Al Jazirah NewsPaper Friday  05/10/2007 G Issue 12790
الريـاضيـة
الجمعة 23 رمضان 1428   العدد  12790
نأمل أن يشمل التحضير لها (معالجة السلبيات)
خطوات واثقة لتطوير الرياضة السعودية بالانتخابات

العمل المنظم دائما يحتاج إلى تقويم ومتابعة لما يحتاج إلى التدعيم بالكوادر المؤهلة ونقل الخبرات الناجحة لتشكيل منظومة للارتقاء بالعمل وتطويره وفق منهجية مرسومة لتحقيق الهدف.

مع حتمية دراسة السلبيات وتداركها ومعالجتها لكي تكتمل النقلة التطويرية وتبلغ درجة الرضا والقبول.

وسنعرض وفق نظرة خاصة بعض السلبيات التي تحتاج إلى علاج على النحو التالي:

أ- المواهب والتشهير.

الإنسان أياً كان له منزلته وكرامته قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..} الآية وإيذاؤه بأي شكل من الأشكال غير مقبول البتة.

واللاعب خالد عزيز إنسان خلوق مسالم كثيراً ما تحمل إيذاء الآخرين بصبر عجيب بدءاً من إيذاءات محمد نور والتي شهد بها كل الملأ وعلى الهواء مباشرة وانتهاء بإفرازات حادثة خروجه من معسكر المنتخب استعداداً لمباراة غانا الودية. وما صاحبها من ردود أفعال وأقوال غير متزنة سواء من الجهاز الفني أو الإداري للمنتخب ومروراً بما تناوله الإعلام السعودي المرئي والمقروء وكذلك القنوات الفضائية والمنتديات الرياضية.

وانتهاء بالطاولة المستديرة في القناة الرياضية التي تناولت (خالد عزيز) من جميع جوانبه الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية والسلوكية تكلم الجميع وحكموا بتجريم عزيز ولم يراعوا فيه الجانب الإنساني.

ألا يعلم أولئك أن كل ما تفوهوا به أخذ من اللاعب مأخذاً وكل أحاديثهم نالت من سمعة لاعب نجم له قيمته الرياضية كلاعب له وزنه في تشكيلة المنتخب.

من يحمي خالد عزيز من التجريح والتشريح من أولئك الذين ما فتئوا يمارسون الإيذاء النفسي وجرح المشاعر حينما امتطوا صهوة التقذيع والتقريع والتهويل والتشويه والمطالبة بإنزال أقصى أنواع العقوبات على اللاعب خالد عزيز.

كالتي نادى بها (فهد الهريفي) فأول مرة تحدث أن لاعباً سابقاً في المنتخب يطالب بمعاقبة زميل له يلعب للمنتخب وهو في قمة مستواه. كما حدث من الهريفي (لعزيز)! نعم، أمر غريب أن يحدث مثل ذلك، ولكن بالرجوع إلى تاريخ الهريفي ينتفي العجب فالهريفي هو ذلك اللاعب المبعد عن المنتخب، والمطرود من ناديه بضربة معلم من الرمز النصراوي في حادثة هي الأشهر في الوسط الرياضي؛ بدليل أنه صار لها ظلال غلفت الهريفي بنظرة تشاؤمية تجاه الوسط الرياضي برمته.

بل إصابته بالفصام الرياضي الأبدي، حيث جعلت الهريفي يعيش إسقاطات نفسية صار أسيراً لها فلا غرابة من أساليبه الملتوية والمتلونة التي ينتجها دائما.

بمحاولات بائسة للاصطياد بالماء العكر ومثله كثير ظهروا من خلال مداخلات فضائية عديدة من منافسين لنادي اللاعب يطالبون بإنزال أشد العقوبات مؤملين في سعيهم لإنهاء اللاعب متجردين من مشاعر الرأفة هدفهم تشويه سمعته للنيل من ناديه..!

فكل المداخلات التي ارتفعت منها الأصوات وتداخلت فيها ألوان الأندية كان هدفها العقوبة بدليل سعيهم الحثيث لنيل من عزيز.

ب- اللوائح وعدم الانضباط

بصراحة تامة اللوائح العائمة أو المفتوحة دائماً يتداخل معها توصيات بعقوبات متفاوتة لأحداث متماثلة أو عقوبات متماثلة لأحداث متفاوتة ومختلفة هكذا هي نتائج اللوائح غير المحددة وعلى هذا نرجع للمقولة المشهورة.

(لجنة الانضباط تحتاج إلى انضباط) بمعنى أنها تحتاج إلى تقويم وتفتقر إلى منهجية في الضبط والانضباط ونستشهد على هذا الجانب بما تفوه به الخبير الرياضي د. صالح بن ناصر. بأن هناك تحذيراً في (الفيفا) من عمليات تزوير وتلاعب في عقود لاعبين أجانب من أندية سعودية!

لم تسم هذه الأندية لعدم جرح المشاعر أو خدش السمعة!

وأنه يعمل على تسوية هذا الأمر قبل إصدار عقوبات رادعة من (الفيفا) أليس هذا التشويه لكل أنديتنا الرياضية من دون استثناء وعند من؟ عند أعلى سلطة رياضية في العالم يكتشف التلاعب!

نغمض أعيننا في الداخل لتخدش الفضائح رياضتنا في الخارج، وما حادثة التزوير وتضارب الأقوال في حادثة عقد اللاعب (محمد نور) عنا ببعيد!

عمليات تزوير في الداخل والخارج يعمل على تسويتها وترقيعها في أجواء تضامنية ملموسة.

يرجع إلى تبريرات أمين عام اتحاد اللعبة في حادثة نور.

وإلى أقوال ابن ناصر في حادثة (الفيفا) لا شك أن هذه الأخطاء الجسام مسيئة لرياضتنا السعودية، والغبن أنها تمر مرور الكرام! أين هي من حادثة اللاعب (خالد عزيز) الذي هب لمساعدة أسرته في ظرف لا يحتمل التأخير كما يدعي.

وليكن اللاعب أخطأ وهو كذلك فلماذا لم يعالج الخطأ الذي وقع فيه اللاعب بحكمة وواقعية كما أنه ليس من الحكمة أن يخوض الخائضون لتهييج المحيط حوله في كل الوسائل لتهويل الأمر ليتسنى إيقاع عقوبة مغلظة في حق اللاعب.

أعانك الله يا عزيز فللعاذلين مآرب.

ج- الأضرار خارج الحسابات

يا سادة يا كرام كونوا في مكان (عزيز) فلا تظلموه كونوا معه ولا تكونوا ضده ومدير المنتخب تكلم عن اللاعب بتهكم، تم إيقافه حتى إشعار آخر، ثم تم إيقافه لمدة عام، العقوبة مقابل الخطأ لا لاعتراض لكن ينبغي النظر إلى الآثار والأضرار المترتبة على الوقف الطويل سواء على اللاعب أو على أسرته نعرف جميعاً أن للمحترفين مرتبا شهريا وفي الوقف لمدة عام قطع لمصدر رزق وتجفيف لدخل أسرة بالكامل ومن يضمن استمراره مستقبلا في تشكيلة المنتخب فقد يكون لملابسات الحادثة تأثيرها، وقد تنقطع السبل بعزيز.

احسبوها صحا في حق اللاعب ومصيره الكروي مستقبلا بعد عام من التجميد فحبذا لو يعطى الضوء الأخضر للاحتراف الخارجي؛ حتى يحافظ على حضوره الكروي، وأن كان ولا بد فتخفيف العقوبة عدلاً في حقه من المؤكد أن تجزئة عقوبة اللاعب لن يكون له أدنى أثر إيجابي على اللاعب ولا على الفريق الذي يلعب له سواء للمنتخب أو لناديه في الاستحقاقات الخارجية؛ لأن الوقف سيكون شبحاً يلاحق اللاعب ويحد من عطائه انظروا إلى شرود عزيز في اللقاءات الآسيوية فعدم استقرار اللاعب النفسي نتج عنه اضطراب ذهني تغيرت معه منهجية اللاعب وأثر على عطائه ما يحدث في حق اللاعب (عزيز) فيه إجحاف وأن ما يتم في هذا الجانب أمر فيه غرابة!

لا تقولوا المنتخب فالمنتخب على العين والرأس.

وخدمته شرف لكل منتمٍ له أليس (خالد عزيز) جزءاً من المنتخب؟ فلماذا لم تراع مصلحة المنتخب من خلال المحافظة على نفسية اللاعب.

د- الكوادر المؤهلة

العناصر المتخصصة والكوادر المؤهلة هم ضالة إدارة المنتخب فأين العناصر الاحترافية المتخصصة في إدارة المنتخب، لذا غابت المنهجية المتزنة في معالجة حادثة (عزيز) ليتضح بعدها بجلاء حاجة المنتخب لإدارة متخصصة ومؤهلة، فحبذا لو تم تأهيل الطاقة الرياضية لدى الموهبة الفذة سامي الجابر لما يملكه من بعد نظر وحسن تعامل وتصرف سليم متزن مدعوم بالحكمة والرؤية الصائبة مع الخلفية الرياضية العالمية مع بقاء الكابتن فهد المصيبيح لضبط الانتظام.

هـ- تراكم الأخطاء

وينجر التساؤل إلى المتضرر الآخر الذي لا ذنب له في المسألة وهو (نادي الهلال) ليبرز التساؤل الأهم هل ما حل بعزيز وبنادي الهلال يتمشى مع نظام (الفيفا) أم أنه أمر اجتهادي لا يركن إلى لوائح محددة؟

ولهذا المفارقة أمر عجيب يكمن في تكرار الأخطاء.

بعد مباراة (غانا) قال أحد الرياضيين شبعنا من أخطاء (أمانة اتحاد الكرة) وقال آخر (آآه) يا لجنة الانضباط!

وأثبتت الأحداث أن تراكم الأخطاء يفقد المصداقية

و- تجديد الثقة

مع عزم لجنة الاتحادات الرياضية لعملية انتخاب مجالس إدارات الاتحادات الرياضيات كما صرح بذلك صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رئيس لجنة شؤون الاتحادات الرياضية فإننا نهنئ أنفسنا وجميع الرياضيين بهذه النقلة المباركة ونأمل أن يشتمل التجديد والتحديث والتحضير لدراسة السلبيات التي تعتري بعض أعمال اللجان الرياضية خاصة ما يتعلق بكرة القدم من بعض كوادرها الذين تراكمت أخطاؤهم مما ولد عدم رضا وزعزعة ثقة شريحة عريضة من الرياضيين بهم. ولما عرف عن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل رئيس لجنة شؤون الاتحادات الرياضية من حرص على الارتقاء برياضتنا السعودية فإن الجميع يأمل أن تتجدد الثقة بتشكيل جديد يتم فيه فتح المجال لكوادر مؤهلة، تحفظ للاتحاد السعودي لكرة القدم المكانة الرفيعة التي ارتقى إليها والسمعة الطيبة التي اكتسبها وهو الطريق الأمثل للتطوير الرياضي الذي يتطلع إليه الجميع.

يأمل الرياضيون أن يتم ذلك لتستقيم الأمور على الوجه الذي يرضي المنتمين للمجال الرياضي في هذا البلد المعطاء.

والذي ارتقى في كل مناحي الحياة بتطور ملموس على الوجه الذي تتطلع إليه حكومتنا الرشيدة لرقي بلادنا وتقدمها.

إبراهيم المحيميد - بريدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد