Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/10/2007 G Issue 12794
الريـاضيـة
الثلاثاء 27 رمضان 1428   العدد  12794
مؤتمرات رؤساء الأندية:
برشلونة وفيجو أشهر المؤتمرات الكاذبة

جدة - حمود البقمي

المؤتمرات الصحافية التي تعقد لرؤساء الأندية في الآونة الأخيرة اختلفت عن المألوف والمعنى الحقيقي لاسمها، وذلك بدعوة جماهير النادي لحضورها.

(الجزيرة) استطلعت آراء عدد من الزملاء المحررين في عدد من الصحف المكلفين بتغطية هذه المؤتمرات الذين أبدوا وجهات نظرهم حول حضور الجماهير، وكشفوا ما يعانونه هم وزملاؤهم من مضايقات ورفض الأسئلة التي يطرحونها خلال المؤتمر إذا لم تكن مع توجهات الإدارة أو الأسئلة التي تحمل نقد السلبيات في النادي، وقالوا: إن بعض المؤتمرات يحصل خلالها تجاوز ضد بعض الشخصيات الرياضية والإعلامية البارزة وحكام كرة القدم.

وكشف الزملاء أن بعض رؤساء الأندية يستغلون هذه المؤتمرات لكسب الجماهير، وذلك من خلال الوعود الكاذبة بجلب لاعبين وفرق عالمية ومنشآت رياضية وتجارية، وأيضاً تعبئة الجماهير ضد من يخالفونه الرأي أو السياسة التي يسير بها النادي حتى لو كانت خاطئة. كما أوضحوا أن ما يُطرح من أسئلة خلال المؤتمر من غير الصحافيين هي أسئلة مرتبة ومتفق عليها من قبل رئيس النادي ومقدم المؤتمر والسائل.

و(الجزيرة) تتفق مع آراء الزملاء حول هذه الظاهرة التي ألغت اسم ومعنى المؤتمرات الصحافية التي يجب أن تُعقد بحضور المسؤول والإعلاميين فقط، وتظلّ متابعةً نتائج ما يُطرح في المؤتمر من خلال الإعلام المرئي والمقروء كما يحدث سواء على المستوى السياسي أو الفني أو الرياضي ما عدا بعض أنديتنا الرياضية التي استغلّ رؤساؤها هذه المؤتمرات لزيادة شعبيتهم.

الزملاء طالبوا المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الإعلام بوضع ضوابط تحدّ من هذه الظاهرة كي لا تستغلّ بشكل سلبي يؤثر على الرياضة والإعلام السعودي، وكي لا تكن للتجريح في الشخصيات الرياضية.

البداية كانت مع الزميل عبد الرحمن القرني من صحيفة (الوطن) الذي تحدث قائلاً:

المؤتمرات الصحفية بحضور الجماهير الرياضية في الأندية ظاهرة تفشت في الآونة الأخيرة بشكل لافت وغير محبّب إلى الإعلام الرياضي؛ ففي السابق كانت بعض الأندية تتبع المواجهة بين الإدارة والجماهير في لقاء مفتوح يحضره الإعلام، ولكنه يقتصر على المواجهة بين الجماهير وإدارة ناديها، وكانت في نادي الاتحاد في فترة رئاسة الراحل عبد الفتاح ناظر على سبيل المثال. أما في الوقت الحالي فقد أصبحت الجماهير هي الأولى من رجال الإعلام في حضور هذه المؤتمرات، وتتولى طرح الأسئلة التي قد تكون موضوعة أو متفق عليها من قبل، وفي الوقت الحالي تغيّر الوضع، وأرى أن تسمية مثل ذلك بمؤتمر صحفي فيه إجحاف لهذه التسمية؛ لأن مثل هذه التسمية لا تنطبق على الواقع الذي نشهده في أنديتنا عموماً، ففي نادي الاتحاد مثلاً حضرتُ عدداً من المؤتمرات الصحفية التي أعلن عنها رئيس النادي منصور البلوي في وقت مسبق، إلا أنني في أكثر من مؤتمر لم أجد مكاناً أجلسُ فيه؛ نظراً لاحتلال الجماهير الاتحادية للأماكن جميعها، واضطررت إلى إكمال أكثر من مؤتمر واقفاً، وكانت الأسئلة التي وُجِّهت إلى الإدارة الاتحادية من قبل الإعلام أقلّ بكثير من الأسئلة التي وجهتها هذه الجماهير التي اختيرت كذلك بانتقائية من قبل العلاقات العامة بالنادي ورابطة المشجعين التي تتركز في المقام الأول على مدح وتلميع الرئيس وطرح الأسئلة المتفق عليها مسبقاً، وفي كل سؤال محرج للإدارة من قبل الإعلام ينقلب المؤتمر إلى شوشرة واحتجاج من الجماهير برضى مبطن وغير معلن واتهام للإعلام بمحاولة التأثير على النادي بطرح مثل هذه الأسئلة إلى درجة أن بعض الإعلاميين صار يخشى من طرح سؤال قد يثير غضب هذه الجماهير التي أرى أن إصرار الرئيس على حضور هذه الجماهير ربما كان محاولةً منه لإخراجه من مأزق قد يدخله الإعلام فيه وهو لا يعلم بماذا يردّ عليه أو لمدارة بعض المعلومات غير الصحيحة التي أوردها من قبل.

فمن وجهة نظري أن يتمّ الفصل بين هذا وذاك، فاللقاء الذي تسمح فيه الإدارة بحضور الجماهير يسمى مواجهة بين إدارة النادي وجماهيره، ويتم فيه توجيه كل ما يدور بخلد أيّ من الطرفين على الآخر، أما إذا كان مؤتمراً صحفياً فلا يحقّ للجماهير حضوره بأي حال من الأحوال؛ لأن حضورهم كما يحدث الآن يتسبب في إشكالات قد توسع الفجوة بين الإدارة والإعلام الرياضي، وحدث ذلك من خلال المؤتمرات التي عقدت بنادي الاتحاد في إدارة منصور البلوي عكس الإدارات السابقة التي كانت تحترم وجود الإعلاميين وتتعاون معهم مروراً بإدارة الأمير طلال بن منصور وعبد الفتاح ناظر وعدنان جمجوم وطلعت لامي وأحمد مسعود وحسن جمجوم.

من جانبه، قال الزميل خالد صائم الدهر من صحيفة (المدينة):

الحضور الجماهيري للمؤتمرات الصحفية التي يعقدها رؤساء الأندية يعتبر عائقاً للعمل الصحفي؛ حيث لا يخفى على الجميع أهمية الجماهير ورأيها المؤثر على القرارات التي تصدرها الأندية، وما يحدث داخل المؤتمرات الصحفية ظاهرة غير صحية ولا تخدم الإعلام؛ حيث يتدخل الكثير من الجماهير في عمل الصحافيين ويقومون بإلقاء الكثير من الأسئلة، والصحافي أيضاً معرض للهجوم والانتقاد المباشر من الجماهير خلال سير المؤتمر، وخاصة إذا كتب شيئاً لا يتوافق مع تفكيرهم، أو سأل سؤالاً لا يناسب الوضع، فهذا الأمر يضع الصحفي في حرج شديد. لذلك نحن كصحافيين نتمنى أن يكون المؤتمر الصحافي اسماً على مسمى؛ لأنه يخص الصحافيين، وعلى الجماهير أن تقرأ الخبر في الصحف. وفي بعض الأحيان تصبح المؤتمرات مقراً للهاتفات والتشجيع، وتخرج عن صلب الموضوع الذي عقد من أجله المؤتمر.

من جانبه، قال الزميل حميد الخضيري من جريدة (البلاد):

إن ما يتخذه رؤساء الأندية الآن من عقد المؤتمرات بحضور الجماهير هو للتأثير على عمل رجال الإعلام وعدم منحهم حرية انتقاد الرئيس وطرح الأسئلة التي عُقد من أجلها المؤتمر، وما يحدث في بعض الأندية مثل النصر والهلال والاتحاد بالذات هو تحوُّل جديد في سياسة رؤساء مجالس إداراتها من تحويل المؤتمرات إلى حالة من التطبيل والتصفيق لهذه الشخصيات بعيداً عن المعنى الحقيقي للمؤتمرات، وبحكم علاقتي الصحافية بنادي الاتحاد وحضوري عدداً كبيراً من المؤتمرات التي يعقدها منصور البلوي لاحظت عدم جدوى حضور الصحافيين؛ لأنهم يهمشون وتتركز الأسئلة بين الجماهير ومنصور البلوي بشكل متفق عليه؛ مما يمنحه الفرصة لإطلاق الوعود التي تمنحه عاصفة التصفيق والبريق الإعلامي وهي لا تلبث أن تصبح غير حقيقية؛ مثل التعاقد مع نجوم عالميين أمثال فيجو وريفالدو وعودة كالون وتشيكو وأكاديميات برشا وإيتو وعقود العديد من الشركات وغيرها من الوعود التي لا تتعدى صالة المؤتمر. لذلك أتمنى أن تقتصر هذه المؤتمرات على حضور الصحافة كما يحدث في جميع المؤتمرات سواء على مستوى السياسة أو الرياضة أو الفن أو الاقتصاد كما يحدث محلياً وعالمياً عدا أندية سعودية معدودة، حتى لو حدث ذلك برعاية ومتابعة الجهات الرسمية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو وزارة الإعلام.

وتحدث الزميل أحمد البهكلي من صحيفة (الرياضية) قائلاً: أعتقد أن ظاهرة عقد المؤتمرات الصحافية لرؤساء الأندية بحضور الجماهير هي ظاهرة سلبية شكلاً ومضموناً، ولكن أعتقد أن رؤساء الأندية يخشون مواجهة أسئلة الإعلاميين وعدم مقدرتهم على الإجابة بالشكل الذي يوضح السلبيات التي يرتكبونها، الأمر الذي جعلهم يخرجون من هذا المأزق باللجوء إلى الاستنجاد بالجماهير التي حتماً ستدعم رئيس النادي بالإضافة إلى ما يضفيه وجودهم من تطبيل وتصفيق يشعر رئيس النادي بالفخر بشعبيته، خصوصاً إذا كان من هواة (البهرجة)، ودائماً يحدث ذلك مقابل الوعود والتلميع الذي يضيفه رئيس النادي لنفسه، وهذا ما لاحظته في عدة مؤتمرات لرئيس نادي الاتحاد منصور البلوي الذي لا يخلو له مؤتمر من تخدير الجماهير بوعود لم يتحقق منها شيء؛ مثل أكاديمية برشا وأكاديمية إيتو وتكريم النجم أحمد جميل بلقاء برشلونة والتعاقد مع فيجو وريفالدو وعقود استثمارية خيالية. وحضور الإعلاميين لهذه المؤتمرات أضحى مجرد تسجيل ما يدور بين رئيس النادي والجماهير وعدم طرح أي سؤال خشية الاحتكاك والشتم من الحضور. والمقارنة بين تعامل الإدارات السابقة للأندية المحلية والإدارات الحالية مع الإعلام تثبت تغيّراً كثيراً؛ ففي السابق كان الإعلاميون يواجهون الإدارة بما لديهم حتى لو كان فيه نوع من قسوة وحدّة الأسئلة، ورغم ذلك كانت العلاقة رائعة، أما حالياً فأصبح شعار إدارات الأندية (إن لم تكن معي فأنت ضدي). وبهذه المناسبة أعتقد أن مَن تعامل من الإخوة الزملاء مع شخصيات إدارية سابقة أمثال الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) ومع الأمير بندر بن محمد وأحمد مسعود يشعر بفارق التعامل مع إدارات الأندية في الوقت الحالي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد