«الجزيرة» - عبدالله البديوي عبدالعزيز السحيمي
شكل العام 2006 نقطة تحول في تاريخ سوق الأسهم السعودية، حيث احتل فيه مركز الصدارة في قائمة أقل البورصات العالمية أداء بعد خسارته 56% من قيمته وفقدان حوالي 9 آلاف نقطة، وبات قريباً الآن من المحافظة على المركز الأخير إقليمياً، حيث يدخل الربع الأخير من هذا العام وهو أقل الأسواق الخليجية أداء، بل إنه الوحيد من بينها الذي أغلق دون النقطة التي بدأ بها تداولات العام الحالي في ظل تحقيق الأسواق الخليجية مكاسب أقل ما يقال عنها إنها ممتازة.
وكان السوق السعودي قد افتتح مشوار تداولاته هذا العام عند النقطة 7933 قبل أن يواصل مرحلة التصحيح ويهبط إلى النقطة 6767 ثم بدأ مرحلة المكاسب ليصل إلى مشارف الـ8800 وعاد مرة أخرى ليهبط دون 8000 قبل أن يغلق يوم الأربعاء الماضي عند النقطة 7765 أي أنه خسر 168 نقطة منذ بداية العام وهي ما تعادل 2.2% مخالفاً جميع التوقعات التي أكدت على ارتداد ولو جزئي بعد خسائر تصحيح فبراير العنيف الذي أفقد مؤشر السوق أكثر من 14000 نقطة خصوصا أن الأسواق القريبة التي عانت من انهيارات مماثلة في نفس الفترة تقريباً بدأت فعليا في التعويض.
وإذا نظرنا إلى أسواق المنطقة نجد أن السوق الكويتي الذي دخل مرحلة تصحيحية في مطلع عام 2006 م متأثرا بهبوط السوق السعودي وأسواق المنطقة وكسر نقطة 10 آلاف هبوطاً ولكنه سرعان ما بدأ بتعويض خسائره في هذا العام وانطلق للأعلى بقوة مخترقا نقاط المقاومة ليعوض جميع خسائره، ولم يكتف بذلك بل سجل أرقاما قياسية جديدة متجاوزا 13000 نقطة مغلقا يوم الأربعاء الماضي عند النقطة 12977 محققا مكاسب بلغت نسبتها 28% عن النقطة التي بدأ في تداولات هذا العام مما يجعله في صدارة أسواق المنطقة من ناحية ايجابية الأداء، وبكل واقعية فإن السوق الكويتي يعد أكثر أسواق المنطقة نضجا وواقعية في الصعود والهبوط واهتماما بالتحاليل المالية للشركات المدرجة فيه.
أما الأسواق الإمارتية التي عانت من أزمة هبوط قوية مماثلة لما جرى للسوق السعودي حولت مسارها هذا العام تدريجيا نحو الصعود، ففي دبي كسب المؤشر خلال هذا العام أكثر من 6% وأغلق عند النقطة 4378، أما سوق أبو ظبي فكان أكثر ايجابية من شقيقه وحقق مكاسب اقتربت من الـ20% منهياً تعاملات الأسبوع الماضي عند النقطة 3657.
وسوق الدوحة لم يسلك طريقا مغايرا عن الأسواق الأخرى بل إنه واصل مشوار التعويض في هذا العام بعد سلسلة متواصلة من المكاسب خصوصاً في الشهرين الماضيين التي اشتدت فيهما حدة الارتفاعات ليغلق عند النقطة 8404 مرتفعا محققا مكاسب بلغت أكثر من 20% لهذا العام.
أما أسواق البحرين وعمان فلم تمر بمرحلة تصحيحية إبان هبوط أسواق المنطقة، ولكنها كانت ايجابية الأداء في هذا العام، فمؤشر المنامة أغلق الأسبوع الماضي عند النقطة 2547 مضيفا 11% أرباحا في هذا العام، أما مؤشر مسقط فكان في حال أفضل عندما وصلت مكاسبه في هذا العام لـ15% منهياً تعاملات الأسبوع الماضي عند النقطة 7286 بعد مشوار ممتاز في الأسبوعين الأخيرين ويبدو أن مؤشر مسقط سيتجاوز لأول مرة في تاريخه مؤشر السوق السعودي إذا ما استمر الحال على ما هو عليه
وبالعودة إلى السوق السعودي نلاحظ أنه قد فقد الاتزان في السنوات الأخيرة وتحديدا منذ شهر مايو لعام 2004، أما صعود قوي لا يلقي بالاً لجميع التحاليل المالية أو هبوط مماثل لا يتأثر بأي ايجابية حتى أضحى اليوم سوقا يتأثر بأي أخبار حتى لو كانت ليست ذي اهمية، بل إنه ربما تأثر سلبا بأخبار ايجابية كما هو حال تداولات الأسبوع الماضي والذي كان سيئا جدا لا من ناحية المسار الذي كان للأسفل، ولا من ناحية السيولة التي وصلت لأدنى مستوياتها.
السؤال الذي يطرح نفسه، وهو السؤال الذي يهم المتداولين والمتعاملين في السوق: هل سيواصل السوق في أدائه السلبي إلى نهاية العام متاثرا بالاخبار والتصريحات بشكل سلبي، أم أنه سيلحق بأسواق الخليج الأخرى ويعكس مساره نحو الإيجابية، وهل سيلحقها في موجة الصعود الحالية مدعوماً بنتائج الشركات المدرجة في الربع الثالث التي تبدو إيجابية بعد أن أعلنت بعض الشركات نتائج ممتازة لهذا الربع.
ومن جهته أكد المحلل المالي محمد الضحيان أن واقع السوق المالي وتذيله قائمة الاسواق الأقل أداء هو أمر قائم وحقيقي ولكن أعتقد أن دخول الشركات العالمية تعطي الفرص لكثير من المتداولين للدخول عبر تكوين شركات خليجية وهذا يفتح الطريق أمام الأسهم القيادية بأسلوب السيطرة غير المباشرة الذي كان وضع السوق فيه غير سوي وفي حال دخول المستثمر المتزن الذي يبنى دخوله على دراسة سوف يكون هو القادم للسوق.
وأضاف الضحيان أن انخفاض مكرر الأرباح في السوق سيكون أكثر عوامل الجذب للاستثمار في القطاعات المختلفة وهذا سيدعم الدخول للمنتجات القوية. وطالب الضحيان بعدم وضع تصنيف المراكز هو الهدف الأساسي للسوق والذي يجب أن يكون بناء المراكز وبناء الربحية المستقبلية هو الهدف وهي واضحة وعليه فإن هذه الأمور تضع السوق في وضعية جيدة.
وأكد أنه لا ضرر ولا خوف من انخفاض السوق وهذه ليست النهاية حيث إن السوق له القدرة على النهوض من جديد ولديه الإمكانات الجيدة.