خرج الهلال من بطولة الأندية الآسيوية من أقصر الطرق وأضعف الفرق. وخسر الزعيم حلماً ظل يراود جماهيره سنين طويلة بأن يستعيد أمجاده الآسيوية ويجدّد العهد مع ألقابه القارية. ففي كل مرة يشارك الهلال في البطولة الآسيوية يخسر بأخطاء يصنعها هو بنفسه ويقدّمها على طبق من ذهب لخصمه. ولن أعود بالذاكرة كثيراً للوراء. فجماهير الهلال تعرف تماماً كيف خسر فريقها في البطولات الآسيوية الماضية وخسر من فرق لا توازيه اسماً ولا تاريخاً ولعل مباراتي الشارقة الإماراتي لا تزال حاضرة في الأذهان الزرقاء.
ثم جاءت مباراتا الوحدة الإمارتي هذه المرة لتجدد الأحزان الهلالية بنفس السيناريو وبصورة طبق الأصل من سابقاتها. فرق مغمورة بلا تاريخ ولا نجوم تجد في الهلال سلماً عالياً ترتقيه لتصل المجد من خلاله.
وقد شكلت الهزيمة من الوحدة الإماراتي (رغم التعادل في المباراتين) صدمة عنيفة على الجماهير الهلالية أتمنى فقط أن تكون الإدارة قد لاحظتها وشعرت بها وأدركتها. ورغم هذا العنف في الصدمة والقوة إلا أن مرورها مرور الكرام وعدم اتخاذ إجراءات تكفل معالجة الأخطاء وعودة الزعيم لقوته وعنفوانه سيكون وقعه أكبر وأفدح على جماهير الهلال. فهذه الجماهير سوف تشعر بالإحباط كون أصحاب القرار في ناديهم لا يشاركونهم الأحاسيس ولا يتألمون مثلهم على ما يحدث لفريقهم ولا يشعرون بقيمة الخسارة ولا يدركون فداحتها. وأكثر ما يؤلم الجماهير الهلالية أن يسجل الخروج من البطولة الآسيوية ضد مجهول، وبالتالي تحفظ سجلات المشاركة في هذه البطولة في الأرشيف. ويعاود الفريق مشاركته محلياً وخليجياً وكأن شيئاً لم يكن.
وقد لاح في الأفق الهلالي شيء من ذلك بعد تصريح الرئيس عقب المباراة والذي أشاد فيه بفريقه ولاعبيه ورفض الاعتذار للجماهير (رغم أنه ليس مطلوباً منه ذلك) بحجة أن الفريق قد عمل كل شيء في المباراة وقدّم أفضل المستويات. وكذلك فعل مدرب الفريق الذي لم يكن يهمه سوى الدفاع عن قناعاته وتبرير أخطائه.
نعم كان الهلال هو الأفضل خلال مباراتي الذهاب والإياب وهي أفضلية بدهية ومتوقعة ومحسومة قبل أن تبدأ المباراتين للفارق الكبير بين الفريقين ولكن هذه الأفضلية بحاجة إلى حسم داخل الملعب بنتيجة إيجابية تؤهل الفريق للدور الثاني من البطولة. فليس الهلال بتاريخه وبطولاته وإنجازاته وسمعته الذي يفاخر مسئولوه بعد خسارته للتأهل أمام فريق مثل الوحدة الإمارتي بقولهم إننا لعبنا أفضل..!!
إن في هذا القول انتقاصاً كبيراً من قدر الهلال وقيمته وهيبته. إن من يقول ذلك لا يعرف الهلال ولا يعرف تاريخه ولا يضعه في المقام الذي يستحقه ويليق به.
وغداً نكمل..