هناك فئة من مجتمع الأعمال بدأت تصرفاتهم تشكل ظاهرة يجب التوقف عندها، وأعتقد أن الجميع يجب أن يقفوا وقفة صلبة أمام هؤلاء، هذه الفئة هي فئة المرائين الذين يعدون المؤسسات غير الربحية العاملة في مجال خدمة المجتمع بالبذل ويجعلون تلك الجهات تبني قرارات وتتخذ إجراءات لا يمكن التراجع عنها بناءً على تلك الوعود، ثم يخلفوا تلك الوعود بسلسلة من الأعذار الواهية،،،
بعد أن يكونوا قد حصلوا على التغطيات الإعلامية اللازمة لتحسين صورتهم التي تحتاج للكثير من الترميم.
أرجو من الجهات التي تعرضت لمثل تلك الحالات من النصب أن تتوجه لأولياء الأمر ومؤسسات المجتمع لعرض تلك الحالات المخزية، كما آمل أن يتم تحويلها إلى الجهات القضائية ليتم محاسبتهم على تلك التصرفات المشينة التي تؤدي لانعدام الثقة بين رجال الأعمال الحقيقيين وبين المؤسسات العاملة في خدمة المجتمع، ولقد علمت أن مؤسسة غير ربحية تحجم عن افتتاح مكتب لها في منطقة من المناطق سعى بعض من أهل الخير من تلك المنطقة لاستقطاب تلك المؤسسة لخدمة أبناء هذه المنطقة، حيث تعهد بتبرع معين على أن يتم استكمال التبرع من أثرياء المنطقة، ولكن المؤسسة أحجمت إلا بوجود كامل المبلغ، موضحة أن بعض المناطق قامت بهذا السلوك وتعهد ميسوروها بالمبلغ المطلوب ثم تقاعس بعضهم، وبعضهم تعهد بسدادها على دفعات خلال المليون سنة ضوئية القادمة.
ولهؤلاء أقول: إذا كنتم شحيحين بالخير، ولا تستطيعون فعله، فلا أقل من ألا تقطعوا الخير بين الناس بمثل تلك السلوكيات التي ترفع درجة الشك بين المؤسسات غير الربحية ورجال العطاء الحقيقيين، وكلنا يعرف أن الضحية نتيجة ذلك سيكون المستفيدين من أبناء الوطن من فقراء أو مساكين أو باحثين عن فرص عمل أو قروض أو من هم يعانون من مرض أو إعاقة أو يأملون بمساعدة زواج الى غير ذلك أمور الدنيا.
ختاما لا يفوتني أن أذكر بأن بعض الذين تخلفوا عن سداد ما وعدوا به، هم رجال صادقون أوفياء قد يكونون تعرضوا لظروف آنية، وكلي ثقة بأنهم سيوفون بالتزاماتهم وأنهم يتمثلون قول رب العزة والجلال الرزاق الكريم: {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء}، وكلي ثقة بأنهم لن يبخلوا على أنفسهم بالعطاء.
alakil@hotmail.com