توالت المكرمات في شهر الخير والصلاح، حيث أشاعت الأوامر الملكية الكريمة التي صدرت أمس بإعفاء جميع المتوفين رجالاً ونساءً من كافة أقساط قروض صندوق التنمية العقارية قدراً كبيراً من الارتياح.
فقد جاءت هذه المكرمة انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين على تلمس احتياجات المواطنين في شتى مناحي الحياة، وتوفير كافة أسباب الراحة والاطمئنان والعيش الكريم لهم.
وذلك من خلال متابعة دقيقة لكل الأحوال والظروف التي يمر بها المواطن مع تحديد دقيق لما يستوجب التدخل وبالطريقة التي يكون فيها عون للمواطن على تجاوز مصاعب الحياة.
هذه القرارات التي ستستفيد منها الآلاف من الأسر، وترتبط بقروض تم الحصول عليها لتوفير المساكن، تمس وفقاً لذلك جوانب مهمة من الاحتياجات الإنسانية، فليس هناك من يستغني عن السكن، ومن هنا تظهر أهمية هذه القرارات.
جوانب إنسانية عديدة لهذا القرار، فالأسرة التي تفقد عائلها تفقد بالتالي مصدر رزقها. وعلى الرغم من كل شيء فهي تحاول الوفاء بالالتزامات التي قد يكون من بينها تسديد قرض من صندوق التنمية العقارية، ولهذا فإن المكرمة التي تم الإعلان عنها أمس تزيح عن كاهل الأسر المعنية عبئاً كبيراً.
المكرمة ذهبت بعيداً في اريحيتها من خلال شمول الإعفاء من التسديد للحالات المستقبلية ممن التزموا بالسداد قبل وفاتهم، وبتعويض الصندوق والبنك عن كافة مبالغ القروض المعفاة التي تبلغ أكثر من خمسة آلاف مليون ريال.
ويعني ذلك أن الدولة ستتحمل أكثر من خمسة مليارات ريال هي قيمة القروض المعفاة، وبذلك فإن هذه المكرمة عبرت وبطريقة عملية عن مساعدة كل هذه الأسر وبطريقة جماعية شاملة. ومن المؤكد أنه مع استمرار الوقت فإن الالتزامات المترتبة على الدولة بموجب هذه الإعفاءات ستزيد.
الجانب الآخر من المكرمة يشمل أيضاً إعفاء جميع المتوفين من أقساط قروض بنك التسليف السعودي الخاصة بالأغراض الاجتماعية المستحقة عليهم، ويمس هذا الجانب بطريقة مباشرة أيضاً الأسر التي كان يتوجب عليها الاستمرار في دفع الأقساط التي التزم بها عائلها، وهي تتخلص بذلك أيضاً عن التزامات ترتبط عادة بوفاة العائل.
وأخيراً فإن هذه المكرمات ليست بغريبة على خادم الحرمين الشريفين الذي اعتاد دائماً الوقوف إلى جانب ذوي الحاجة بل والمبادرة والذهاب إليهم للوقوف بنفسه على أحوالهم وأوضاعهم أينما كانوا، ومن المؤمل أن تشجع هذه الإعفاءات الآخرين على الوفاء بالتزاماتهم تجاه الصندوق العقاري حتى يتمكن الصندوق من توفير المزيد من القروض لمن يحتاجها، وبذلك تدور عجلة هذه المكرمات لتشمل أكبر عدد من ذوي الحاجات.