Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/10/2007 G Issue 12789
الريـاضيـة
الخميس 22 رمضان 1428   العدد  12789
في أول حوار مع جريدة عربية.. عصام عبد المنعم رئيس الاتحاد العربي للصحفيين الرياضيين ل«الجزيرة»:
الأمير فيصل بن فهد صاحب الفضل في إنشاء اتحاد للصحفيين الرياضيين

القاهرة - مكتب «الجزيرة» - طارق محيي

لم تكن دعوة الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - لإنشاء اتحاد عربي للصحافة الرياضية بحلم بعيد المنال. لكن مع تحقق هذا الحلم ووجود الاتحاد على أرض الواقع لم يدُمْ طويلاً، وأصبح هناك انقسام واضح بين الصحفيين الرياضيين العرب؛ حيث انقسموا إلى فريقين مختلفين، كلّ منهما أصبح له اتحاده الخاص به. وبعد أن كان الحلم هو اتحاداً عربياً واحداً يجمع تحت مظلته الصحفيين الرياضيين العرب أصبح هناك اتحادان يتصارعان.

عن أسباب وجود اتحادين للصحفيين الرياضيين، وعن أوجه الاختلاف، وكيف يتحقق الحلم بوجود واحد فقط، حرصت «الجزيرة» الرياضية بالتوجه إلى الكابتن عصام عبد المنعم رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية العربية ورئيس رابطة النقاد الرياضيين للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المهمة في أول حوار له مع جريدة عربية..

فإلى تفاصيل الحوار:

* مَن صاحب فكرة إنشاء الاتحاد العربي للصحافة الرياضية؟

- صاحب الفضل في إنشاء الاتحاد العربي للصحافة الرياضية العربية هو المرحوم الأمير فيصل بن فهد. في البداية كانت هناك الرابطة العربية للصحافة الرياضية في الستينيات والسبعينيات وأنشئت في مصر، ولم يكن لأحد دخل في إنشائها، وكان المؤسسون هم الصحفيين أنفسهم، وكان كياناً ضعيفاً، ثم انتقل إلى العراق وازداد ضعفاً وظلّ ضعيفاً لفترة، حتى دعا الأمير فيصل بن فهد إلى اجتماع تأسيسي في القاهرة أوائل الثمانينيات لإنشاء الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وتفعيل التنظيم لأن الرابطة كانت متوقفة.

ومع الدعوة لإنشاء هذا الاتحاد جاء الصحفيون المصريون إليَّ بصفتي رئيس رابطة الصحفيين وطلبوا مني عدم حضور هذا الاجتماع؛ لأن الاتحاد الجديد سيكون تابعاً للاتحاد العربي للرياضة، وأن الصحفيين يرفضون تماماً الانضمام لاتحاد يكون تابعاً للاتحاد العربي؛ لأن الصحفيين مستقلون ولن يكونوا تابعين لأي اتحاد. وبالفعل جمع الصحفيون توقيعات ترفض حضوري لهذا الاجتماع، ووقفوا ضدي تماماً، حتى إن إبراهيم نافع نقيب الصحفيين المصريين آنذاك قال لي: كيف ستحضر هذا الاجتماع؟! وكيف تقبل أن يكون الصحفيون الرياضيون تابعين للاتحاد العربي؟! من جانبي قلت لهم: إن الإخوة العرب جاؤوا ضيوفاً إلى مصر، ولا بدَّ أن نرحب بهم وننقل لهم وجهة نظرنا، وهي أننا لن نقبل الانضمام إلى اتحاد رياضي يكون تابعاً للاتحاد العربي للرياضة؛ لأن الصحافة في الأساس تسعى إلى الاستقلال، ولن نقبل أن نعود للخلف؛ لأن العالم كله يسير في طريق استقلال الصحافة، فكيف نعود نحن بالصحافة الرياضية العربية إلى الخلف؟! وبالفعل حضرت وقلتُ وجهة نظري وانسحبت من الاجتماع.

* ماذا كان ردّ فعل الأمير فيصل بن فهد؟

- الأمير فيصل بن فهد أصدر توجيهاته بوضع النظام الأساسي لهذا الاتحاد بحيث يكون مقرّ هذا الاتحاد في القاهرة، وأن يكون الرئيس من مصر أيضاً. ولما اعتذرت أنا عن الحضور وأبلغتهم عدم حضور أحد من الصحفيين المصريين ظلّ منصب رئيس الاتحاد شاغراً على أن يقوم بأعماله النائب الأول للرئيس، وكان السيد منصور الخضيري من السعودية هو النائب الأول، كما انتقل مقرّ الاتحاد مؤقتاً إلى الرياض.

* وكيف تم انتخابك رئيساً للاتحاد العربي؟

- بعدما توفِّي الأمير فيصل بن فهد بفترة اتصل بي الإخوة، وعلى رأسهم منصور الخضيري، وأيضاً الزملاء، ومنهم محمد عبد القادر جميل، وقالوا: لقد تم تغيير النظام الأساسي للاتحاد وأصبح هيئة اعتبارية مستقلة لا تتبع أحداً ولن تكون تابعة بأي شكل من الأشكال للاتحاد العربي للرياضة، وأن العائق الأساسي أمام انضمامنا قد زال، لكنهم قالوا: إن الانتخابات ستكون في الأردن، فقلت لهم: إنني سأحضر.

وبناءً على النظام الجديد سافرت إلى عمان وترشحت لرئاسة الاتحاد وفزت بالتزكية، وكان النائب الأول هو منصور الخضيري، والنائب الثاني هو محمد عبد القادر جميل. وأنا من جانبي طلبت عودة الاتحاد إلى مصر، فكيف يكون رئيس الاتحاد والأمين العام من مصر ويكون المقر في الأردن؟! لكن الإخوة في الاتحاد طلبوا أن يكون مقرّ الاتحاد في عمان، فوافقت على ذلك؛ لأنني لم أكن أعرف أن هناك مؤامرة تُدبَّر ضدي للانقلاب على النظام الأساسي للاتحاد والعودة مرة أخرى إلى تبعية الاتحاد العربي للرياضة.

* لماذا تسمِّيه انقلاباً؟

- عندما نضع في الاعتبار أن محمد عبد القادر جميل هو مقرِّر اللجنة الإعلامية في الاتحاد العربي لكرة القدم، وأن الرئيس الفعلي لجميع لجان الاتحاد العربي للرياضة هو عثمان السعد الذي لم يهضم أبداً فكرة استقلال الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وحاول اختراق الاتحاد، وكانت وسيلته في ذلك هو محمد عبد القادر جميل الذي رتّب معه هذ الانشقاق وأعاد الاتحاد إلى حظيرة الاتحاد العربي للرياضة في انقلاب واضح على النظام الأساسي للاتحاد وتعديلاته التي قضت بأن يكون الاتحاد هيئة اعتبارية مستقلة.

* وما الوضع الآن؟

- هناك اتحادان للصحافة الرياضية العربية: الأول هو الاتحاد الذي أرأسه في مصر، وهو اتحاد مستقل لا يتبع لأحد، وليس تابعاً للاتحاد العربي للرياضة، والاتحاد الثاني مقره الأردن ويرأسه محمد عبد القادر جميل، وهو تابع للاتحاد العربي للرياضة.

* لماذا تتهم عثمان السعد بأنه السبب في ذلك؟

- عثمان السعد هو سبب هذه المشكلة؛ لأنه كما هو مهيمن على لجان الاتحاد العربي فهو يسعى إلى الهيمنة على الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، والدليل على ذلك أنه عامل معركة كبيرة من أجل أن يقول: إن الاتحاد المستقلّ الموجود في مصر ليس اتحاداً شرعياً، وإن الاتحاد الذي يرأسه محمد جميل هو الشرعي. وأنا أقول له: مَن أعطاك هذا الحق أن تقول هذا شرعي وهذا غير شرعي أو هذا قانوني وهذا غير قانوني؟! السعد ليس له صفة لكي يكون وصياً على الصحفيين؛ فهو ليس صحفياً، وليس له الحق في التدخُّل فيما يخصّ الصحفيين؛ لأنه ليس له علاقة بالصحافة. وإذا اتفق الصحفيون في مصر والكويت وسلطنة عمان والمغرب وفلسطين وليبيا ولبنان على أن يعملوا تنظيماً مستقلاً منتخباً يمثلهم ويدافع عن مصالحهم ويعبر عن جموع الصحفيين في كل هذه الدول فإذا تم عمل هذا التنظيم فكيف يأتي شخص ليس من الصحفيين ليقول: إن هذا التنظيم غير شرعي.

كما أن عثمان السعد قاعد في الاتحاد العربي لأكثر من 30 سنة، وقد جمع كل خيوط الاتحاد العربي في يديه، وهو يريد أيضاً السيطرة على الصحفيين. وأنا أقول: إنه يسير ضد التاريخ، كما أنني أريد أن أقول: إنه صورة غير إيجابية للاتحاد العربي برئاسة الأمير سلطان بن فهد ونائبه نواف بن فيصل؛ لأنه يعطي انطباعاً أن الاتحاد العربي يكره الصحفيين ويسعى إلى تقييد حريتهم، ولذلك مطلوب منهم تغيير هذه الصورة. إضافةً إلى أن السعد حاول إثارة هذه المشكلة كثيراً، وبشكل خاص في اجتماع وزراء الشباب العربي، لكن د. مفيد شهاب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب وقف له وقال له: ليس لك شأن بالصحفيين، كما أن وزراء الشباب ليس لهم دخل في هذه المشكلة، وليس لديهم سلطة على الصحفيين.

* هل تؤيّد وجود اتحادين؟

- من جانبنا ليس لدينا مانع أن يكون هناك اتحادان، أو أن يكون هناك اتحاد تابع للاتحاد العربي، لكن نحن نرفض أن نتبع أحداً أو نكون تابعين لأحد؛ لأننا نسعى لاستقلال الصحافة والصحفيين، ونحن متمسكون بأن يكون الاتحاد هيئة اعتبارية مستقلة.

* وهل هذا يسبِّب مشكلات؟

- أنا ليس لديّ أي مشكلة مع الاتحاد الآخر، وأنا من جانبي أتمنى لهم التوفيق. لكن المشكلة عندهم أنهم قلقون من أي نشاط نقوم به في مصر، وأتصور أننا على حق والمستقبل لنا نحن؛ لأننا نؤيد حرية الصحافة واستقلالها، وأن المستقبل ماشي في هذا الاتجاه وليس الاتجاه التابع.

* وكيف نتغلب على مشكلة وجود اتحادين؟

- حل هذه المشكلة أن يكون هناك اتحاد عربي للصحافة الرياضية لا يكون تابعاً لأي حكومة أو جهة معينة، ويكون فقط هيئة اعتبارية مستقلة، وقتها سيكون هناك اتفاق، ويمكن أن يكون هناك اتحاد واحد وليس اتحادين.

* ولمن تكون الشرعية إذاً؟

- أريد أن أوضح نقطة مهمة جداً، وهي أن هناك دولاً تؤيدهم، وهناك دول تؤيدنا، ونحن من جانبنا أكثر؛ حيث إن عدد الصحفيين الرياضيين في مصر الآن أكثر من نصف عدد الصحفيين الرياضيين في الوطن العربي كله، وأنا ما دمت أعبِّر عن أكبر تجمُّع من الصحفيين فأنا معي الشرعية.

* ما تعريف الصحفي الرياضي؟

- الصحفي الرياضي لقب يُطلق على الصحفي الرياضي المحترف والمتفرغ للنقد الرياضي فقط وممارس للمهنة، أما الذين يمارسون أعمالاً أخرى ليسوا ضمن هذا التعريف، وقد تجد في دول عربية 4 أو 5 صحفيين يُطلق عليهم لقب صحفي رياضي، أما في مصر فعددنا تجاوز الـ300 صحفي رياضي.

* ماذا عن أوجه الاختلاف بين الاتحادين؟

- التنظيم الموجود في مصر الآن مختلف تماماً عن التنظيم الموجود في الأردن، وهو خلاف مبدئي وليس خلافاً في وجهات النظر، فنحن هنا نقول: إن الاتحاد العربي للصحافة الرياضية هيئة اعتبارية مستقلة غير تابعة، لكن التنظيم الموجود في الأردن ويرأسه محمد عبد القادر جميل هو تنظيم تابع للاتحاد العربي للرياضة مثله مثل أي اتحاد رياضي آخر. وأوضح أن هذا الاختلاف يوجد أيضاً في دول عربية؛ حيث يوجد هناك صحافة حرة مستقلة وصحافة تابعة لوزارات وحكومات، فمثلاً نجد أن نقابة الصحفيين أو هيئة الصحفيين في أغلب الدول العربية تكون تابعة لوزارة الإعلام أو اللجنة الأولمبية أو رعاية الشباب. كما أن الانقسام موجود في كل مكان، فمثلاً في المغرب يوجد رابطة الصحفيين، وهي تابعة لنا في مصر، وتسعى لاستقلال الصحافة الرياضية، ويوجد أيضاً جمعية الرياضيين، وهي تابعة للاتحاد الآخر. وفي فلسطين جمعيتان للصحافة؛ إحداهما تابعة لنا والأخرى تابعة للاتحاد الآخر.

* ماذا عن المشكلة المثارة الآن بين الاتحادين؟

- المشكلة الموجودة الآن بدأت عندما دعونا إلى تكريم عدد من روّاد الصحفيين الرياضيين العرب على هامش بطولة الألعاب العربية التي تستضيفها مصر في نوفمبر المقبل، وكان اختيارنا موفقاً، وهذا ما أثار حفيظة الاتحاد الآخر برئاسة محمد عبد القادر الذي عمل حفل تكريم لبعض رواد الصحافة مؤخراً. ونحن من جانبنا سعدنا بأن يكون هناك تكريم لبعض الرواد، لكن من حقنا أيضاً أن نعمل تكريماً لبعض رواد الصحفيين الرياضيين الذين يعدون رموزاً للصحافة الرياضية، وهذا ما أثارهم وطالبوا بوقف هذا الحفل، وبالفعل طلبوا مقابلة المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة المصرية ود. مفيد شهاب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب العرب من أجل وقف هذا الحفل والتكريم. وأنا أقول لهم: لن تنجحوا في وقف هذا الحفل؛ لأن مصر غير معترفة باتحادهم، فكيف سيقبل أي مسؤول مصري أن يقتنع بوجهة نظرهم ويسمح للهجوم على الاتحاد الشرعي والمعترف به من قبل الحكومة المصرية؟! كما أن طلبهم هذا يؤكد عدم إدراكهم للحقيقة؛ لأن أي مقابلة مع أي مسؤول مصري ستتم في حضوري، ولن يسمح أحد لهم بوقف هذا الحفل؛ لأنني متَّفق مع اللجنة على إقامة هذا الحفل وتكريم الصحفيين العرب الرواد.

* هل هناك محاولات لتقريب وجهات النظر بينكم؟

- من الأصل لا يمكن تقريب وجهات النظر بين الاتحادين؛ لأن الاختلاف ليس في وجهات النظر، ولكن الاختلاف مبدئي، فأنا أريد أن أكون مستقلاً تماماً، وأدافع عن استقلال الصحافة والصحفيين الرياضيين ورافض لأي تبعية أو هيمنة من أحد، وأرفض أن يتدخل أحد في نظامنا، أو يكون أحد له وصاية علينا من أحد مع احترامي للجميع. أما هم فغير مستقلين، ويريدون أن يكونوا تابعين للاتحاد العربي، وأنا من جانبي لن أقبل وجهة نظرهم؛ لأنهم في الأردن عطَّلوا عمل دستور الاتحاد العربي للصحافة الرياضة العربية الذي بدأه الأمير فيصل وتعديلاته التي تمّت فيما بعد، ولجؤوا إلى اللائحة الموحَّدة للاتحادات الرياضية العربية وأصبحوا تابعين للاتحاد العربي، وهذا ما نرفضه تماماً، كما أنني أرفض أن أكون خائناً للصحفيين الذين انتخبوني للدفاع عن استقلال الصحافة.

* ماذا عن انتخابات الاتحاد العربي للصحافة الرياضية؟

- نحن هنا في مصر أجرينا انتخابات في عام 2006م، والانتخابات القادمة ستكون في نوفمبر 2010م.

* هل سنشهد انتخابات موحَّدة للاتحاد العربي للصحافة الرياضية؟

- أنا لا يوجد لديّ مانع من إجراء انتخابات فورية على أساس أن يتم العمل بالنظام الأساسي الذي وضعه الأمير فيصل وتعديلاته، وأهم شرط لا يمكن التنازل عنه أن يكون الاتحاد هيئة اعتبارية مستقلة لا تتبع لأحد. وأنا من جانبي سأتنازل عن الرئاسة، وسنتنازل عن أن يكون المقر في مصر، وأن يكون الرئيس من مصر، كما أني لن أدخل هذه الانتخابات أيضاً، لكن بشرط أن يتم الإعلان بشكل رسمي بأن يكون هذا الاتحاد غير تابع للاتحاد العربي وليس له علاقة به، وأن يسير الاتحاد بالنظام الأساسي، وأن نعمل من أجل الصحفيين ومصلحتهم، وأنا على استعداد للدعوة إلى الانتخابات فوراً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد