Al Jazirah NewsPaper Monday  01/10/2007 G Issue 12786
الريـاضيـة
الأثنين 19 رمضان 1428   العدد  12786
عذاريب
ضعنا في الطوشة
عبد الله العجلان

جاء قرار عدم اختيار أي صحفي رياضي سعودي ضمن قائمة الصحفيين الـ(27) المكرمين في دورة الألعاب العربية المقبلة في مصر من قبل الاتحاد العربي للصحافة الرياضية (الثاني)!!، جاء ليعيد من جديد البحث في قضية انقسام الصحفيين الرياضيين العرب بين اتحادين الأول في الأردن ويرأسه محمد عبدالقادر والآخر في القاهرة برئاسة عصام عبدالمنعم.. خصوصاً أن عدم الاختيار سببه عدم اعتراف الجانب الرياضي السعودي بالاتحاد الثاني بحسب ما ذكره نائب الرئيس يوسف برجاوي في تصريحه المنشور في جريدة (الرياض).

الإشكالية هنا لا تقتصر فقط على موضوع التكريم وإنما في وجود اتحادين كل منهما يحمل نفس الاسم ويدعي أنه الممثل الشرعي والمعتمد للصحافة الرياضية العربية، الأمر الذي يتسبب في خلق ازدواجية إدارية وتنظيمية، ويجعل الصحافة الرياضية العربية وجميع المنتسبين إليها في دوامة من التخبط والغموض، كما يضيع الجهود ويفسد المبادرات ومحاولات الإصلاح، وخصوصاً في المجال الصحفي الذي يفترض أن يكون أنموذجاً للوعي والحضارية واحترام الآخر وليس البحث عن المصلحة والمجد الشخصي، كما هو حاصل الآن في نكتة الاتحادين..!

الهلال بين الماضي والحاضر

إذا كانت إدارة الهلال بفكرها وحماسها وبذلها آنذاك هي التي ساهمت وصنعت بشكل كبير خمس بطولات متتالية في أول موسمين لها، فهي ذاتها بعد أن أصيبت بالوهن والإعياء ودبت فيها الفوضى والقرارات الارتجالية التي ضيعت على الهلال أكثر من بطولة محلية وخارجية.

هذا هو الهلال، وهكذا انقلبت أحواله رأساً على عقب بمجرد أن افتقد في الموسمين الأخيرين للعقل الإداري النابه والفاهم والمؤهل لإدارة نادٍ عملاق وصرح شامخ بحجم الهلال، ولتحقيق آمال وتطلعات الملايين من جماهيره، ولأن هنالك داخل أو خارج الأروقة الهلالية من لا يريد أن يتزامن نجاح وتطور وارتقاء الهلال بوجود أسماء لامعة وخبيرة ومتمرسة وعاشقة وشعبية، مثل خالد العمر وطارق التويجري وعادل البطي..!

أي عقل إداري هذا الذي استعد للنهائيات الآسيوية العنيفة بتعاقدين الأول مع صبي برازيلي (أضحوكة) والآخر مع شاب سعودي مغمور ليس أساسياً مع فريقه الأنصار وبمبلغ قدره ستة ملايين ريال؟! وأي فكر كروي احترافي هذا الذي يعاند ويكابر ويصر على استمرار المدافع فهد المفرج في الكشوفات الزرقاء ويصفه دائماً وأبداً بالنجم الموهوب والسد العالي؟!

في الهلال أجواء إدارية متوترة، وتصرفات لا تليق بفريق يطمح في التأهل للعالمية وفي زيادة رصيد بطولاته والمحافظة على زعامته، خسر أكثر من بطولة ومباراة حاسمة بسبب سوء التهيئة والتحضير النفسي والمعنوي وأيضاً الفني والبدني لمثل هذه المباريات، مثلما حدث أمام الوحدة الإماراتي، وقبله في نهائي الدوري أمام الاتحاد، وكذلك الشباب الموسم قبل الماضي، وأمام العين وفي لقاءات غريمه المتراجع النصر، كما أخفقت إدارته بتجديد دماء الفريق وأصرت على بقاء ومنح مزيد من الفرص لعدد من اللاعبين المنتهية صلاحيتهم وآخرين أثبتوا عجزهم وفشلهم غير مرة على حساب مجموعة كبيرة من النجوم في المنتخبين الأولمبي والشباب..!!

خلاصة القول إن ما يجري في الهلال هو امتداد لذات المواقف والأحداث، وهو تأكيد جديد لما سبق وأن ذكرناه وحذرنا منه قبل شهور عديدة بأن فريق الهلال سيكون على موعد مع المزيد من التدهور والأوجاع والضياع طالما أن إدارته لا تملك الشجاعة الكافية للاعتراف بتقصيرها وضرورة ترتيب أوراقها وإعادة هيكلتها والإسراع في تصحيح أخطائها واحتواء أزماتها..!

الإدارة على طريقتنا!

لفت انتباهي أن رئيس وفد فريق الوحدة الإماراتي هو (الرئيس التنفيذي للنادي) الأستاذ راشد الزعابي، أي هناك رئيس مجلس إدارة ورئيس للإدارة التنفيذية للنادي، بمعنى أنه في الإمارات أو على الأقل في نادي الوحدة تنظيم إداري أو بالأصح وظيفي مشابه تماماً لما هو معمول به في الشركات، حيث يتولى مجلس إدارة الشركة إقرار البرامج والأنشطة واعتماد الميزانيات السنوية والقوائم المالية الفصلية، واتخاذ القرارات التي تعنى بخطط وتوجهات وسياسات الشركة على المدى البعيد، بينما تقوم الإدارة التنفيذية عبر أجهزتها وأقسامها المختلفة بالمهام والتدابير المعاملات ذات الطابع التنفيذي المباشر وفق اللوائح والتعليمات المعتمدة من مجلس الإدارة.

هذا بالضبط ما تحتاجه الأندية السعودية التي تعاني من الخلط في المناصب والمسؤوليات ومن سوء تنظيم المهام الإدارية وتوزيع الصلاحيات وضبط الميزانيات (الإيرادات والمصروفات) لذلك غالباً ما يكون رئيس مجلس الإدارة هو نفسه الرئيس التنفيذي والمسؤول عن الصندوق وإدارة الكرة والمتحدث الرسمي للنادي ومدير شؤون الاحتراف، هو الكل في الكل والعقل المدبر والمقرر لمختلف هموم وقرارات وتعاقدات النادي الصغيرة والكبيرة.

من المخجل بل من الصعب أن يتحول النادي بألعابه ولاعبيه ومدربيه وإدارييه ومنشآته وإيراداته ومصروفاته ومناشطه وطموحاته وخطاباته وعلاقاته وتعاقداته وأعضاء شرفه وجماهيره ومشاركاته المحلية والخارجية، إلى أداة بيد الرئيس يحركها ويتحكم بها كيفما يشاء ومن الخطأ الفادح ألا يكون هنالك فصل بين المسؤوليات التشريعية والتنفيذية، وكذلك بين القدرات الشخصية لهذا الإداري أو ذاك.. الأمر الذي دائماً ما يعيق ويمنع من تطبيق مبدأ (الرجل المناسب في المكان المناسب)..

تعاون طال انتظاره

كان التعاون وما زال الفريق الجدير بأن يصنف ضمن الفئة النخبوية الممتازة، وكثيرون أولئك الذين يتعاطفون معه وينظرون إليه بقياسات ومعايير أفضل وأكبر مما هو عليه الآن، وأن لديه من العطاءات والإمكانات والمواصفات التي تسمح له بمغادرة دوري الأولى والإقامة الدائمة مع الكبار.

وبطولة الأمير فيصل بن فهد ما هي إلا نتيجة منطقية وتجسيد حقيقي لشيء بسيط ومحدد لواقع التعاون، هي بالتأكيد ليست التتويج المقنع والحلم الأخير والكبير، وإنما تظل برأي المحايدين والمنصفين خطوة مهمة وبداية جيدة على طريق العبور السريع والانتقال إلى مجد تعاوني جديد ومختلف عن سنوات العجاف الطويلة..

بقيادة الرئيس المحترف الخبير محمد السراح سيكون للتعاون شأن آخر، وسنكون نحن جميعاً سعداء بإعادة اكتشاف فريق كبير ومثير لديه من النبوغ والكنوز الشيء الكثير..

***

* اتهام ميشيل الحاج في (السلطة الرابعة) لبعض الصحفيين السعوديين، بأنهم يسرقون أخبار وكالة الأنباء الفرنسية فضيحة جديدة كنا نتمنى منه لو أنه ذكرهم بالاسم.

* في الفوز والخسارة، وفي الإنجازات والنكبات - فتش عن الدفاع..!

* لا منافس ل (اتي الغربية) على بطولة الدوري إلا (اتي الشرقية)..!



abajlan@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد