الرياض - منيرة المشخص
(البازارات) أو ما تعرف باسم الأسواق الخيرية عبارة عن سوق مصغرة لمجموعة محال يباع فيها فقط الملابس والاكسسوارات وأدوات التجميل وأغلبها مخصص للنساء فقط، اعتاد الجميع على إقامتها لعدة أيام فقط وخاصة في شهر رمضان.
البعض يرى ان لها سلبيات مثل عدم الحاجة لتصريح لإقامتها أو ارتفاع أسعار السلع المباعة وآخرون يرون أنها مجدية اقتصاديا للمشاركين فيها.. (الجزيرة) قامت بجولة واجراء استطلاع عن ايجابيات وسلبيات تلك الاسواق ومردودها الاقتصادي.
إقبال من السيدات
التقينا في مطلع الاستطلاع بكل من: منيرة وشيخة وخلود الحماد شقيقات اعتدنا على المشاركة في مثل هذه المناسبات منذ سنوات تقول منيرة: ما يميز البازارات أنها تناسب جميع فئات المجتمع سواء سيدات أو رجال فأغلب ما يعرض فيها من البضائع تلبي في العادة حاجة المتسوقين وتضيف منيرة: فمثلاً لأننا نعرف أن المرأة تهتم بجمالها وذلك باستخدام أدوات ماكياج غير ضارة فقد حرصنا أن نقدم لها كل منتجات أصلية وحول ما إذا كانت ترى جدوى اقتصادية تذكر من خلال مشاركتهن في مثل هذه الأسواق: أكدت شيخة بأن الجدوى موجودة وملموسة لكلا الطرفين سواء للتاجر أو المستهلك.
وتواصل: فنحن مثلاً كشقيقات لنا باع طويل في هذه التجارة ولمسنا ولله الحمد إقبالاً جيداً من السيدات على شراء ما نقوم بعرضه فمثل هذه البازارات عبارة عن سوق مصغرة ولكنها توفر حاجة المستهلك ويستطيع المشتري أن يجد ما يريد شراءه بسهولة لأن البضائع تحت سقف واحد بالرغم من أنها محددة لمدة أيام فقط.
وتضيف خلود وهي لا تزال طالبة جامعية: نحن كشقيقات نشارك منذ سنوات في هذا الاسواق فلو أننا لم نجد جدوى أو نحقق مردوداً مالياً لما حرصنا سنوياً وأحياناً مرتين في العام الواحد على المشاركة, فالجدوى الاقتصادية موجودة ولله الحمد خاصة أننا نقدم تخفيضات معقولة على أسعار كل ما نقوم بعرضه.
ونفت الشقيقات الثلاثة وجود أي صعوبة تكون قد واجهتهن كفتيات سواء من الأهل أو المجتمع كونهن جامعيات ويعملن في هذا المجال. ويعانين فقط من غلاء استئجار المحل التجاري.
منتجات عالمية
سناء الرواشدة أخصائية بشرة تؤكد بأن الجدوى الاقتصادية موجودة وملموسة لدى الجميع فعلى سبيل المثال هناك منتجات عالمية قد لا يستطيع إلا القلة الحصول عليها نظراً لوجودها في بلدها الأصلي فيرى البعض أن هناك صعوبة للسفر لشرائها ولكن عندما يقوم الوكيل الحصري لتلك المنتجات بعرضها في مثل هذه المناسبات فمن المؤكد أن الجميع سيستفيد من ذلك العرض سواء المنتج أو الوكيل أو المستهلك إذا المنفعة متبادلة وتشاطرها الرأي (منيا) وهي أخصائية تجميل في إحدى عيادات التجميل بأن مثل هذه الأسواق وإقامتها بصفة مستمرة تجعل الجميع يستفيد من فعالياتها من خلال المردود المالي أو الخروج بأفكار جديدة والتعرف على المزيد من السيدات وخاصة ان عيادات التجميل تحرص على جذبهن وذلك من خلال ما يقدم من مميزات وعروض مناسبة لهن.
أسعار الايجار غير مشجعة
وتضيف أريج العلي موظفة في عيادة تجميل قائلة: الفرص في مثل هذه الأسواق رائعة جداً لتعدد وتنوع ما يعرض فيها كما أنها فرصة للالتقاء بسيدات المجتمع ولكن يجب إعادة النظر في أسعار الإيجارات فهي مرتفعة جدا ومبالغ فيها مما يضطر المشاركة او التاجرة إلى رفع سعر ما تقوم ببيعه لكي تغطي على الأقل قيمة الإيجار فقط بل إن هناك من تخرج من السوق خاسرة بدل من أن تكون عكس ذلك
ولكن سهام أبا الخيل لها وجهة نظر سلبية تجاه البازار واعتبرته خسارة وضحك على الذقون كما يقال وقد بررت ذلك بقولها:
لا أدري كيف يفكر المنظمون لمثل هذه الأسواق؟ فقد نسوا أن اغلب المشتركات هن من ليس لهن دخل مادي فكيف يطالبونهن بإيجارات مرتفعه جداً بل مبالغ فيها فأنا مثلاً احمل شهادة ثانوية عامة ودبلوم حاسب ولكن لم أجد عملاً فاضطررت أن انمي هوايتي في الخياطة والتطريز وقررت وصديقات لي أن نعرض ما نقوم بصنعه خلال تلك الأسواق وفوجئنا بارتفاع سعر الطاولة والذي يتراوح ما بين 1500 إلى 2000 ريال ولكننا لم نجد خياراً غير الاستسلام لهذه الاسعار.
وتضيف سهام: من يصدق أن آخر بازار أقيم ذهبنا لكي نستأجر طاولة فقالت لنا المشرفة بأن ايجارها لا يقل عن 15 ألف ريال. فهل تجني المشاركة مردوداً مالياً وهل ستستطيع تغطية تكلفة الايجار؟
سلبيات وإيجابيات
(ندى السريع) شاركت في أكثر من بازار ترى أنها جيدة من جهة وسلبية من جهة أخرى فإيجابياتها تكمن في أننا نبيع كل ما نقوم بصنعه كالاكسسوارات، كذلك أنها جيدة للواتي لا يحملن مؤهلاً دراسياً عالياً أو الجامعية التي لم تحصل على وظيفة كما انها جيدة نظراً لعدم اشتراط وجود ترخيص كذلك أن مثل هذه الأسواق تمثل لنا فرصة للانخراط في مجتمع السيدات وايضاً الخروج بأفكار وابتكارات جديدة, وعن سلبيات البازار تقول ندى: أسعار الاشتراك فيها نوع من المبالغة إلى حد كبير فمثلاً سعر الطاولة يصل إلى 2000 ريال بل إن هناك من يطالبنا بإيجار يومي يصل قيمته إلى ألف ريال كذلك أن هناك شروطاً تعجيزية توضع للمستاجرات.
وتختم حديثها قائلة: بصراحة كل ما يقال عن دعم رجال الاعمال أو سيدات الأعمال من خلال هذه البازارات غير صحيح بل وضعت لجان الارباح عن طريقنا ونحن بدورنا نخسر عن طريقهم.
وبالرغم من أن سيدة الأعمال أمل زاهد ترى أن إقامة هذه البازارات تمثل فكرة جيدة لأنها تخدم في أغلب الأوقات ربات البيوت اللواتي لا عمل لهن وكذلك اللواتي يرى فيها مصدر رزق خاصة أنها لا تحتاج إلى تصريح من وزارة التجارة إلا أن لها وجهة نظر مغايرة نوعاً ما عن الأخريات حول تنظيمها حيث قالت: وجودها يضر الذين لديهم تصاريح ويدفعون إيجارات محلاتهم كذلك رواتب الموظفين لديهم وترى أن فيها مضرة اقتصادياً حتى على نطاق الاقتصاد الوطني من ناحية البضائع التي تستورد من الخارج ولا تخضع للرقابة فنجد ان هناك بضاعة لا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا وأيضا مخالفة للشرع, رغم أن ما نقوم باستيراده يخضع للتفتيش وأننا حريصون على جلب البضاعة الجيدة والمناسبة فنحن لا نريد ان نضر اقتصاد بلدنا.
وترى زاهد اهمية تدقيق الرقابة الشديدة على مثل هذه الأسواق وعلى جودة البضائع المباعة وإلزامية الحصول على تصريح من وزارة التجارة.
وترى فاكية رحماني مديرة إحدى الشركات العقارية أن مثل هذه البازارات عبارة عن دعاية لصاحب المنتج المباع وتضيف ان له مردوداً مادياً وتؤيد ما ذكرته أمل زاهد بعدم وجود تنظيم بشكل عام وانه من الأفضل الحصول على تصريح من وزارة التجارة لإقامتها.
