Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/10/2007 G Issue 12791
رأي الجزيرة
السبت 24 رمضان 1428   العدد  12791
تحت لساني حزام ناسف!!

المتمعن في حال العالم العربي وما يعوث به من قتل وتشريد يومي للبشر, ومفخخات أصبحت هي أداة التعبير ومتنفس الأزمات التي تعصف بالدول العربية والإسلامية, كرياح السموم وتهب عليها من حين لآخر، نقول المتمعن في جميع هذه الأوضاع المتردية يكتشف إنها لا تعزى بمجملها إلى انعدام الديمقراطية أو التنمية لإنسانية فقط، بل إن كثيراً من مجازر العصر العربي التي استباحت دماء وحياة الشعوب العربية والإسلامية شرعنت لمستخدميها وسوغت لهم عن طريق الفتاوى الإرهابية، والتصريحات التخوينيه وآراء واتهامات التكفير التي أصبحت مشاعاً للجميع ومتاحة حتى لمتفقهي الإرهاب والتكفير الجدد من صغار السن ومريدي البحث عن الشهرة وعسف الدين للأغراض الدنيوية التي لا ترحم في تطرفها أحد، فتحولت الألسنة إلى أحزمة ناسفة مستعدة لتفجير الأوضاع عن طريق ما تصدح وتنعق به من سواد الكلم وكوارثه الذي لا يقود إلا لتوسيع الفجوة الأمنية وضرب الاستقرار ومشاريع العيش المشترك, فهذا مثقف أو رجل دين يقتل هنا بتهمة العمالة أو التكفير الصادرة وللأسف الشديد من طرف أحادي وبلا أدله وبراهين، وهذه مفخخة تدوي هناك لتلتهم أجساد البشر تحت مبررات ومسوغات ما أنزل الله بها من سلطان ولا تعدو كونها ترجمة فعلية للفتاوى والتنظيرات التخريبية التي ابتليت بها الأمة وأصبحت من أكبر مهدداتها ومنغصات العيش والاستقرار بها.

إن أكثر ما يحتاج إليه العالم العربي في طريق بحثه عن التطوير والعصرنة هو تنمية أجواء التعايش من أجل الارتقاء بها إلى مستوى تقبل الآخر للآخر, والعيش معه بكل تناقضاته ومتضاداته والتي لعبت دوراً جوهرياً في تناحر الكثير من الفئات في العالم العربي والإسلامي سواء لاختلافات دنيوية أو دينية وما ذلك لشيء إلا لانعدام ثقافة الاقتسام في السيطرة والتي لعب الموروث الانطباعي والتاريخي دوراً مهماً في انعدامها وهو الأمر الذي أصبح مهماً إيجاد السبل الضرورية لتوفيره وتكريس الدراسات البحثية والأكاديمية من أجل بحث أسباب انعدامه، والذي إن توفر في بوتقة جامعة لجميع مكونات المجتمعات حينها فقط ستتحول الألسنة من فتاوى القتل والتخوين إلى الاعتدال وستندمج لا إرادياً في الخطاب التجميعي للبناء والنهضة الحضارية والإنسانية الجامعة.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد