Al Jazirah NewsPaper Monday  01/10/2007 G Issue 12786
الريـاضيـة
الأثنين 19 رمضان 1428   العدد  12786
كل يوم كلمة
المسؤولية في الخسارة الآسيوية للهلال
عبدالعزيز الهدلق

استكمالا لما بدأناه بالأمس عن أسباب الخسارة الهلالية في البطولة الآسيوية وخروجه على يد فريق الوحدة الإماراتي تبرز الإدارة الهلالية كأهم الأطراف التي تتحمل مسؤولية الخروج المر وذلك لجملة من الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة في إطار إعدادها وتحضيرها للفريق لخوض غمار البطولة التي كانت تشكل هاجسا وأملا ليس لجماهير الهلال بل وحتى لإدارته ولسمو رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل على وجه الخصوص الذي كان ينظر لهذه البطولة ومنذ أكثر من عام على أنها مفصلية في فترته الرئاسية لذلك عشم الجماهير باستعداد غير عادي وبتجهيز يتناسب مع اسم البطولة ومع المرحلة التي تليها وهي بطولة أندية العالم ولكن الجماهير صدمت بالبرود الإداري الغريب في تجهيز الفريق حيث كان التعاقد الغريب مع البرازيلي برونو هو أقصى ما فعلته الإدارة استعدادا لهذه البطولة الحلم إضافة إلى ضم لاعب مغمور من نادي الأنصار...!!

أما بقية التحضيرات فكانت عادية جدا وكأي تحضير لموسم كروي طويل خال من المنافسات المهمة والاستثنائية.

وكان غياب الفكر الكروي والافتقار للرؤية الفنية من أكثر المآخذ على الإدارة الهلالية في هذه الفترة إذ لا يمكن لصاحب أي فهم فني وكروي أن يتخيل فريقا يبحث عن كأس آسيا ثم يخوض منافساتها بمثل تلك العناصر التي واجه بها الهلال الوحدة الإمارتي.

فإذا كانت حراسة المرمى موضع ثقة واطمئنان بوجود سيد حراس آسيا وعميد لاعبي العالم محمد الدعيع فإن خط الدفاع لا يتواجد فيه سوى تفاريس فقط..!!

ومعلوم أن خط الدفاع هو العنوان الأول والأبرز لأي فريق يبحث عن بطولة وبدون خط دفاع قوي ومتماسك لن ينجح أي فريق في أي منافسة.

واتضح افتقار الإدارة الهلالية للرؤية الفنية الصحيحة والعميقة خلال مباراتي الذهاب والإياب مع الوحدة الإمارتي وذلك عندما سمحت للمدرب أن يواصل نهجه التجريبي دون وعي لقيمة المباراتين وأهميتهما حيث دخل مباراة الذهاب كما لو كان يخوض مباراة ودية ويسعى لتجربة بعض اللاعبين من أجل التعرف على إمكانياتهم حيث زج بمشعل الموري الغائب منذ أكثر من موسمين مما أضعف الجانب الهجومي للفريق بشكل كبير وجعله يخسر بالتعادل رغم تواضع الفريق الإمارتي وقابليته للهزيمة بشيء من الضغط الهجومي المركز، وفي مباراة الإياب عاد لتخبطاته حيث أعاد الزوري لموقعه في الظهير الأيسر ولعب بالخثران في مركز المحور ودفع بسعد الذياب مساندا لياسر القحطاني في الجهة الهجومية اليسرى.

ورغم أهمية المباراة وأهمية تحقيق الفوز فيها وخطورة التعادل الإيجابي على الهلال إلا أن المدرب لم يعر ذلك اهتماما ولعب بتحفظ كبير وصفه بعد المباراة بأنه متوازن..!!

مما سهل مهمة الفريق الإماراتي وجعل حارس مرماه يكثر من الاستعراض ومدافعيه يحكمون القبضة على المهاجم الهلالي الوحيد الذي قاتل بكل أسلحته الفنية ولكن الكثرة غلبت الشجاعة والبراعة ورأينا كيف كان الهلال يقترب من الفوز و الفريق الإماراتي يزداد ارتباكا كلما دفع المدرب الهلالي بمهاجم ولكن تأخره في الاستعانة بالتايب ثم الشلهوب جعل الوقت ينفد قبل أن ينجح اللاعبون في كسب المباراة.

وكان على الإدارة أن تناقش المدرب في تلك التشكيلة (المتحفظة) قبل أن تبدأ المباراة وإقناعه بضرورة إشراك الصويلح منذ البداية إلى جانب ياسر، مع فتح حوار معه حول الاحتمالات المتوقعة لسير المباراة وما هي الحلول التي وضعها للتعامل مع متغيراتها ومفاجأتها.

وكان من الواجب أن تقنعه أنه في حالة انتهاء الشوط الأول دون تقدم الهلال فلا مناص من إشراك التايب والشلهوب مع بدء الشوط الثاني مباشرة وعدم التأخر في ذلك كسبا للوقت وعلى طريقة (مادون الحلق إلا اليدين).

ذلك أن مناقشة الإدارة للمدرب وفرضها لوجهات نظرها الصحيحة من أجل مصلحة الفريق لا يعتبر تدخلا في عمله بل تكميلا له.

وقد رأينا كيف أن المدرب بقناعاته وتعامله مع أحداث المباراتين قد أخرج الهلال من البطولة وأمام فريق سهل.

وهذه ليست المرة الأولى التي يخسر فيها الهلال بسوء التعاطي الإداري مع الأحداث والمباريات المهمة فقد خسر الهلال نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للموسمين الماضيين (أمام الشباب والاتحاد) بسبب ضعف التحضير للمباراتين رغم أن الفريق كان الأفضل فنيا في كلا المباراتين.

وبنفس الطريقة والسيناريو خرج من البطولة الآسيوية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد