Al Jazirah NewsPaper Monday  01/10/2007 G Issue 12786
الاقتصادية
الأثنين 19 رمضان 1428   العدد  12786
مستقبل أسعار النفط
م. منصور عبدالله الدوسري

كيف نقرأ مستقبل أسعار النفط؟

العالم بأسره يتطلع إلى مستقبل أسعار النفط باهتمام بالغ. والسبب أنه ما من دولة في هذا الكون إلا وتنظر لهذه المشكلة من منظارها كدولة مصدرة أو مستوردة للنفط.

ولذلك فإن سياسة دول العالم بحاجة ماسة (عند بناء خططهم المستقبلية) لدراسة مستقبل أسعار هذه السلعة الضرورية.

لكن المشكلة تبرز في صعوبة قراءة كل ما يتعلق بعوامل التأثير في ميكانيكية العرض والطلب في الأسواق العالمية للنفط.

فهناك عوامل اقتصادية وسياسية وتقنية لا بد من أخذها في الاعتبار عند بناء قناعات عن مستقبل أسعار النفط في الأسواق العالمية.

فمن المعروف أن منطقة الشرق الأوسط تختزن ثلاثة أرباع احتياطي العالم من النفط، وهي بلا شك منطقة تعيش حالة من التوتر البالغ منذ أن اكتشف النفط فيها.

ولا أحد يمكنه الجزم بتواريخ تقريبية لحل هذه المشكلة.

فقد تنسحب الولايات المتحدة من العراق ويأتي يوم توقع فيه باقي دول الجوار مع إسرائيل اتفاقية صلح وتنتهي إحدى أزمات المنطقة، وبالتالي تطوى صفحة الحرب العربية الإسرائيلية وحالة الحرب على الإرهاب التي فرضت على العالم بنفوذ الدول العظمى في المنظمات الدولية.

وبحسبة منطقية بسيطة، فإن مثل هذا الأمر سيخفض الطلب على منتجات المصانع الحربية.

وهي في الواقع تستهلك القدر الكبير من الطاقة على مستوى العالم.

وهناك عوامل اقتصادية مثل أزمة الرهن العقاري التي يعيشها الاقتصاد العالمي.

وهي أزمة لها أن تؤثر في الطلب على النفط، لأنها ستؤدي بالضرورة إلى ركود اقتصادي في الاقتصاد الأمريكي بصفة خاصة وعلى دول العالم بوجه عام، كونها ستمتص السيولة من دول العالم.

ومن العوامل الاقتصادية أن سعر النفط مقيم بعملة الدولار الأمريكي، وبالتالي فإن تغير سعر تبادله مقابل العملات الأخرى يؤثر في ميكانيكية العرض والطلب على النفط.

أما عن الأمور التقنية، فالتطور في صناعة معدات التنقيب وحفر الآبار النفطية، لا شك يؤثر في إمدادات النفط.

فمن المعروف أن تكاليف البحث والتنقيب عن النفط تمثل أعباء مالية لا تقدر عليها إلا الشركات البالغة في الضخامة.

وتتحملها في النهاية الدول الباحثة عن النفط.

ولذلك فإن من الطبيعي مع اكتشاف تقنيات حديثة للتنقيب والبحث عن النفط سيكون هناك تخفيض في تكلفته وزيادة في كميات المعروض منه.

وليس ذلك وحسب، بل إن اكتشاف التقنيات لمصادر الطاقة البديلة والمكملة للنفط يمكن لها أن تؤثر في مستقبل أسعار النفط.

فمثلا اكتشاف السيارات الهجينة التي تخلط النفط بالكهرباء في تشغيلها لا بد أن تخفض من استهلاك النفط.

ووجود طاقة بديلة مثل النيتروجين أو الطاقة الشمسية وتطورها بجدوى اقتصادية فاعلة يمكن لها أن تقلب أسعار النفط في زمن قياسي.

ومن هنا لا يمكن القطع بمستقبل أسعار النفط، لأنه لمثل هذه الدراسات أن تأخذ بالاعتبار جميع العوامل المؤثرة في ميكانيكية العرض والطلب، ومن ثم يتم تحديد نسب الاحتمالات لحدوث أي منها، وتواريخ ذلك، وتثقيل تأثير كل عامل على بناء القناعات بمستقبل أسعار النفط.

وختاماً... فإن دول الخليج العربية مدعوة ومؤهلة لتأسيس مركز لدراسة منتجات الطاقة (وفي مقدمتها النفط).

بل إن الوقت والظرف مناسب لبناء استراتيجياتها الاقتصادية بالاستفادة من بحوث مثل هذا المركز، عوضاً عن استقاء المعلومات من المنظمات الاقتصادية العالمية.

جامعة الملك سعود - قسم هندسة بترول والغاز الطبيعي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد