Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/10/2007 G Issue 12788
الريـاضيـة
الاربعاء 21 رمضان 1428   العدد  12788
سامحونا
هلال كريم
أحمد العلولا

بعد تعادل الهلال مع الوحدة الإماراتية تلقيت اتصالا من شخص تربطني به معرفة قديمه... إلا أنني لم ألتق به ولم أسمع صوته منذ عقد من الزمن.... رحبت به وشكرته على تذكره لي في هذا الشهر الكريم... ولكن (بدون مقدمات) قال لي بالحرف الواحد: لك أن تتصور بأن هذا اليوم من أسعد أيام حياتي! وعلقت: مبروك.... فهل رزقت بمولود؟...... قال: لا! إذاً حصلت على ترقية وظيفية!.... وأيضا.... لا!! أجل هل هبطت عليك ثروة من السماء؟ عندها قال وبسرعة.... لا أريد أن أطيل عليك المكالمة التي سوف أسدد قيمتها وسأخبرك السبب إذن... هات ما عندك وخلصنا!! قال: ياهي فرحة العمر... خروج ما يسمى الزعيم!!......

ومن ثم قطع المكالمة من غير أن يقول وداعا أو حتى أن يطلب مني التواصل معه مستقبلا! فكرت قليلا... وعدت للوراء استرجع شخصيته... فتذكرت انطوائيته الشديدة وميله للعزلة والانغلاق على نفسه... وكراهيته المفرطة لشيء اسمه (الهلال)..... ضحكت من أعماق قلبي وقلت... شكرا لمن يتوقف عن مواصلة العطاء أحيانا... وليمنح أمثال هؤلاء من البؤساء والمحرومين قدرا من الشعور بالارتياح والسعادة المؤقتة... كم أنت أيها الكيان الأزرق الكبير والشامخ بتاريخك الحافل بالأمجاد والبطولات... (كريما) وفي هذا الشهر المبارك الذي يؤثر الإنسان على نفسه ولو كان به خصاصة... أن يقدم (تنازلات) للآخرين... لعل وعسى أن ترتسم البسمة على شفاهم بأفعالهم وبما يتحقق لهم من مكاسب مشروعة كنتاج لقدراتهم ومؤهلاتهم بدلا من انتظار معونة ومساعدة الآخرين!... وحتى يخسر الهلال في موقعة قادمة فان أمثال هذا (البائس) سيعود إلى (عش الحزن والكآبة)... ولا عزاء لمن لا يعرف للسعادة طعما إلا في حالة تعثر الهلال... بعد أن فقد الثقة في فريقه المفضل!

وسامحونا!!

ثقافة اللاعب بين الغرور والتواضع

يتحدث جزء كبير من أفراد المجتمع ممن يمثلون شرائح مختلفة عن ثقافة البعض من لاعبي كرة القدم خاصة أولئك الذين تطاردهم الأضواء الإعلامية حيث يتم وصفهم بالسلوك الخاطئ والسلبي كالغرور والكبرياء وممارسة الفوقية والنرجسية الزائدة... ويأمل هؤلاء استفاقتهم والمطالبة بالعمل على إعادة تأهيل وبناء شخصياتهم لضمان العيش أسوياء مع غيرهم من أفراد المجتمع بغية تحقيق المكانة المرجوة التي ينشدها كل لاعب... وبان يصبح مرموقا ومحبوبا بما يعكسه من سلوكيات صحيحة... فالنجم إذا كان متواضعا ويقدم نفسه للآخرين بأنه لا يعيش في برج عاج ولم يأت من كوكب آخر إنما يرفع سعر (سهم) المكانة التي يتطلع لها لدى الآخرين.... وما اعرفه شخصيا على سبيل المثال هو ثلاث حالات خاطئة ما كان يجب على أصحابها ممارسة ذلك السلوك.... فهذا لاعب دولي سابق يدلف مكتب عقار بهدف استئجار شقة... ومن المؤكد جدا أن (العقاري) كبير في السن ولا يعرف عن الرياضة سوى اسمها وقد لا يفرق بين (بيليه) و(مارادونا) وان سألته عنهما.. فلا تندهش إن قال بأنهما (اسمان) لمخططات سكنية!!

وقد وجد اللاعب الشقة المناسبة ودعاه لتوقيع العقد... وحين بادرة العقاري بطلب بطاقته الشخصية لتعبئة البيانات... قام اللاعب من كرسيه غاضبا... ورافعا صوته على رجل بمقام والده (خوش تربية) مرددا (معقول أنت ما تعرفني) أنا ابن جلا وطلاع الثنايا....

اللاعب الدولي الكبير.... يقول له العقاري: (يا ابن الحلال) أنا إنسان ابحث عن رزقي وأولادي... ولا أعرف (الكورة) إن كانت مثلثة أو مربعة!!...يصرخ اللاعب بوجهه (وأنا) لا يشرفني استئجار شقة عن طريقك ويخرج من مكتبه غاضبا!!

(وهاكم) الحالة الثانية... لاعب دولي سابق وعن (جهل) وسوء ثقافة وتربية شخصية يريد استثمار اسمه في التوسط لقريب له لدى ضابط ذو رتبة عالية... وللعلم فان الأخير ذو ميل متزن للنادي الذي ينتمي له ذلك اللاعب... وعند بوابة الدخول يطلب اللاعب من موظف الحراسة أن يخبر رئيسه بقدومه وان عليه الحضور من مكتبه لمقابلته شخصيا (لا توجد معرفة سابقة) بالطبع لم يستجب الضابط لهذا الطلب... ولكن سمح للاعب بالدخول والتوجه لمكتبه... وحينما التقاه وجه له نقدا لاذعا على هذا التصرف الذي لا يليق بلاعب دولي كان من الواجب أن يحترم نفسه ويتعلم كيفية احترام وتقدير الآخرين... وأخيرا قال له...

وبالحرف الواحد (طلبك) مرفوض... وقد أقرر تطبيق عقوبة بحق قريبك الذي استعان بك للتوسط عندي!!...ولنأت على الحالة الثالثة...

والأخيرة و(كفاية) والحالة بطلها لاعب دولي يقود سيارته بسرعة جنونية فوق جسر بمدينة الرياض... وحيث تمكن رجل المرور (وكيل رقيب) من إيقافه... لم يكن بحوزته رخصة قيادة.... و(استمارة) ملكية السيارة لشخص غيره... لذا طلب منه الصعود لسيارة المرور وحاول اللاعب وتوسل كثيرا أن يطلق سراحه باعتباره شخصية كروية بارزة... ولم تنفع مع الأخير تلك المحاولات... بقي أن تعرف عزيزي القارئ أن رجل المرور الذي كان متشددا في موقفه بداية يعرف اللاعب... فهو ضمن صفوف الفريق الذي يشجعه... ويقول لي شخصيا انه بعد (التلاعب) بأعصاب اللاعب قرابة الساعة... قرر العفو عنه بعد أن قدم له أيضا كأسا من عصير البرتقال الطازج... مشروطا بأن يخاف على نفسه والآخرين مستقبلا ويبتعد عن القيادة المتهورة!........

على اللاعب المحترف خصوصا لما له من شخصية اعتبارية أن يحافظ على مكانته الجماهيرية بذلك القدر المناسب من حسن التعامل مع الآخرين والتحلي بالصفات والقيم الايجابية من الانضباط والتواضع...

اللهم إني بلغت فاشهد وسامحونا!!

هندسة تعاونية

هناك هندسة كهربائية وأخرى ميكانيكية وغزت الهندسة مختلف مجالات العلوم المدنية والعملية... لكن لم نتعرف من قبل على دخولها مجال كرة القدم إلا في سهرة رمضانية محلية قدمت على مسرح شاطئ الخليج العربي... فكان تعاون بريدة (القصيمي) أول الأندية السعودية فوزا بلقب الهندسة الكروية... ففي تلك الحفلة شهدنا جميعا المقدرة التعاونية في (قص الشريط) إيذانا ببداية تطبيق التخصص في منهج ذلك العلم الجديد.. كان التعاون في نهائي كاس مسابقة الأمير فيصل بن فهد الذي توج بطلا للمرة الثالثة أمام النهضة قد قدم كرة الفن والهندسة طيلة مجريات المباراة التي لم تحسم إلا بعد الاحتكام لشوطين إضافيين.. وكأن لاعبو الهندسة التعاونية أرادوا إضافة أجواء من المرح والسعادة على جمهور السهرة الرمضانية.. فكان تمديد برنامج الحفلة ولتسدل ستارة الختام بلمسة سحرية من قبل لاعب الخبرة يوسف الحيائي الذي اختفى عن الظهور على مسرح الكرة ومن ثم تقديمه في هذه المباراة بصورة مغايرة ضمن كوكبة الهندسة التعاونية التي اشرف على إعدادها وإخراجها مهندس التعاون الشاب محمد السراح وبدعم ومساندة غير محدودة من قبل أعضاء مجلس إدارته وجماهيره الوفية..

وبالطبع فانه لا يمكن لهذه الهندسة أن ترى النور إلا نتيجة لوجود تخطيط وحسن متابعة ووقفات جادة معنوية ومادية لأعضاء شرف التعاون ورجالاته الغيورين على وضع النادي في مكانة عالية ومرموقة من أمثال فهد المحيميد رئيس أعضاء الشرف ونائبه ياسر الحبيب. هذا هو التعاون (سكري القصيم) بالنكهة البرازيلية.. مبروك.. ودامت أفراحكم وسامحونا!

والسؤال: من (يروض) أمثال هؤلاء؟

كانت فرحتهم اكبر بفوز نجران على الهلال من فرحتهم بفوز فريقهم على الأهلي بثلاثية نظيفة.

وسامحونا!!

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6605» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد