لعل أهم حدث رياضي، شهده المشهد الرياضي في المملكة لسنة 2007م، وجدير بأن نتأمله ونفرح به وله: (سباق المشي) الذي نظمته إدارة التعليم في محافظة الرس نهاية العام الدراسي السابق.
السباق التاريخي - هذا - شارك فيه طلاب المدارس والمعلمون وشاركهم فيه: محافظ الرس سعادة الأستاذ خالد العساف، وكذلك سعادة مدير تعليم الرس محمد الغفيلي.
هذه المشاركة من قبل هذين المسؤولين لها دلالة ذات قيمة معنوية ونظامية تعبّر عن توجه وموقف جديد من الرياضة كنشاط وثقافة وتربية، ترتقي بأهميتها وقيمتها للفرد وللمجتمع، وتشكل موقفاً جديداً كثقافة وأهمية لصحة وبدن ونشاط الفرد والجماعة. وهو (الموقف) الذي غيّب الرياضة عن المدرسة، ووصل إلى درجة وأد وجود وتواجد الرياضة في رحاب المدرسة منتزعاً أية قيمة تربوية أو ترويحية أو صحية للرياضة، إذ استطاع النفوذ الصحوي الذي اختطف المدرسة (وربما المجتمع) من فرض وصايته ومنهجه على المدرسة وهندسة فعالياتها التربوية والتعليمية وفقاً لقناعاته الأحادية، التي حكمت على الرياضة على أنها (عبث، هدر.. للوقت والجهد والمال..) وأن لا (ضرورة ولا قيمة ولا نفع) من الرياضة للفرد.. والأمة (وليس المجتمع!).
إن الحدث الرياضي المدرسي التاريخي (سباق مدارس الرس) يسجل مفصلاً نوعياً في بدء مرحلة جديدة مملوءة هيمنة وسلطوية ووصاية الصحوة الوافدة وأدبياتها وأجندتها المنغلقة اللاهثة باستماتة إلى تحويل المدرسة إلى ثكنة وصاية أو ما يشبه معسكراً تنظيمياً حزبياً شكلاً ومضموناً.
شكراً لتوجه وزارة التربية الجديدة وشكراً لمدارس الرس المستنيرة عندما بدأت في تعليق الجرس، والبدء العملي في إعادة الرياضة للنشاط المدرسي، وشكراً لمحافظ الرس المستنير وقد دعم وتفاعل واحترم قيمة الرياضة للنشء والشباب وكامل المجتمع.
هذا (الحدث الرياضي) المهم، لم تفطن له الصحافة الرياضية، ولا كامل (الإعلام الرياضي).. والذي ما هو بالرياض.. ولا يحزنون!. إنما هو مجموعة من المطبوعات الورقية والمرئية المرتدية لفانلة المشجع الكروي، تتفرق ألوان الفانلات وتتخالف، ولكنها تجتمع على اختزال الرياضة في (الكرة) وتختصر دورها الفاعل في ملاحقة مشالح من استقبل، ورعى، وأصدر، وعاقب، ومنح، وشكل..!
إعلام (الحقبة الصفراء) الراهنة، أبعدوا الإعلام الرياضية من مضمونه، وفرغوه من هدفه السامي، ذو الرسالة النبيلة التي لا تقبل الانفصال عن الجسد الواحد، المملوء بالتفاعل والتكامل التنموي والحضاري للوطن الطاهر، الذي ترسخ إستراتيجيته التنمية فيه ومن خلال خططها التنموية أن تصب كل الأعمال والإنجازات في الوعاء الكبير للتنمية الوطنية.
ولهذا، فإن الرياضة ليست في الملعب وحده، بل لا يجب أن تكون كذلك، لأن معنى ذلك انحسار الرياضة وافتقادها لأهم قيمها ومبرر وجودها.
طبعاً من يريد أن تكون الرياضة في الملعب له وحده، هم (الهابطون بالبرشوت) إلى ميدان الرياضة، أولئك المشجعون الذين ألبسوا غترة الإعلامي، ونصبوا كمسؤولين إعلاميين يفتكون بذهنية مدرج الرياضة في سبيل واجبهم التشجيعي والتعصبي لفانلة (مقام) ناديهم، وهو الأساس الذي جعل منهم إعلاميين يفرشون كامل مساحة إعلام الأرض والفضاء.. ومسؤوليات الإعلام في اللجان والاتحادات..
إن ميلاد فجر رياضي مملوء بالصحة والعافية بدأت تجليات ظهوره من مدارس الرس، ومدارس المملكة جميعاً القادرة على أن تكون وعاء الرياضة السعودية النظيف بعيداً، وبديلاً عن رياضة إعلاميي بلاوي غامدكو كمبني المتعهدة لنشر التسطيح وكل ما هو هامشي ومسيء لرياضة الوطن النظيف.
عاش الوطن، وسقطت فانلة المنافع والتشجع والتلميع.
من المسؤول..؟
الذي يدقق في برنامج زيارات وفد دوري المحترفين الآسيوي سيتعجب من اختيارية المواقع الرياضة التي (اختيرت) له للوقوف على مدى تطبيق النقاط العشر المرتبطة بدوري الأندية المحترفة في آسيا.
الراصدون لهذا البرنامج، يعرفون تماماً.. كيف (أضيفت) لبرنامج الوفد (مواقع) في اللحظات الأخيرة..
الغريب، العجيب، اختيار مطبوعة وافدة لزيارة الوفد!!، وتحاشى صحف رائدة كالرياض والجزيرة وعكاظ واليوم!! وهي صحف أنجبت رواد الإعلام الرياضي في المملكة طوال تاريخه..
هل وصلت حمى التشجيع إلى العبث بقيمة وقامة إعلامنا السعودي لإرضاء نزعة التعصب والأمية الرياضية؟
نعم، كما قال أستاذنا النزيه خلف ملفي: (إنها إساءة كبيرة بحق إعلامنا السعودي).
هذه المطبوعة التي يتضح شيئاً فشيئاً مدى الدعم والرعاية التي تحظى بها رغم أنها مطبوعة وافدة امتهنت تسطيح قيم الرياضة، وامتهان رسالة الإعلام النظيف والصادق مع وطنه.
أحد الزملاء علق قائلاً: الحمد لله، إن الجماعة ما وضعوا زيارة مكتب (الحدث) أو مكتب مندوبه وكان غبريس ضمن جدول الوفد المحاط بمرافقين مشجعين.. همهم الأول والأخيرة خدمة فانلة ناديهم.. والأيام حبلى بما سيضحك عليه ومنه خارطة وطننا الطاهر الطهور.
حال.. الهلال، والنصر!
السؤال الذي يدور في مدرجات الرياضة السعودية والذي لم يعد يخفي نفسه، بات يسمع ليس همساً.. وإنما جهاراً وبصوت عال، يسمعه الجميع، إلا المقصودين به في الأندية الرياضة المعنية..!
السؤال الكبير الذي يزداد حجمه وغضبه يوماً بعد آخر يقول: متى تعود الأندية إلى جماهيرها؟ ومتى تنتهي مرحلة اختطاف أصحاب النفوذ والمال لأنديتهم الجماهيرية التي هي من وإلى الجماهير قبل أي أحد؟
مدرج الرياضة، يقول: متى يتولى مسؤوليات أنديتها سامي الجابر وفيصل أبوثنين والدكاترة المهنا والقحطاني مسؤوليات رئاسة وإدارة نادي الهلال؟ ومتى يكون نفس الأمر بالنسبة لماجد عبدالله وصالح المطلق والسبر وميزر أمان في نادي النصر..
متى ينتهي زمن هيمنة ملاك الأندية..
لو كنت في مكان المغتصبين للأندية والذين لم يعد يريدهم مدرج الكرة.. لاكتفيت بالدعم المعنوي والمادي.. من بعيد، ورحم الله امرأ عرف قدراته في زمن العولمة والعلم والانتماء العملي الحقيقي لميدان الكرة..
متى يعود الهلال، والنصر - مثلاً - إلى جماهيرهم.. فهم الأحق والأولى.. والأعرف والأقدر لإدارة أمور أنديتهم بكل همة ومعرفة وانتماء.
لو كان من يدير هذه الأندية من مدرجها.. لما تركوه في فترة الإعداد والتخطيط لقاء إجازات الصيف في منتجعات وفنادق أوروبا وأمريكا والكاريبي، معتمدين على مجموعة من أصدقاء التصفيق والبهرجة وتدبير الأمور بطريقة.. الريموت كنترول.. للحديث بقية...