Al Jazirah NewsPaper Friday  05/10/2007 G Issue 12790
الريـاضيـة
الجمعة 23 رمضان 1428   العدد  12790

في الدوري
ومن الحب ما قتل؟!

 

بعد خسارة الهلال للمباراة النهائية أمام الاتحاد في العام الماضي قرأت مقالاً للدكتور سعود العجاجي انتقد فيه بشكل انفعالي لاذع الإدارة الهلالية بكل مكوناتها وحمَّلها وحدها خسارة الفريق لتلك المباراة وتحامل بشكل مباشر على الأستاذ منصور الأحمد.. وقد راودتني نفسي حينذاك للرد على الأخ سعود، لكنني تراجعت حينها وقلت إن ذلك المقال ربما كُتب في لحظات انفعالية.. كُتب بعد إطلاق صافرة نهاية تلك المباراة من شخص عُرف بتشجيعه وحبه للهلال فلعل حبه للهلال يغفر له تطاوله على منسوبيه.

إلا أنني فوجئت هذا الأسبوع وبعد خسارة الهلال للتأهل إلى نصف نهائي البطولة الآسيوية أمام الوحدة الإماراتي، أقول فوجئت بالأخ سعود يعود بشكل أكثر انفعالية ليذكّرنا بمقاله السابق وبعبارات أشد قسوة وتهكماً بإدارة النادي وبعض القائمين عليه، ومعلناً اعتزاله متابعة الكيان الهلالي بصورة تخيلها ستكون أشد أثراً على الهلال ومتابعيه من اعتزال لاعبه الأسطوري سامي الجابر مستشهداً لذلك بقول الشاعر:

ولئن ترحلت عن قوم وقد قدروا

الا تفارقهم فالراحلون هم!!!

وأنا وإن آلمني الأسلوب القاسي الذي انتهجه الأخ سعود في نقده للكيان الهلالي فإني أعذره أولاً لمعرفتي لمدى حبه للكيان الهلالي، وثانياً لأن الأخ سعود لمن لا يعرفه فهو ابن المربي الفاضل الرزين الأستاذ عبد الرحمن.

أما من حيث الموضوع فإني أقول ومن باب الإنصاف فإن الهلال في هذا الموسم قد بدأ بداية قوية توحي بعودته إلى منصات التتويج ليس من حيث النتائج فقط، لكن من حيث الاستقرار الإداري والفني، والإدارة الهلالية وإن لم تخل من تقصير في بعض الجوانب، إلا أنها قامت بالعديد من الجهود الواضحة لإصلاح ما ظهر من خلل في مسيرة الكيان الهلالي في العام الماضي.. وإني أسأل الأخ سعود: هل الهلال الذي لعب البطولة الخليجية الأخيرة، ولعب مباراة الوحدة الإماراتي، هل هو نفس الهلال الذي لعب نهائي الدوري أمام الاتحاد في السنة الماضية؟

قد لا تختلف معي أخي سعود ولا يختلف معنا أي رياضي منصف في أن لدى الهلال أفضل لاعب أجنبي وهو (البرنس) طارق التايب.. أخي العزيز الهلال في مباراة الوحدة تكالبت عليه عدة ظروف سواء فيما يتعلق بالإصابات وأهمها إصابة التايب أو الظرف الاجتماعي الطارئ للاعب الموهوب محمد الشلهوب.. ومع ذلك قدم وبشهادة الجميع وأدى واحدة من أجمل مبارياته التي لم يكن ينقصها إلا القليل من الحظ والتوفيق الذي لا يمكن لإدارة الهلال عمل شيء لجلبه للفريق وكم زادني طمأنينة وراحة أن أطلع في اليوم التالي لنشر مقال الأخ سعود على مقابلة مع سمو الأمير بندر بن محمد أحد أبرز الرموز الهلالية في إحدى الصحف وهو يؤكد في تلك المقابلة بألا تكون قرارات الإدارة ردود أفعال على إملاءات الجماهير وانفعالاتها وذلك لعمري هو بيت القصيد وعين الحكمة، ولو أُدير الهلال بناء على ردود الأفعال، والمقالات الانفعالية.. تنسيق اللاعب فهد المفرج لأنه أعطى الفرصة لإسماعيل مطر بالتسجيل وعرض الانتقال للاعب ياسر القحطاني لأنه أضاع ضربة الجزاء.

نحن واثقون من أن القائمين على الهلال يعملون ما في وسعهم لإكمال المسيرة التاريخية لهذا الكيان ولا ننكر أن هناك قصوراً وأخطاء تحتاج إلى إصلاح وبناء، ولا نخالهم - إن شاء الله - حريصين على ذلك.. كما أننا واثقون من أن الهلال هذا العام سيعود إلى منصات التتويج التي لم يبتعد عنها طويلاً، بل إنني متفائل أن هذا العام سيكون عاماً حافلاً بالإنجازات الهلالية، وأُبشر الأستاذ سعود وهو الذي أعلن اعتزاله متابعة الهلال، أن مواسم السعد الهلالية ستعود، والكيان الهلالي سيظل شامخاً وستواصل القافلة الهلالية المسير..!

حماد بن ناصر بن وطبان


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد