Al Jazirah NewsPaper Monday  01/10/2007 G Issue 12786
رأي الجزيرة
الأثنين 19 رمضان 1428   العدد  12786
ترتيب البيت الفلسطيني أولاً

لقاءات القمة الفلسطينية الإسرائيلية بدأت تأخذ شكلاً منتظماً في ظل حديث متعاظم عن السلام لكن دون أن يكون له أثر على أرض الواقع، فلا زالت إسرائيل تقتل الفلسطينيين كل يوم وتنكل بهم وتقيم الحواجز أمام تحركاتهم. ويوم الجمعة الماضية فقط كان على الآلاف أداء الصلاة خارج أسوار القدس المحتلة بسبب تلك الحواجز..

في مثل هذه الأجواء لا يمكن تصور كيفية بناء السلام، ومع ذلك فإن التحركات الإقليمية والدولية تعمل باتجاه حل ما، بينما يقول الرئيس الفلسطيني إنه يمكن تحقيق اتفاق للسلام مع إسرائيل في غضون ستة أشهر من انعقاد مؤتمر السلام الخريف المقبل. ويتردد هذا الكلام ومثله كثير وسط تباين شديد للرؤى بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فالضفة الغربية التي يراها الفلسطينيون هي غير تلك التي يأمل فيها الإسرائيليون وحتى في وسط الإسرائيليين هناك أكثر من تصور للضفة الغربية يكبر ويصغر بطريقة تتناسب مع درجة تطرف مستوطن.. وما يقال عن الضفة يشمل بقية الموضوعات الرئيسة التي تشكل عناصر السلام الحقيقي ومن ذلك موضوع اللاجئين ووضع القدس، وبينما كان لا يمكن القبول منذ سنوات قليلة في الجانب الفلسطيني بالمس بحق اللاجئين في العودة، فإن هناك الآن من يتحدث عن (عودة رمزية) وعن استحالة استيعاب خمسة ملايين من فلسطينيي الشتات داخل إسرائيل. وبالنسبة لإسرائيل فإنها تنظر لحق اللاجئين في العودة من باب المستحيلات..

وبلا شك هناك سعي إسرائيل نحو تسوية مبتسرة، فالبون شاسع بين التسوية الشاملة العادلة وتلك التي تسعى إليها إسرائيل، وحالياً فإن الجهد الإسرائيلي يتضاعف من أجل سلام مع فصيل فلسطيني دون الفصائل الأخرى. فإسرائيل تبذل قصارى جهدها لتعميق الفرقة الفلسطينية المتمثلة حالياً في انفصال الضفة عن غزة مع (فتح) في إحداهما و(حماس) في الأخرى. فإنجاز هذه التسوية مع فتح يعني عدم استيعاب رؤية حماس في السلام، وذلك مدعاة للمزيد من التباعد بين الفصيلين الرئيسين على الساحة الفلسطينية.

إن قوة القضية الفلسطينية رهن باحترام ثوابتها وبعدم المس بالموضوعات الرئيسة فيها، ومن هنا فإن إسرائيل تسعى لخلخلة هذا التمسك بالثوابت لتحيله إلى مجرد تشتت فلسطيني يسهل اقتناصه، كل على حدة، كان ذلك عن طريق تسوية بالانفراد بفصيل واحد، أو بأي وسيلة أخرى، فمن المهم أن تتباعد الخطوط الفلسطينية وأن تضيع ملامح التسوية الحقيقية مع تفرق أهلها في الداخل وفي المنافي وأراضي الشتات.. لهذا يصح القول بضرورة إنجاز وفاق الداخل قبل التوافق مع الآخرين. ولن يضر التحركات الحالية نحو السلام أن تعود اللحمة إلى الصف الفلسطيني، ففي ذلك قوة للسلام المرتقب.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد