سقط الهلال وأسقط معه كل محبيه.. حيث رمى بطموحاتهم وآمالهم عرض الحائط ليغادر دوري أبطال آسيا بمرارة ما زالت في حلوق الهلاليين حتى الآن..
الخروج الهلالي المر تبعه سقوط آخر أمام نجران الصاعد حديثاً لدوري الأضواء وهو سقوط أعاد الهلال سنوات عديدة للخلف وبات مطمعاً وصيداً سهلاً للفرق الصغيرة..
** أوضاع الهلال منذ الموسم الماضي كانت تنذر بما يحدث حالياً.. فمع نهاية الموسم كان واضحاً للجميع أن الفريق يعاني كثيراً وبحاجة لتدعيم كبير في صفوفه مع عملية إحلال لعناصره بضخ دماء شابة جديدة في صفوفه.. وعملية الإحلال هذه تتطلب التضحية ببعض العناصر التي أصبحت ماركة مسجلة في صفوف الفريق وتحظى (بحظوة) إدارية جعلتها تهيمن على الفريق وتحدد من يلعب ومن لا يلعب بطريقة أو بأخرى.. وهو ما كشفه حارس المرمى الاحتياطي المحنّط حسن العتيبي بعد لقاء نجران.. بتصريحه الفضائي.
وعملية الإحلال المطلوبة تحتاج لعيون خبيرة قادرة على انتقاء العناصر الجيدة من الشباب والبدلاء ومنحهم الفرصة والصبر عليهم.. فأن تخرج خاسراً بعناصر شابة أفضل ألف مرة من الخسارة بعناصر منتهية لتكون الخسارة مزدوجة ومضاعفة كما حدث بعد الوحدة. والمتابع لمسيرة العمل الذي يقدّم في النادي وأعني ما يخص الفريق الأول يلاحظ أن هناك العديد من المتناقضات التي تحيط بالفريق والعناصر المشاركة فيه.. وتؤكّد وجود صراع قوي بين البناء الذي تدعمه الإدارة (لتعزيز قناعاتها) عبر مشاركة أسماء محددة وبين الرأي الفني الذي يرى إتاحة الفرصة لعناصر شابة واعدة تخدم الفريق وتعيد له حيويته.. ليسقط الرأي الفني ويسقط معه الفريق سقوطاً مريعاً قد لا يعود معه قريباً..
في الهلال عناصر جيدة من الشباب على رأسهم المرشدي والكلثم وعبدالعزيز الدوسري وسلطان السعود وأحمد الفريدي وبدر الدعيع وخالد شراحيلي وفهد الشمري ومشعل الموري ومحمد العنبر وغيرهم.. كان يمكن الاعتماد عليهم مع النجوم المعروفين لتكوين فريق قوي مدعم بثلاثة لاعبين أجانب على مستوى كبير.. مع إبعاد تام للعناصر التي احتكرت النادي وباتت تلعب رغم مستوياتها المتواضعة وعطائها الضعيف وعلى رأسهم المفرج والتمياط والعتيبي.. ويمكن إضافة العنقري والخثران إليهم..
إضافة لمنح الجهاز الفني الحرية التامة للعب بالطريقة المناسبة التي يراها..
غير أن المتابع يلاحظ التغيير المفاجئ لطريقة اللعب والأسماء المشاركة مع كل مباراة مهمة وبشكل يثير الكثير من التساؤلات.. ففي نهائي الدوري غيّب الصويلح وأُشرك العنبر رغم أن ظروف المباراة لا تستدعي مشاركته.. وعلى صعيد طريقة اللعب لاحظنا كيف خضع باكيتا لما يريدون وغيَّر طريقته التي جلبت البطولات.. ومع كوزمين عاد نفس التدخل بتخلي المدرب عن طريقته ونهجه الفني الذي اعتمده منذ معسكر تونس وفي البطولة الخليجية وكذلك فعل مع فريقه السابق في رومانيا ليساير الرغبات الداخلية باللعب بالطريقة التقليدية 4-4-2.. مع إبعاد عناصر واعدة مثل الكلثم..
هذا على الصعيد الفني، أما على صعيد العمل الإداري في الفريق الكروي فإن تصريح العتيبي كاف لكشف كل التفاصيل ومقدار التدخل والفوضى التي ستسقط المدرب والنادي بأكمله.
باختصار ما يجري في الهلال هو عبث وتخبيص لا يمكن قبوله مهما كانت الأسباب.. فالنادي يهم شريحة كبيرة وقطاعاً عريضاً من أبناء الوطن الذين يتأثرون بما يجري فيه ويرتبطون به ارتباطاً وثيقاً ربما لا يدركه من يسيّر الأمور فيه.. وهو ما يحتم التدخل المباشر لتعديل الأوضاع وتوجيه دفة العمل نحو مصلحة النادي وجماهيره بدلاً من مصلحة أشخاص أو قرارات معينة اتخذت ثم عسف الأمور عنوة وتوجيهها لإثبات صحة هذه التوجهات والقرارات بالشكل الذي يظهر الإدارة بالمظهر الصحيح وصوابية خطواتها بما يتعارض مع مصلحة النادي التي هي الأهم في نظر الهلاليين..
لمسات
** الحديث الإداري الهلالي عن دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية كان أكثر من العمل لهذه البطولة.. هذا الحديث وتّر الفريق والجهاز الفني واللاعبين وجعلهم تحت ضغط نفسي كبير كانت آثاره في لقاء الوحدة واضحة للعيان.
** من يتحدث عن تقليد المنتخب وإتاحة الفرصة للعناصر الشابة عليه أن يجيد اختيار العناصر الجيدة فعلاً لمنحها الفرصة، ففي الهلال مواهب حقيقية هناك من يقف في طريقها وخصوصاً بدر الدعيع والكلثم وعبدالعزيز الدوسري والفريدي!
** يبدو لي أن الهلال لن يسير بشكل جيد هذا الموسم.. ولذلك على الهلاليين اتخاذ القرار الصعب منذ الآن بالاعتماد على الشباب ومنحهم الفرصة، فعلى الأقل قد يكسبون نجوماً للمستقبل.
** في لقاء الهلال ونجران كان الحكم الدولي علي المطلق في أسوأ حالاته بالإضافة للحكام المساعدين وشهدت المباراة العديد من الأخطاء المؤثّرة رغم سهولة اللقاء، فاحتسب هدف تسلّل وتجاوز عن حالتي طرد ولمسة يد داخل المنطقة واحتسب العديد من الأخطاء العكسية وتجاوز عن مثلها..!!
** فريق نجران استحق الفوز والاحترام في لقائه أمام الهلال، حيث قدّم أقصى ما لديه وحقق فوزاً مشروعاً يستحق التهنئة.
** تحدثت كثيراً منذ نهاية الموسم الماضي وتوقعت السقوط وحذّرت منه عبر العديد من المقالات مطالباً بإعداد فريق لموسم كامل وليس للبطولة الآسيوية فقط، وذلك بتجديد الدماء والجرأة في منح الفرصة للشباب.. لكن للأسف تم تجاهل كل ذلك والتركيز على بعض العناصر الشابة التي لا تملك ما تقدمه مع دعم للعناصر المستهلكة!!
** معظم المحيطين بالفريق الهلالي ومدربه يفتقدون للمقومات والقدرات التي تضيف أو تمنح أملاً في تعديل الأوضاع!