي كان لابد أن تنتهي حدود الكلمات، وتجف أحبار الأقلام، وتجمد ريش الألوان.. إنه سامي.. ذلك العشق الذي جعل الكرة فناً جميلاً فاختارته الجماهير معشوقاً لها.

إنه سامي.. ذلك العشق الذي جعل الكرة رسالة سامية فاختارته الأمم المتحدة سفيراً لها.

إنه سامي.. ذلك العشق الذي جعل الكرة فكراً راقياً فاختارته شارة القيادة حاملاً لها.

إنه سامي..ذلك العشق الذي جعل الكرة مهارة عالية فاختارته الملاعب أسطورة لها.

إنه سامي.. ذلك العشق الذي جعل الكرة ذهباً نقياً فاختارته الكؤوس محبوباً لها.

آآآآه يا سامي... لا أتصور الملاعب من دون أقدامك ولا أتخيل جماهير بدون أن تصرخ باسمك ولا أرى للكرة طعماً بدون حضورك.

سامي.. لم يتبقَ لنا إلا استعادة الذكريات في زمن الرحيل.. أي تاريخ سينسى ما كتبت.. وأنت من كتبت التاريخ.. أي ملعب سينسى ما فعلت... وأنت من أحييت الملاعب.. أي جمهور سينسى ما عملت... وأنت من أمتعت الجماهير.. أي كرة ستنسى ما صنعت... وأنت من ملكت الكرة..

اعذرني يا سامي على تقصير حروفي وشتات كلماتي فرحيلك بعثر كل شيء، حتى الكرة التي أحببتها من أجلك كرهتها مثل ما أكره لحظات الوداع وأوقات الرحيل... وداعاً سامي ووداعاً أيتها الكرة.

خالد الرويشد - الرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد